تركيا التي في خاطري
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

تركيا التي في خاطري

المغرب اليوم -

تركيا التي في خاطري

بقلم : عريب الرنتاوي

ثمة في الغرب من يعتقد أن تركيا التي ظلت طوال النصف الثاني من القرن الفائت، تتحول من أن تكون "رصيداً للعالم الحر" إلى عبء عليه ... ومن حليف موثوق وعضو فاعل في حلف شمال الأطلسي، إلى مصدر تهديد للأمن والاستقرار ... ومن مشروع عضو في "النادي الأوروبي"، إلى عضو فاعل في المنظومة "الأوراسية" ومعاهدة شنغهاي ... ومن دولة مسلمة، نجحت في العشرية الأولى من القرن العشرين في المزاوجة بين الإسلام والعلمانية والديمقراطية، إلى دولة إسلامية، مدججة بخطاب الكراهية المذهبي ... ومن مشروع "نموذج" لطريق التحول الديمقراطي في المنطقة برمتها، يعتمد "القوة الناعمة" أو "قوة النموذج" إلى دولة "شرق أوسطية" من الطراز الذي عرفته المنطقة طول أربعين أو خمسين سنة فاتت، وبامتياز.

خلاصة القول، أن تركيا التي عرفها العالم، كخليط من كل هذا وذاك، وكقوة إقليمية صاعدة ورائدة في قيادة العالم الإسلامي نحو ضفاف الحرية والديمقراطية والتنمية، تركيا هذه لم تعد قائمة، بل أنها تكاد تطوي صفحة التحولات "الكمالية" الكبرى التي شهدتها سياسياً واقتصادياً، لتفتح صفحة "أردوغانية" جديدة، لم نتعرف على كامل ملامحها بعد.

قد تنطوي قراءة كهذه على قدر من "التعجل"، وقد تحمل أبعاداً استشرافية محتملة ... تركيا في مرحلة انتقال صعبة، فقد داهمتها "تحولات الربيع العربي الكبرى" وما صاحبها وأعقبها من "فوضى إقليمية شاملة"، وهي ما لمّا تزل بعد، في طور انتقالي، وتختبر لأول مرة في تاريخها، قيادة ذات مرجعية إسلامية، من طراز مختلف ... والأهم من كل هذا وذاك، أن تجربة السنوات الست الأخيرة، شهدت عودة الحرب الباردة إلى العلاقات الدولية، بأشكال وأنماط شتى، في النظام العالمي الجديد، لا يكاد يستقر على قواعد صلبة أو راسخة، وكل ذلك أصاب تركيا في مقتل، وقطع عليها طريق تطورها الطبيعي والمتدرج.

لكن أهم ما يتهدد تركيا وسيقرر مستقبلها، هو "تحديات الداخل" ... فالدولة التي شهدت سنوات من الصعود الاقتصادي المذهل (المعجزة الاقتصادية)، تواجه اليوم خطر فقدان مكاسب العشرية الأولى، وبدل أن تلتحق تركيا بنادي "الثمانية الكبار" عشية احتفالات بالمئوية الأولى للجمهورية، كما تعهد بذلك رجب طيب أردوغان، تبدو مهددة بفقدان عضوية "نادي العشرين" ... ولا تلوح في الأفق بوادر تعافي اقتصادي، وفقاً للخبراء، الذين يسخر معظمهم من "استراتيجيات" الزعيم التركي لحل مشكلتي ارتفاع معدل البطالة وانخفاض أسعار العملة الوطنية.

فهو كما هو معلوم، دعا الشركات التركية لتوظيف عامل تركي إضافي واحد على الأقل في كل منها، بما ينهى أزمة البطالة... وطالب الأتراك، بتحويل مدخراتهم من الذهب والعملات الصعبة إلى الليرة التركية، لتعزيز صمودها في مواجهة ضغط سلة العملات الأخرى ... إجراءات بيروقراطية، تتناسب مع "شخصية" الزعيم، بيد أنها لا تجد لنفسها مطرحاً في علوم الاقتصاد والمالية العام ونظريات السوق.

والتهديد الآخر الذي ينتظر تركيا، إنما يتجلى في المسألة الكردية، التي انفجرت على نحو غير مسبوق في العامين الأخيرين، ليس بسبب صعود الكيانية الكردية في كل من سوريا والعراق فحسب، بل وجراء نزعة المقامرة التي تميز بها أداء الرئيس التركي، الذي فضل أن يشعل حرباً على أكراد بلاده والإقليم، على احتمال اضطراره لتشكيل حكومة ائتلاف وطني مع أحزاب أخرى، فضل أن يستحضر كل ما في القاموس القومي – الديني من مفردات للتجييش ضد "أتراك الجبل" على أن يفقد فرصته في تشكيل الحكومة منفرداً، والحصول على الأغلبية المريحة لتعديل النظام السياسي التركي، من برلماني إلى رئاسي مطلق الصلاحيات.

والتهديد الثالث، إنما يتأسس على ردود الأفعال الاجتماعية على ارتفاع منسوب "الخطاب المذهبي" المعتمد من الحزب والرئيس، الذي يتطلع بدوره إلى زعامة العالم الإسلامي وقيادته، وربما القيام بدور "الخليفة المعاصر"، أو السلطان الأكبر ... إذ بصرف النظر عن كلفة هذا الخطاب الباهظة على الإقليم، وخصوصاً سوريا والعراق، إلا أن كلفته على "وحدة تركيا وسلامة أراضيها ونسيجها الاجتماعي" ستكون أكبر بكثير، فبعد أن عانت البلاد لأكثر من أربعين عاماً، من حرب تركية – كردية، يبدو أنها ستكون بصدد التعامل "مسألة علوية" قيد التشكل، فضلاً عن ضيق المدرسة العلمانية بارتفاع منسوب "تديين" الدولة والسياسة والحياة العامة في البلاد.

أما التهديد الرابع، فيتجلى في نجاح الحزب والرئيس الكارزمي، في إعادة صياغة الحياة العامة ومؤسسات الدولة، وتفتيت قلاع العلمانية "الأتاتوركية"، فلا الجيش التركي، بقي على حاله، ولا القضاء التركي ظل على عهده، ولا الإعلام في أحسن حال، في بلد تحول إلى أكبر سجن للصحفيين في العالم، فضلاً عن إعادة فك وتركيب المدرسة والجامعة الوطنيتين، في حملة منهجية شاملة، أقرب ما تكون "للمكارثية" ضد الخصوم على اختلاف مرجعياتهم، ومن دون تمييز، ودائماً تحت ذريعة محاربة "الكيان الموازي".

التهديد الخامس، الذي هو حاصل جمع كافة التهديدات السابقة، فيتمثل في نجاح الرئيس والحزب الحاكم، في خلق قواعد اجتماعية، ريفية في الغالب، متحالفة مع طبقة رجال الأعمال المقربة من صناع القرار، عريضة وتشكل ما لا يقل عن 35 -40 بالمائة من السكان، مشبعة بالخطاب الديني والقومي على حد سواء، كفيلة بإنتاج وإعادة انتاج "الأردوغانية" حتى إشعار آخر.

لا يعني ذلك بالطبع، أن تركيا فقد قدرتها على مقاومة هذه التحولات، فلا يزال في البلاد مؤسسات مدنية وأحزاب وملايين الأتراك الذين يتطلعون للحرية والديمقراطية، ما زالت للعلمانية مواقع وقواعد، تسعى في مقاومة طوفان الأردوغانية الجارف، ومستقبل تركيا، يتوقف على قدرة هؤلاء على المقاومة، وقدرة المجتمع الدولي على احتواء مغامرات السيد أردوغان، سيما وأن تركيا كغيرها، وربما أكثر من غيرها، باتت تكتوي بنيران هذه التغيرات، من الحرب الأهلية الدائرة في جنوب شرق البلاد، إلى خطر الإرهاب الذي تسلل إلى الحلقة المقربة من الرئيس، فضلاً عن بقية المتاعب والتهديدات التي أتينا على ذكرها، والتي يعد بالإمكان تفسيرها أو تبريرها اعتماداً على "نظرية المؤامرة" الرائجة في تركيا اليوم، كما لم يحصل من قبل، وكما لا يحصل في أي بلد في العالم.

المصدر : صحيفة الدستور

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا التي في خاطري تركيا التي في خاطري



GMT 07:14 2021 الجمعة ,24 كانون الأول / ديسمبر

"العالم المتحضر" إذ يشتري البضاعة القديمة ذاتها

GMT 06:17 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

"فتح" و"حماس" ولبنان بينهما

GMT 06:13 2021 الأربعاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

أزمة قراءة أم أزمة خيارات؟

GMT 06:18 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

أزمة قراءة أم أزمة خيارات؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib