لعنة نظرية «التمكين»
منظمة الصحة العالمية تعلن إصابة موظف بجروح خطيرة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مطارًا في اليمن أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة
أخر الأخبار

لعنة نظرية «التمكين»

المغرب اليوم -

لعنة نظرية «التمكين»

عريب الرنتاوي
بقلم : عريب الرنتاوي

حماس، هي الوليدة الشرعية لجماعة الإخوان المسلمين، صاحب «العلامة التجارية» لمفهوم «التمكين»، المؤسسة أساساً على غلبة مفهوم الجماعة على مفهوم الدولة ... ما قامت به الحركة منذ الانقسام الأعمق والأخطر، وما تقوم به الآن، من «رقص منفرد» على حافة «صفقة القرن»، تحت راية «الحل الإنساني»، ليس سوى نموذجاً للمآلات الكارثية لهذه النظرية ومفاعيلها.

سلطة رام الله، استعارت من خصمها اللدود المفهوم ذاته، وربطته بالحكومة، حكومة رامى الحمد الله، فبات «تمكين» الحكومة، مبتدأ جملة السلطة وخبرها، فلا مصالحة من دون «التمكين» ولا تهدئة إن لم تفض إلى «التمكين»، ولا معالجة للملف الإنساني لغزة من دون «التمكين»... التمكين، بات كلمة السر المفتاحية لكل الملفات الفلسطينية، العالقة والمغلقة.

من مفاعيل نظرية «التمكين» الملعونة، الإصرار على الوصول إلى السلطة والبقاء فيها، مهما كان الثمن ... وبعد أحد عشر عاماً من الانقسام، لم يعد خطاب حماس المجلل بـ»البراءة» يقنع أحداً ... الحركة سعت للسلطة وانقلبت عليها، وبها ربطت مشروع المقاومة، حتى صح الاعتقاد بأن أحد الأهداف الجانبية للمقاومة (وربما الرئيسة) كان ضعضعة سلطة فتح وياسر عرفات، توطئة لإطلاق مفاعيل نظرية «التمكين»، بدأ ذلك منذ أواسط تسعينات القرن الفائت، واستمر بأشكال وأدوات مختلفة حتى يومنا هذا.

المقاومة في خدمة «التمكين» ... فإن كان تقويض فتح وزعزعة نفوذ «الممثل الشرعي الوحيد»، هو الهدف الأول، جاز إطلاق الصواريخ وتنفيذ العمليات الانتحارية، طالما أن ردة الفعل الإسرائيلية ستكون موجهة بالأساس ضد السلطة ومؤسساتها وأجهزتها، بوصفها «العنوان» في الضفة والقطاع في تلك الأزمنة ... وإن اقتضى البقاء في السلطة، إخماد الصواريخ، بل ووصفها بالمجرمة و»العدوة» ووقف أي شكل مقاوم، بما في ذلك المسيرات السلمية والبالونات والطائرات الورقية، لا بأس من منعها، وتحويل المقاومين إلى «حرس حدود» وإسباغ كافة النعوت القاسية، بحق من «تسوّل له نفسه» فكرة خرق التهدئة أو الهدنة.

ولأن «التمكين»، الذي هو تعبير مُلطف عن الهيمنة والتفرد والاستئثار، هو أولوية الحركة الأولى، وربما الأخيرة، فقد بدا أن الحركة مستعدة للذهاب بعيداً في التكيف مع استحقاقات مرحلة بالغة الخطورة، كأن تقبل بهدنة طويلة الأمد، قد تمتد لعقد أو أكثر، هي ما تحتاجه إسرائيل لاستكمال قضم بقية ما تبقى من القدس والضفة الغربية ... وكأن تضع أوراقها في سلة دول عربية، لم يعد يخفى على أحد، بأنها تقوم بأدوارها نيابة عن واشنطن، بل وعن تل أبيب أو بضوء أخضر منها، لتدوير الزوايا الحادة في مواقف حماس، والعمل على تكييفها، وبالتدريج، على مقاس صفقة القرن ومشتقاتها ومندرجاتها، بدءا بغزة التي باتت موضع الاهتمام الأول للولايات المتحدة وإسرائيل ... وكأن تقفل الباب في وجه احتمالات المصالحة، بل والاستعداد لتحويل الانقسام إلى «انفصال» دائم وقطيعة لا عودة فيها.

حماس تراهن على معاناة أهل غزة، وتوقهم للخلاص بأي ثمن، وهي تتوقع قبولاً شعبياً بخطواتها وتحولاتها ... وحماس تعوّل على عزلة السلطة وبؤس أدائها وشيخوخة مؤسساتها، لتُبقي على سلطتها، سلطة الأمر الواقع في غزة ... حماس تراهن على توق عواصم عربية ودولية، للتخلص من «الوضعية الشاذة» لقطاع غزة، لإعادة القضية الفلسطينية إلى أدراج الترك والنسيان، وبين يديها وحدها، ما تريده هذه العواصم، وهي مستعدة لتقديمه، طالما أنها ستحظى بفرصة إضافية لاختبار مفاعيل نظرية «التمكين» ومقتضياتها.

كل هذا يجري، وسط ضجيج لا ينقطع، عن «المقاومة والممانعة»، وإصرار لفظي لا تلين له قناة على المصالحة والوحدة، وتأكيدات جوفاء على «الثوابت»، من نوع «لا إمارة في غزة، ولا دولة فلسطينية من دونها، ومن نوع «التحرير من النهر إلى البحر، وربما حتى شواطئ قبرص وكريت»... لكأن تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية يعيد نفسه، ولكن على صورة مهزلة هذه المرة، بعد أن كانت المأساة من نصيب فتح ومن صناعتها.

«لعنة التمكين» لم تصب حماس وحدها، كما أشرنا، فإصرار عباس والسلطة على «تمكين الحكومة» بوصفه شرطاً مسبقاً، ورغبته في إخضاع حماس واستعادة القطاع، دون إبداء استعدادات جدية للشراكة الحقيقة في إدارة السلطة والمنظمة والشأن الفلسطيني العام، كان من نتيجته، أو سيكون قريباً، أن مياهاً كثيرة ستجري في غزة، من وراء ظهر السلطة، ولا نقول من تحت أقدامها، فلا أقدام لها هناك، لم تكسرها حماس وتطلق النار على مفاصلها ... شروط عباس والسلطة التعجيزية، والممارسات الاستفزازية الأخيرة التي تمثلت في التعيينات داخل الحكومة والمنظمة، جميعها تشى بشيء من مفاعيل نظرية «التمكين».

سينقلب سحر التمكين على أصحابه، وربما يتحول إلى «لعنة» تطاردهم ... حماس ستفقد صورتها وموقعها كفصيل مقاوم، وستتحول إلى كائن سلطوي هجين، وستؤكل يوم أكل الثور الأبيض ... والسلطة، قد تخرج من مولد غزة بلا حمص، فلا هي استعادت القطاع ولا عادت إليها، ولا هي أقصت حماس، بل أطلقت النار على أقدامها، فأصيبت بإعاقة حركية في سنّ متأخرة، ما يجعل الشفاء منها، أمراً صعباً للغاية، حتى لا نقول مستحيلاً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعنة نظرية «التمكين» لعنة نظرية «التمكين»



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:33 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعتقل "دواعش" خططوا لشنّ هجمات في "رأس السنة"

GMT 16:33 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

منير الحدادي يوضح سبب عدم انضمامه المنتخب المغربي

GMT 08:20 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

"شلال الدرمشان" في الرشيدية يُمثّل "منفى اختياري للشباب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib