كارثة الميت إذ تُظَهّر ما في فينا
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

كارثة الميت إذ تُظَهّر ما في فينا

المغرب اليوم -

كارثة الميت إذ تُظَهّر ما في فينا

بقلم - عريب الرنتاوي

أظهرت كارثة البحر الميت، أحسن ما فينا، وأسوأ ما لدينا.
أحسن ما فينا، أننا شعب مُحب وعاطفي، فما من بيت أردني واحد، إلا واجتاحته مشاعر الحزن والألم والفقدان ... ما من بيت أردني إلا وأحس بأن جزءاً منه، يجري البحث عنه في السيول الجارفة والمياه الطينية الممزوجة بملوحة مياه الميت ... ما من واحد، إلا وتضرع للعلي القدير، أو صلى بالطريقة التي يؤمن بها، لنجاة الأطفال والنساء والرجال وسلام أرواحهم، وليُلهم ذوي الضحايا الصبر والسلوان ويسقط عليهم سكينته.
لكننا في المقابل، تكشفنا عن سمات وخصائص، بعضها سيء، بل وسيء للغاية ... عشرات الألوف منّا، تصرفوا كخبراء وعلماء في كل شيء ... خبراء طرق وسدود، إنشاءات ومقاولات، تخطيط مدن، أرصاد جوية، تغير مناخي، احترار الكوكب وثقب الأوزون... أضعافهم بدو كخبراء إدارة وإدارة عامة، تخطيط استراتيجي، محاسبة ومساءلة وشفافية... الكل يعرف ما الذي كان يتعين فعله، ليس يوم الفاجعة فحسب، بل وقبلها بسنوات وعقود ... ومن ارتطم ذات يوم بـ «مطبّ» على الطريق، أخرج إلينا لسانه، وبدأ «يعايرنا»: ألم أقل لكم؟
بدت الألوف من الأردنيين، كما لو أنها تضبط خطواتها على دقات «بيغ بن».... يتحدثون كما لو أنهم هبطوا للتو من كوكب آخر، مع أن معظمهم، حتى لا أقول جميعهم، لا يدري في صبحه ماذا سيفعل في مسائه ... وأنه لن يتوانى للحظة للإفلات من قبضة الدوام، أو تجاوز السرعة المقررة أو اجتياز القانون في طريقه، أو التشاطر على حقوق الاخرين ... بدونا ملائكة في ثياب «الآدميين»، طالما أن قررنا مسبقاً، أن هناك كبش فداء لا بد من تقديمه، أو أننا سنشارك في حفلة لطم وردح، لها أول وليس لها آخر.
لفتني أن الأردنيين تجتاحهم رغبة في «الإقالة» و»الاستقالة»، يبدو أن معظمنا لا يروق له بقاء أي أحد في موقعه أو منصبه، لكأن الأردنيين اصطفوا في طابور طويل، كما الطابور في ديوان الخدمة المدنية، يريدون تسريع هذا الدور، بالدعوات للإقالة والاستقالة، وكلما أقيل أحدهم أو «استقيل»، تعالت صحيات الله أكبر، وهل من مزيد؟ ... لا أدري من أين يأتي هذا الشغف، أمن إحساس عميق بأن الخراب عميم ومقيم، أم من مواطن الغيرة والحسد والتشفي، لا أعرف في الحقيقة مبعث هذا التوق لرؤية الناس وقد غادروا مواقعهم، وعلى أي مستوى.
مع أنه يتعين على الأردنيين أن يكونوا تعلموا الدرس ... فقد تابع كل واحد منهم، حتى أصغرهم سنّاً حركة الداخلين والخارجين إلى المنصب العمومي، وصح فيها، كلما دخلت أمة لعنت أختها ... وأحياناً «الخل أخو الخردل»، فلماذا الإصرار على ممارسة طقوس الانتظار المضني للرحيل والترحيل، والمطالبة اليائسة لاستعجالهما ... أين الخلل «النفسي» وليس السياسي في هذه المعادلة.
وثمة فئة، نحمد الله أنها قليلة، مصرة على البقاء في أسر الغيبيات والخرافات وبراثن التطرف والغباء المطلق ... هذا يتحدث عن «لعنة قوم لوط» وعدم جواز الانتفاع بكل ما ورثنا عن القوم الفاسقين ... وذاك، يتوقع عقاباً إلهياً على فجور قارفه فتية وفتيات في عمر بعض الورد ... وهناك ظلامية وكراهية، لا أدري من أي إناء تنضح، وبٍتُّ أخشى على أصحابها من هول وطأتها.
وأدهشتني قلة الحيلة وانعدام القدرة على الإبداع، عند ألوف مؤلفة ممن تابعت ردود أفعالهم ...جيوش من الفيسبوكيين، لا وظيفة لهم سوى القص والتلصيق، ببغاوات، يعاودون تكرار ما ينتجه غيرهم، ولا يخجلون من نسبته لأنفسهم، ومن دون تدقيق أو تمحيص... كل شيء مصدق عندهم حتى الأكاذيب الأكثر سذاجة، وأيديهم طويلة، لا تبقي نصاً أو صورة، إلا وتنسخه أو تطبعها على صفحاتهم.
قتلتني السوداوية و»الطاقة السلبية» التي تشع من طوفان التعليقات والبوستات، وبصورة قد تلحق بك إعاقة مزمنة، وتفقدك القدرة على تذوق فنجان قهوة الصباح، أو الذهاب إلى عملك والسعي في رزقك ... «كل شيء أسود قاتم، لا شيء يفيد أو ينفع ... كل الناس سفلة وانتهازيون ... الخراب يحيط بنا من جهاتنا الأربع ... فالج ما تعالج، أين منّا «خراب البصرة»، وهل سنقيم «الدين في مالطا» أو أن «نطلب العلم ولو في الصين»، وما النفع والجدوى» ... مناخات قاتمة واكتئاب حاد يطل برأسه من خلف كل تعليق وصورة على صفحات كثرة كاثرة من نشطاء الفيسبوك ومناضليه.
لقد قررت أن أعطي لنفسي إجازة من هذه المتابعات الفارغة، مبنى ومعنى ... واكتفي بزيارة واحدة، صباحية أو مسائية، للإجابة على ما يستحق من أسئلة وتعليقات، وترك الهذر والهذيان، للترك والنسيان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كارثة الميت إذ تُظَهّر ما في فينا كارثة الميت إذ تُظَهّر ما في فينا



GMT 14:36 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

انتقام... وثأر!

GMT 14:29 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 14:20 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 13:58 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

بايدن والسعودية

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 08:46 2014 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

افتتاح مطعم للفلافل في شارع محمد السادس في مراكش

GMT 08:59 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

12 مغربيًا في وضعية صعبة محتجزون لدى عصابة ليبية

GMT 10:29 2015 الأربعاء ,06 أيار / مايو

الضّعف الجنسي عند الرّجل سببه المرأة

GMT 19:17 2017 السبت ,10 حزيران / يونيو

زكرياء حدراف يصرّ على مغادرة الدفاع الجديدي

GMT 10:25 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

عمر هو عمر

GMT 16:22 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حكاية غريبة لـ"رحى" تساعد النساء على إيجاد العرسان بسرعة

GMT 14:49 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الجنية المصري مقابل الجنية الاسترليني الاثنين

GMT 01:56 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

التشكيلة الأساسية للوداد امام الراسينغ البيضاوي

GMT 13:01 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تليفون مطلي بالذهب الخالص هدية للفنانة دنيا بطمة

GMT 08:49 2017 الأربعاء ,08 شباط / فبراير

لمسات بسيطة تحوّل أريكتك إلى قطعة فنية هائلة

GMT 09:50 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى شعبان يتألق بإطلالة كلاسيكية وتفضيل للكاجوال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib