عن «الوسطية والاعتدال»
السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023
أخر الأخبار

عن «الوسطية والاعتدال»

المغرب اليوم -

عن «الوسطية والاعتدال»

بقلم : عريب الرنتاوي

لم أعرف عن جماعة دينية، لأي مذهب أو مدرسة من المذاهب والمدارس الإسلامية انتمت، إلا وأسبغت على نفسها لبوس «الوسطية» و»الاعتدال»، وأمعنت في هجاء التطرف والغلو، فالمرجعية الإسلامية في هذا المجال، واضحة وقطعية، إذ حتى المنظمات الإسلامية المصنفة «إرهابية»، بل وأكثرها تطرفاً وغلواً، لا تمتلك إلا الدفاع عن «وسطية الإسلام واعتداله» … اتسع المفهوم وفاض المصطلح، حتى فقد معناه، وبات في الحياة السياسية والواقع المعاش، لا يعني شيئاً على الإطلاق.

المتحدثون عن «الوسطية»، وهم كثر، لا يتوسعون في شرح المفهوم، وتقديم قراءات ملموسة له، تنطلق من واقع حياتنا المُعاش … فما هي النقطة «الوسط» التي نصبح عندها وسطيين، وإن انزحنا عنها يمنة أو يسرة، غدونا متطرفين … عن أي نقطة «وسط» نتحدث في العبادات والمعاملات و»نظريات الحكم في الإسلام» ومنظومة الحقوق والواجبات … هناك جماعات تجيز الخروج على الحاكم، وتصنف نفسها وسطاً، وهناك جماعات تحرم الخروج وتسمي نفسها وسطاً … هناك جماعات تصر على حبس النساء في «قفص الحريم»، فتمنع عنهن حتى امتلاك هوية شخصية ، وتسمي نفسها وسطاً، وهناك من يذهب باسم «الوسطية» في تمكين المرأة إلى حدود قصوى، ولا نقول أقصى الحدود، وتسمى نفسها وسطا … هناك من «الوسطيين» من يكفر إلقاء التحية على غير المسلم، وهناك من يضعه في منزلة المسلمين، والجميع يسمون أنفسهم وسطاً.

نحن بحاجة لخطاب أكثر وضوحاً في ضبط المفاهيم وتعريف المصطلحات، حتى لا نبقى نكرر جملاً مفرغة من أي مضمون، ونعتقد خطأ بأن لها وقعا وتأثيرا على المتلقي … المواطن العربي، يخضع لوابل من هذه المصطلحات، تهب عليه من كل حدب وصوب، بعضها يناقض بعضها الآخر، ويكفر أصحابها وحملتها والمروجين لها، والجميع يدّعي وصلاً بـ «الوسطية»، فما هي الوسطية إذاً، وكيف يمكن تفريقها عن التطرف والغلو؟

أما «الاعتدال» فتلكم قصة أخرى … بعض فقهاء السلاطين لا يرى للاعتدال معنى، غير إطاعة «ولي الأمر»، سواء جاء عبر صناديق الاقتراع أو على ظهر دبابة، وسواء تولى الحكم برغبة شعبه وقبوله ورضاه، أم فرض عليهم بسلطان الدساتير غير المكتوبة غالباً … سواء أكان سلطانا «مدنياً أم عسكرياً، «ولياً فقيهاً» أم ناطقاً باسم «حاكمية الله» وخلافته في الأرض.

أما بعض الناطقين باسم «الإسلام الثوري/ الراديكالي» كما يجري تصنيفهم أحياناً، فهم لا يرون في أي حاكم على وجه البسيطة، ممثلاً لاعتدال الإسلام ووسطيته، بل ويعدون الجميع متورطين في التجاوز على شرع الله، وعدم الحكم بتعاليم السماء، ولن تقوم للأمة قائمة، طالما ظل هؤلاء الحكام متربعين على عروشهم … ومع ذلك، لا يتردد أصحاب هذه المقولة عن التغني بسماحتهم واعتدالهم … مرة أخرى أين نقطة القياس، أين نقطة الوسط والاعتدال؟

لذلك كله، اقترحنا منذ العام 2005، الكف عن استخدام هذه العبارات والمفاهيم الفضفاضة، ونحت مصطلحات جديدة، لتمييز الفرق والجماعة الإسلامية بعضها عن بعض … اقترحنا أن نطلق على تيار من تيارات «الإسلام السياسي – الحركي» وصف «الإسلام المدني – الديمقراطي»، في مسعى للاقتراب من تحديد نقطة «الوسط» و»القياس» … فمن يتبنى من هذه الحركات قيماً مدنية ويقبل بقواعد الديمقراطية المتعارف عليها إنسانياً، صح أن يحمل هذا الوصف، وصح أن نصفه بالاعتدال والوسطية، ومن خرج عليها، مؤثراً تغليب ثقافته «القروسطية»، حلت عليه صفات التطرف والغلو… من ارتضى العيش مع الآخر، وقبوله واحترامه – كما هو – وأعلى من قيمة الإنسان، قبل معتقده وهويته الثقافية الخاصة، جاز أن يدرج في خانة الوسطية والاعتدال، ومن عمل على نشر ثقافة كراهية الآخر والحض على العنف والإقصاء والإلغاء، استحق وصفاً آخر تماماً.

والتعبير الذي نقترح، يتسم بالشمولية، فلا يكفي أن تكون ممن لا يجيزون «الخروج على الحاكم» ويروجون لثقافة «السمع والطاعة» حتى توصف بالاعتدال والوسطية … المعايير لن تتوقف عن حدود السياسة ونظام الحكم، بل تمتد إلى منظومة الحقوق والواجبات، ومفاهيم الثقافة المدنية … كثير من الأنظمة «تطرب» لبعض الجماعات والمدارس الإسلامية، من منظور موقفها المنافح عن الحاكم، وتعطي نظير ذلك، أذنا من طين وأخرى من عجين، لكل مواقف هذه الجماعات وأطروحات تلك المدارس، التي «تسفه» النساء» وتجرم في واقع الحال والممارسة، غير المسلمين، وتقترح على المجتمع أنماط عيش وحياة، لا تليق بإنسان العصر الحديث.

والوسطية، كما الاعتدال، كما كثير من المصطلحات والمفاهيم، تعابير نسبية متغيرة بتغير الزمان والمكان … فما هو «وسطي» اليوم، قد لا يكون كذلك غداً، ومن هو «معتدل» هنا، قد لا يكون كذلك في بلد آخر … فإذا كان حق المرأة في امتلاك هويتها أو رخصة قيادتها، يعتبر أمراً «وسطياً» و»معتدلاً» في بلد، فإنه يصبح «نكتة سمجة» عندما تطالب به في بلد آخر … ومن طالب بحق المرأة في التصويت والترشيح في الانتخابات العامة، قبل مائة عام، كان ثورياً بكل ما للكلمة من معنى، أما اليوم، فالأمر برمته، خرج عن دائرة الاجتهادات، ليدخل دائرة «المسلمات» و»البديهيات».

لا نعني شيئاً محدداً أو ملموساً بقولنا نحن وسطيون ومعتدلون، ولا نقصد الشيء ذاته، عندما نشير إلى وسطية الإسلام واعتداله … ولا يجوز لكسلنا الذهني والفكري، أن يدفعنا للاستسلام لهذه المقولات واستسهال ترديدها، نحن بحاجة لمن يتخطى هذه «العموميات» إلى مداخلات وسجالات في معنى الوسطية والاعتدال في الواقع المعاش، وعلى كافة الأصعدة … بحاجة لتأصيل ثقافتنا المدنية وتعميق فهمنا الديمقراطي وتجذير منظومة الحقوق والواجبات المستمدة من «المواطنة الفاعلة والمتساوية».

المصدر : صحيفة الدستور

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن «الوسطية والاعتدال» عن «الوسطية والاعتدال»



GMT 07:14 2021 الجمعة ,24 كانون الأول / ديسمبر

"العالم المتحضر" إذ يشتري البضاعة القديمة ذاتها

GMT 06:17 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

"فتح" و"حماس" ولبنان بينهما

GMT 06:13 2021 الأربعاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

أزمة قراءة أم أزمة خيارات؟

GMT 06:18 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

أزمة قراءة أم أزمة خيارات؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib