خطوة مصرية جديدة على طريق «إعادة التموضع»

خطوة مصرية جديدة على طريق «إعادة التموضع»

المغرب اليوم -

خطوة مصرية جديدة على طريق «إعادة التموضع»

بقلم : عريب الرنتاوي

تستكمل القاهرة مسار “إعادة التموضع” على خريطة المحاور والتحالفات التي تقتسم دول المنطقة ... تذهب إلى أبعد حد في علاقاتها مع موسكو (سياحة وسلاح وتدريبات مشتركة وقاعدة بحرية)، إلى شائعات عن نقلة جديدة في العلاقات الدبلوماسية مع طهران، وأخيراً زيارة علنية يقوم بها أرفع مسؤول أمني سوري اللواء علي مملوك للقاهرة... زيارة مدججة بالمعاني السياسية والأمنية، وتنبئ بصفحة جديدة في العلاقات الثنائية.

لسنا هنا بصدد الحديث عن استدارة، فالعلاقات المصرية الخليجية، ستظل قوية بالنظر لحاجة طرفيها أحدهما للآخر ... من الزاوية المصرية، هي علاقات حيوية اقتصادياً بالأساس (مساعدات وتحويلات عاملين)، ومن الزاوية الخليجية، هي علاقات فوق حيوية، مع هيمنة نظرية “صراع الوجود مع طهران”، وحاجة هذه المنظومة لمصر بثقلها المادي والمعنوي والرمزي إلى جانبها، وحرصها على تقطيع الطرق أمام أية فرصة لتطبيع العلاقات بين مصر وإيران

من تتبع العلاقات المصرية – الخليجية خلال السنوات الثلاث الفائتة، يلحظ أن القاهرة حرصت على “النأي بنفسها” عن التورط في أي من الحروب الخليجية وعلى شتى الجبهات، وهي اكتفت بإعطاء أصدقائها الخليجيين “من طرف اللسان حلاوة”، بيد أنها لم تتورط في معاركهم متعددة المسارات.

بخلاف دول الخليج (السعودية أساساً)، لم تقطع القاهرة شعرة معاوية مع نظام الأسد، ظلت على مستوى ثابت ومستمر من التواصل والتشاور عبر القنوات الأمنية، رفضت بشدة فتح أبوابها لمعظم حلفاء الخليج من المعارضات السورية، بل وهي أقرب لتصنيفهم بالإرهاب كما هو حال دمشق، لم تطرح إسقاط النظام وترحيله، ولم تسحب اعترافها بالجيش ومؤسسات الدولة السورية.

في اليمن، اندرجت مصر رسمياً في التحالف “الإسلامي” بقيادة السعودية، بيد أنها لم تطلق رصاصة واحدة ضد “العدو الإيراني” في اليمن، ولم تتحمس لـ “عاصفة الحزم” ولا لـ “إعادة الأمل” ... ظلت قنواتها مفتوحة مع جماعة الرئيس المخلوع والحوثيين، ولسان حالها طالما حذر من مغبة السقوط في “المستنقع اليمني”، وهي قاومت الضغوط الهادفة جر مصر للمشاركة ميدانياً في هذه الحرب.

في العراق، وبخلاف حملات التجييش ضد الحكومة العراقية، وهيمنة المكون الشيعي عليها، واتهامها بالارتماء في أحضان إيران، إلا أن القاهرة حافظت على علاقات وطيدة نسبياً مع بغداد، تبادلت الزيارات معها على أرفع المستويات، ولم تنخرط في الحملات على الحكومة والحشد الشعبي ولم تجأر بالبكاء والنحيب على مصائر السنة من عرب وكرد وتركمان.

مصر على ما يبدو، ماضية في انتهاج طريقها الخاص، الذي يلتقي حيناً ويفترق أحياناً عن طريق حليفاتها الخليجيات، حتى وإن أفضى ذلك إلى زيادة حالة القلق والتحسب في أوساطها، وانخفاض منسوب الدعم المالي والاقتصادي المقدم لها من “نادي الدول الثرية” ... وأحد دوافع هذا الحراك “المستقل” للقاهرة، يتعلق بحساسية مصر حيال دورها الإقليمي، واعتيادها القيام بأدوار قائدة لا منقادة ... أما الدافع الثاني للحراك المصري “المستقل” فيتجلى في الخشية المصرية العميقة من “غلبة” و”انتصار” تيار الإسلام السياسي من جديد، وهي التي خاضت حرب الأعوام الثلاثة ضد هذا التيار، واكتوت بنيران اتجاهات العنيفة لسنوات طوال، وبصورة مبكرة، تعود لثمانيات القرن الفائت.

لن تقطع مصر مع تحالفاتها الخليجية التقليدية الممتدة لأكثر من ثلث قرن خلا ... لكن ... القاهرة ستمضي قدماً في تنويع تحالفاتها مثلما تفعل في تنويع مصادر تسلحها، وتلكم سياسية ذكية في ظني، عبر عنها “التصويت المزدوج” في مجلس الأمن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطوة مصرية جديدة على طريق «إعادة التموضع» خطوة مصرية جديدة على طريق «إعادة التموضع»



GMT 07:14 2021 الجمعة ,24 كانون الأول / ديسمبر

"العالم المتحضر" إذ يشتري البضاعة القديمة ذاتها

GMT 06:17 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

"فتح" و"حماس" ولبنان بينهما

GMT 06:13 2021 الأربعاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

أزمة قراءة أم أزمة خيارات؟

GMT 06:18 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

أزمة قراءة أم أزمة خيارات؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib