فتح وحماس ولبنان بينهما

"فتح" و"حماس" ولبنان بينهما

المغرب اليوم -

فتح وحماس ولبنان بينهما

عريب الرنتاوي
بقلم:عريب الرنتاوي

التنافس بين فتح وحماس على امتداد ساحات الشتات والاغتراب، ليس بالأمر الجديد، بل وليس بالأمر الضار… فمنذ أن تشكلت حركة حماس قبل 34 عاماً، والتنافس والتشاحن محتدم بين الطرفين: فتح تريد الإبقاء على قيادتها المهيمنة للشعب و الحركة الوطنية الفلسطينية، وحماس التي ظلت منذ نشأتها خارج منظمة التحرير، سعت في منازعتها تمثيل شعبها، وعمدت إلى خلق أطر بديلة وموازية لها، وما إن أدركت تعذر تحقيق مرادها، حتى جنحت لفكرة ”الاندماج“ في أطر المنظمة، ولكن بشروطها الخاصة كما هو معلوم.

ونقول إنه تنافس غير ضارٍ، طالما أن أدواته سلمية، فالتعددية الفلسطينية كانت وما زالت مصدر غنى للشعب وممثله الشرعي، لكنها تنقلب وبالاً عليه وعلى قضيته الوطنية، حين تأخذ شكل انقسام في الجغرافيا والمؤسسات والبرامج و“الشرعيات“، مثلما هي عليه الحال الفلسطينية الممتدة منذ العام 2007.

لكن أن ينتقل الانقسام إلى مخيمات لبنان، حيث يحتشد السلاح والمسلحون، ويتعدد اللاعبون بأجنداتهم المتصارعة، وولاءاتهم المتضاربة، فهذا فصل جديد، لا يقل خطورة عن أحداث ”الحسم/الانقلاب“ التي انتهت بسيطرة حماس على قطاع غزة، ودشنت مرحلة الانقسام الأطول والأخطر في التاريخ الفلسطيني.

يكفي مخيمات لبنان ما هي فيه وعليه، من بؤس حال وانسداد أبواب الأمل والرجاء… تكفي الإشارة إلى حقيقة أن ”الحزب الأكبر“ في هذه المخيمات، قد بات ”حزب طالبي الهجرة واللجوء“… يكفي أن أعداد قاطينها قد تقلصت إلى ”النصف“ بعد موجات النزف والتسرب إلى دول المنافي والشتات الجديدة… يكفي المخيمات ما يتربص بها من امتدادات لفصائل وأحزاب وأجهزة استخبارية وجماعات سلفية وجهادية… تكفي البطالة والعطالة التي تنهش آمال وأحلام أجيال متعاقبة من لاجئيها، حتى تأتيهم ”حروب الإخوة الأعداء“ لتضيف إلى معاناتهم، ما هم في غنى عنه.

تعيد الأحداث الأخيرة في ”البرج الشمالي“، طرح أسئلة عديدة، من بينها مسألة ”السلاح الفلسطيني“ في لبنان، وظيفة هذا السلاح والحاجة إليها، سيما أنها تزامنت مع تقارير ”إسرائيلية“، لسنا على ثقة بجديتها وصدقيتها، تقول إن حماس شرعت في تشكيل ”كتائب“ مسلحة في لبنان، تحت ”رعاية“ حزب الله وبكفالته… هنا من حق فلسطينيي هذه المخيمات المنكوبة بالحروب المتنقلة فيها وعليها، أن يتساءلوا عن ”وظيفة“ هذا السلاح، وهل هو منذور للاستخدام في الصراع مع إسرائيل أو في حروب ”الإخوة الأعداء“، أو ربما في الصراعات اللبنانية الداخلية، وثمة تقارير ”مزعجة“ لطالما أظهرت ميل قوى لبنانية، رسمية وغير رسمية، لتجنيد أبناء المخيمات، واستثمار عوزهم، لأهداف لا صلة لها بمشروعهم الوطني.

منذ العام 1982، كفّ السلاح الفلسطيني في المخيمات عن وظيفته في مقارعة إسرائيل، ومن يومها جرى استخدامه في الدفاع عن المخيمات في وجه ”خصوم الداخل“، وأشهر تلك الجولات ما قامت به حركة أمل ضد مخيمات بيروت في أواسط ثمانينيات القرن الفائت… وقبلها استخدم ”السلاح“ في تصفية نفوذ ياسر عرفات زمن الانقسام الفلسطيني الأول في العام 1983، وبعدها في الاشتباك مع جماعات جهادية تسللت للمخيمات في ذروة صعود ”الجهاديين“، وفي تعزيز نفوذ هذا الفصيل أو تحجيم نفوذ ذاك، في وقت بدت فيه الدولة والقوى الأساسية في لبنان، في موقع المتفرج، على اعتبار أن ما يجري محصور داخل الحدود الضيقة للمخيم، ويمكن توظيفه في صراعات اللبنانيين والقوى الإقليمية الداعمة لطوائفهم وأمرائهم وميليشياتهم.
آن وقت وقف هذا العبث، والتفكير من ”خارج الصندوق“ في النظر للوجود الفلسطيني في لبنان… آن أوان البحث عن ”صفقة شاملة“، تعطي الفلسطينيين حقوقاً مدنية واقتصادية واجتماعية تليق بإنسانيتهم، نظير ”تطبيع“ وضع المخيمات وتحييده، بلا سلاح أو مسلحين.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتح وحماس ولبنان بينهما فتح وحماس ولبنان بينهما



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 15:47 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل
المغرب اليوم - منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل

GMT 16:06 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجات لم يشفع لها الذكاء الاصطناعي في 2024

GMT 08:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الطقس و الحالة الجوية في تيفلت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib