عن الزيارة والنفي ونفي النفي
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

عن الزيارة والنفي و"نفي النفي"

المغرب اليوم -

عن الزيارة والنفي ونفي النفي

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

تبدو الرواية التي تحدثت عن زيارة قام بها بنيامين نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل للسعودية، ولقائه ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان في مدينة "نيوم" على شاطئ البحر الأحمر، أكثر "تماسكاً" و"صلابة"، من الرواية التي نفت الزيارة واللقاء...الأولى؛ تعددت مصادرها وتنوعت (بعضها سعودي)، وأحدثت موجة من التداعيات في تل أبيب وواشنطن: حرب اتهامات بين غانتس ونتنياهو، وأحاديث عن "جولة انتخابية" يقوم بها مايك بومبيو في "الوقت المستقطع"، ومزيد من الهدايا لإسرائيل، و"تفخيخ" منهجي منظم لمسار إدارة جو بايدن في السياسة الخارجية، بموازاة الاستمرار في وضع العراقيل على طريق الانتقال بين إدارتين في الداخل.

أما الرواية الثانية، نفي الزيارة، فقد اقتصر على "تغريدة" نشرها وزير خارجية المملكة، بالإنجليزية ابتداءً، وفَهِم منه موفد "سي إن إن" في الرياض، أنها تحتمل أكثر من تفسير، ولم تكن مشفوعة كالعادة في حالات كهذه، بنقد "الافتراءات" وإدانة" التجني، والتنديد بمحاولات "تشويه" مواقف المملكة...أما "نفي النفي" فقد أوردته وول ستريت جورنال، وعلى لسان مستشارين سعوديين اثنين...نميل لتصديق الرواية الأولى، ونقترح ثلاثة احتمالات لتفسير الثانية:

الأول؛ أن يكون نتنياهو قد أخل بالتزام مسبق بإبقاء الزيارة واللقاء طي الكتمان، وهذه عادته (وغيره من المسؤولين الإسرائيليين) على أية حال، سيما وأن الرجل بأمس الحاجة للكشف عن "اختراق نوعي" كهذا، لأسباب داخلية تتعلق بصراعه من أجل البقاء، وخارجية تندرج في سياق مساعيه لـ"تكبيل" إدارة جو بايدن، و"تفخيخ" مقاربتها الجديدة نحو إيران وحلفائها، ومن ضمنها العودة المحتملة للاتفاق النووي.

الثاني؛ أن الزيارة قد رتبت على عجل، ومن دون تشاور كافٍ بين أجنحة الحكم في المملكة، وأنها رتبت رد فاعل غاضب من قبل العاهل السعودي، الذي تواترت الأنباء خلال العامين الفائتين بشأن تحفظه وحذره الشديدين حيال التقارب و"التطبيع" مع إسرائيل، قبل الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية أو التقدم على هذا الطريق، خشية انعكاسات ذلك على المجتمع السعودي الذي لم يجهز بعد، لاستدارة بهذا الحجم، أو تحسباً لتحدي الدور القيادي للمملكة في العالم الإسلامي، من قبل منافسين "متربصين": تركيا، إيران، وربما الباكستان.
الثالث؛ أن يكون "التسريب" و"التأكيد" و"النفي"، من ضمن عملية إعداد للرأي العام، وتهيئة للكشف رسمياً عن الزيارة واللقاء، وربما توطئة، لخطوات لاحقة مشتركة، في مواجهة ما يرى الطرفان، السعودي والإسرائيلي، أنه تهديد مشترك: إيران، ولتنسيق الخطوات بين أهم حليفين لواشنطن في المنطقة، لمواجهة أية خطوات ومواقف "غير مرغوبة" قد تقدم عليها إدارة بايدن بعد العشرين من يناير القادم.

ما الذي تريده الأطراف من الزيارة واللقاء؟

بالنسبة لمايك بومبيو، الذي لم يعد لديه ما يفعله، سوى تقديم المزيد من "الهدايا" لإسرائيل، وفي الملفين الفلسطيني والإيراني خاصة، فالرجل لا يكف عن ممارسة الضغوط (اقرأ الابتزاز) لدول عربية وإسلامية لحفزها على تطبيع علاقاتها مع تل أبيب، مسؤولون سعوديون سبق وأن تحدثوا عن "ضغوط هائلة" تتعرض لها المملكة للالتحاق بقطار التطبيع، وهو جعل من جولته الأخيرة في المنطقة، "منصة" لإطلاق بيانات انتخابية، قد تساعده على "حشد التأييد" لانتخابات 2024 الرئاسية الأمريكية، فضلاً بالطبع، عن خلفيته العقائدية والسياسية، التي تضعه في سلة واحدة مع اليمين الإسرائيلي.

بالنسبة لنتنياهو، فهو يخوض رهان عمره السياسي: تطبيع العلاقات مع العرب دون أي تنازل للفلسطينيين، واستبدال "السلام مقابل السلام" بـ “الأرض مقابل السلام"، والزيارة واللقاء في توقيتهما الإسرائيلي الراهن، ربما يكونان آخر "طوق نجاة" لحياته السياسية والشخصية، في مواجهة المنافسين عن يمينه وشماله، دع عنك أمر "المسار القضائي" والتحقيق الذي فتح في "صفقة الغواصات".

بالنسبة للأمير محمد بن سلمان، تندرج فكرة "التطبيع" مع إسرائيل، في أكثر من سياق: (1) التنسيق في مواجهة أي "انحراف" يمكن أن تستحدثه إدارة بايدن عن سياسات ترامب، "أقصى الضغوط"، على إيران، وعودتها المحتملة للاتفاق النووي مع طهران، باعتبار ذلك عامل تغيير “Game Changer”، من شأنه المس بتوازنات القوى ودينامياتها في الإقليم برمته...(2) التحضير لاجتياز "الخطوة الأخيرة" على طريق العرش، بما تمليه من "إعادة ترميم" لصورته في الأوساط الأمريكية – الغربية، بعد الشروخ المتراكمة التي استحدثتها سياستيه الداخلية والخارجية خلال السنوات الخمس الماضية.

من هنا تكتسب الزيارة واللقاء، أهميتهما، إن لجهة التوقيت أو المكان...لجهة التوقيت، هي "هدية" و"عربون وفاء" لإدارة ترامب التي منحت ولي العهد "شيكاً على بياض" طوال أربع سنوات، وهي "تمهيد" لمقدم إدارة بايدن، التي قد توقف العمل بهذا "الشيك"، أو تشترط وجود توقعين عليه، لغاية "تسييله": توقيع أمريكي يسبق التوقيع السعودي...أما من حيث المكان، فهو محمّل بالدلالات، فمدينة "نيوم" على البحر الأحمر، ومنذ الكشف عنها، أثارة فيضاً من الأسئلة والتساؤلات، حول دور إسرائيلي محتمل في مشاريعها واستثماراتها وبناها التحتية الممتدة على جغرافيا أربع دول، واختيارها كمكان لانعقاد أولقمة سعودية  - إسرائيلية (مصادر إسرائيلية تقول أنها ليست الأولى)، يكرس صورتها كحاضنة "للتعاون الإقليمي" في مرحلة "ما بعد التطبيع".

خطوات احتوائية واستباقية
سبقت الزيارة والقمة، جملة من المواقف والخطوات السعودية، التي ساهمت في نزع طابع "المفاجأة" عنهما، فالرياض رحبت باتفاقات التطبيع التي أبرمتها الإمارات والبحرين مع إسرائيل، و"التسريبات" الإسرائيلية رفيعة المستوى، تحدثت عن دور سعودي محفزٍ لهذا المسار ومشجع عليه، والمملكة سمحت للطيران المدني الإسرائيلي بعبور أجوائها إلى الخليج وآسيا، و"موانئ دبي" استحصلت على موافقة سعودية بتشغيل خط بحري بين إيلات وجدة، والمسؤولون الكبار في المملكة، ما انفكوا يتحدثون عن استعداد سعودي للتطبيع الكامل مع إسرائيل، يسبقه اتفاق سلام مع الفلسطينيين أولاً...ومن يتتبع الخطاب السياسي والإعلامي السعودي، يلمس حجم "التحولات" التي طرأت عليه، لجهة إعادة النظر في صورة إسرائيل وموقعها على قائمة التحديات والتهديدات التي تمس أمن المنطقة والمملكة.

واللافت للانتباه، أن المملكة استبقت الزيارة واللقاء، بسلسلة من المواقف، التي لا يمكن تفسيرها بمعزل عن سياق "التهيئة والتحضير" لخطوة بهذا الحجم، سيما مع مجيء إدارة أمريكية جديدة، "غير مواتية" تماماً للتطلعات السعودية...من هذه المواقف، التبشير المستمر والمتزايد بقرب إغلاق ملف المصالحة الخليجية – الخليجية، واللغة الجديدة في التعامل مع تركيا، بوصفها دولة صديقة، والعلاقة معها دوماً، أخوية وبناءة، والكشف عن "تطلعات" بتوسيع التعاون بين الجانبين في قادمات الأيام...الاتصال الهاتفي الذي أجراه العاهل السعودي مع الرئيس التركي، يكشف الكثير من هذه التحولات.

لماذا تركيا وقطر؟...في ظني أن المملكة تدرك أن المتاعب الأكبر يمكن أن تأتيها من الدوحة وأنقرة، وحلفائهما من جماعات الإسلام السياسي، إن هي قررت القفز بخطوات واسعة وسريعة على مضمار التطبيع مع إسرائيل، وهي بحاجة لـ"تبريد" بعض الجبهات الساخنة في سياستها الخارجية، إن هي أرادت تعزيز مكانتها لدى إدارة بايدن ومواجهة ما قد تأتي به من ضغوطات على الرياض...وأحسب أن "اليد السعودية" الممدودة لخصوم الأمس في العاصمتين المذكورتين، ستقابل بيد ممدودة منهما، سيما من أنقرة، التي تستشعر بدورها، قدراً كافياً من القلق حيال إدارة بادين، وللبحث صلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الزيارة والنفي ونفي النفي عن الزيارة والنفي ونفي النفي



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib