معارك السيد أردوغان «الدونكيشوتية»
منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد الشرطة البرازيلية تعتقل خمسة أشخاص متورطين في محاولة انقلاب خططوا فيها لقتل الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونائبه جيش الاحتلال يُفيد بإصابة نحو 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة فقط استشهاد أكثر من 43970 فلسطينيًا وإصابة 104,008 آخرين منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر استقالة رئيس أبخازيا أصلان بجانيا بعد احتجاجات ضد اتفاقية استثمارية مع روسيا السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر
أخر الأخبار

معارك السيد أردوغان «الدونكيشوتية»

المغرب اليوم -

معارك السيد أردوغان «الدونكيشوتية»

بقلم : عريب الرنتاوي

ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتكتيك “شد العصب القومي” لدى الأتراك لتحقيق أغراض سياسية، انتهازية بالأساس ... فعل ذلك بعد انتخابات حزيران 2015، عندما فشل في الحصول على الأغلبية الكافية في البرلمان لتشكيل الحكومة منفرداً، فشن حرباً شعواء على أكراد بلاده، أفضت إلى سقوط ألوف القتلى والجرحى من مختلف الأطراف، وتشريد أكثر من نصف مليون كردي وتحويل قرى وأحياء إلى أحياء، لا تشبهها سوى أحياء حلب وحمص بعد سنوات ست من الحرب في سوريا وعليها وفقاً للتقارير الأوروبية والأممية.

نجح تكتيك أردوغان آنذاك، وحصل في انتخابات نوفمبر من العام ذاته، أي بعد ستة أشهر فقط من التجييش ضد الأكراد (أتراك الجبل)، على خمسة ملايين صوت إضافي، منها مليونا صوت من حزب الحركة القومية بزعامة دولت بهتشيلي، وحوالي مليون صوت من حزب الشعوب الديمقراطية بزعامة صلاح الدين ديمرطاش، والبقية من قوميين مترددين ... أدرك السيد أردوغان، أنه على الرغم من الجهود المضنية التي بذلها في “أسلمة” الدولة والمجتمع التركيين، وعلى الرغم من ارتفاع منسوب الخطاب المذهبي السني في خطابه، إلا إن “العصب القومي” التركي ما زال حساساً ويقظاً وقابلاً للاشتعال والشد، في المنعطفات الكبرى، فلعب عليه ضارباً عرض الحائط بوحدة البلاد والعباد، بل ومُدخلاً تركيا في أتون حرب أهلية، لا أحد سيعرف متى ستنتهي وكيف.

اليوم، وعشية الاستفتاء المقرر في السادس عشر من نيسان/ أبريل القادم، وفي ضوء التقارير التي تتحدث عن انقسام الشعب التركي إلى نصفين متقاربين في الموقف من النظام الرئاسي، مطلق الصلاحيات، الذي يقترحه أردوغان على شعبه، كان لا بد من اللجوء إلى خزان الأصوات التركية الموزعة في أوروبا، وتحديداً في ألمانيا، علّه بذلك، يضمن فوزاً واضحاً في معركة الاستئثار بالسلطة ومركزتها بين يدي رجل واحد، أو بالأحرى إعادة تفصيل النظام السياسي التركي على مقاسه وبما ينسجم مع طموحاته الشخصية.

ولأن أتراك أوروبا منقسمين، بين كرد وأتراك، وعلمانيين وإسلاميين، فقد خشيت أوروبا من أن تثير مهرجاناته الدعائية الحاشدة، الانقسام والاضطراب في أوساط هذه الجاليات، فقرر بعض دولها منع تنظيم هذه المهرجانات، ومنع استقبال وزراء الحكومة للقيام بحملات دعائية لصالح دستور جديد، ترى فيه أوروبا أنه “مأسسة ودسترة للدكتاتورية الناشئة” في تركيا، والتي تظهّرت صورتها وتكشفت أنيابها ومخالبها بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في الخامس عشر من تموز/ يوليو الفائت، حيث وفرت هذه المحاولة الآثمة، فرصة للسيد أردوغان للخلاص من جميع خصومه ومعارضيه بالجملة ودفعة واحدة، بعد أن ظل يفعل ذلك بالتقسيط وعلى دفعات.

ومرة أخرى، وللغرض ذاته، يعاود السيد أردوغان اللعب على وتر الحبل الطوراني المشدود، وينجح في خلق حالة من الاهتياج في الشعور القومي التركي، على أمل الحصول على المزيد من الأصوات، وضمان تأييد الأحزاب القومية لاستفتائه الوشيك، وأحسب أنه نجح في ذلك إلى الان، على الرغم من الخسائر التي ألحقها بصورة تركيا ومكانتها على الساحة الدولية، جراء تصريحاته ومواقفه، التي تنتمي إلى مدرسة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

طبعاً، لقد وجد اليمين الأوروبي، المنتعش على وقع الهجرات وموجات اللاجئين العرب والمسلمين إلى أوروبا، ضالته في الموقف التركي، فشن بدوره أبشع عمليات الابتزاز والاستفزاز، واستعاد خطابه العنصري كامل لياقته وحيويته، في تأكيد متجدد على أن التطرف هنا يخلق تطرفاً هناك، وأن اليمين “الإسلاموي” – القومي، نجح في إنعاش اليمين القومي و”المسيحوي” وتعزيز مكانته في أوروبا.... ومثلما أقدم أردوغان على اللعب على وتر “القومية التركية”، لعب هؤلاء على وتر “الإسلاموفوبيا” وعزفوا مطولاً على الأوتار القومية لبلدانهم.

إلحاق صفات النازية والفاشية بألمانيا وهولاندا، أمرٌ مثير للسخرية، سيما حين تصدر عن رجل يقود بلاده صوب توتاليتارية دينية –مذهبية - قومية، وحولها من مشروع “للديمقراطية الناشئة” إلى مشروع “للديكتاتورية الناشئة”، بعد أن صارت أكبر سجن للصحفيين في العالم، وبات جنوبها الشرقي منطقة عسكرية منكوبة، في بلد يُطرد فيه القضاة والمدرسون وأساتذة الجامعات بالجملة من وظائفهم، ويطلب فيه دبلوماسيوها اللجوء السياسي في الدول الموفدين إليها، بالجملة أيضاً.

لكن ما يدعو للسخرية أكثر، هو سيل التهديدات بالعقوبات والعواقب الوخيمة التي سيلحقها السيد أردوغان بأوروبا الفاشية والنازية، فهي تذكر بمغامرات السيد دون كيشوت، الذي تقمص شخصية الفارس، وحاول إحياء الفروسية الجوالة في غير أوانها، او بعد فوات أوانها ... وهي تذكرنا بتصريحاته العنترية ضد روسيا وإيران وسوريا والعراق وإسرائيل، والتي تراجع عنها دفعة واحدة، جملة وتفصيلاً.

ونراهن في هذا المقال، على أن حروب السيد أردوغان الدونكيشوتية ضد أوروبا، ستضع أوزارها  ما أن تشف صناديق الاقتراع في الاستفتاء القادم عن محتوياتها، وسنرى استدارات وانعطافات كبرى في السياسة التركية (وربما اعتذارات كما في الحالة مع روسيا)، فتركيا ترتبط بأوروبا وألمانيا على نحو خاص، بشبكة مصالح لن يكون بمقدوره المقامرة بها ... لكن مرة أخرى، يثبت السيد أردوغان أن زعامته الشخصية وبقاء حزبه في سدة الحكم منفرداً، هي الأولوية الأولى التي يقيم لها وزناً وحساباً، وبخلاف ذلك إلى الجحيم بكل شيء، حتى وإن كانت تركيا قبل غيرها، وأكثر من غيرها، هي من سيتضرر بهذه السياسات الطائشة، والخارجة على مألوف العرف والتقليد.

المصدر : صحيفة الدستور

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معارك السيد أردوغان «الدونكيشوتية» معارك السيد أردوغان «الدونكيشوتية»



GMT 07:14 2021 الجمعة ,24 كانون الأول / ديسمبر

"العالم المتحضر" إذ يشتري البضاعة القديمة ذاتها

GMT 06:17 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

"فتح" و"حماس" ولبنان بينهما

GMT 06:13 2021 الأربعاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

أزمة قراءة أم أزمة خيارات؟

GMT 06:18 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

أزمة قراءة أم أزمة خيارات؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:38 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود
المغرب اليوم - حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود

GMT 08:08 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
المغرب اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 02:06 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

استمرار الصراع في الشرق الأوسط يقود أسعار النفط للارتفاع

GMT 03:16 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إصابة تحرم نادي الرجاء من الزنيتي

GMT 02:40 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الصناعة السعودية تطرح 7 رخص كشف تعديني للمنافسة

GMT 09:21 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ليزي بطرس تطرح منزلها للبيع بمبلغ 4 مليون دولار

GMT 09:47 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 05:52 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

وزير الداخلية يكشف تفاصيل خطة مساعدة المتضررين من البرد

GMT 23:46 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

إندونيسيات يتدربن على الرماية للدفاع عن ارتداء النقاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib