حراك الكيانات الشيعية العراقية
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

حراك الكيانات الشيعية العراقية

المغرب اليوم -

حراك الكيانات الشيعية العراقية

بقلم - عريب الرنتاوي

لم يعد الحديث عن “مكون شيعي” في العراق جائزاً من دون تحفظ، فما أصاب “المكون السنّي” من انقسامات عصفت به خلال السنوات التي أعقبت سقوط بغداد، يكاد يعصف اليوم بـ “المكون الشيعي”، الذي اعتاد التوزع على ثلاثة كيانات أساسية: الدعوة والتيار الصدري والمجلس الأعلى، فضلاً بالطبع عن بعض الكيانات الأقل وزناً وتأثيراً ... وداخل كل كيان من هذه الكيانات، تجري اليوم عمليات مراجعة واصطفاف وانشقاق يتعين مراقبتها لفهم مستقبل هذه البلاد التي ابتليت بآفتين خطيرتين: الإرهاب والفساد المستشري في الإدارة والطبقة السياسية على حد سواء.
زيارة مقتدى الصدر للسعودية، تتوج جملة من التحولات في مواقف التيار الصدري، لم تؤسس لهذه التحولات، بيد أنها توجتها، وهي مواقف تقترب من التعبير عن المدرسة “العروبية” في الشيعية السياسية والدينية في العراق والإقليم ... وهو أمر يعبر عن ميل تيار وازن من الشيعة للإبقاء على مسافة من “مدرسة ولاية الفقيه” الإيرانية، ويتطلع لإعادة التوازن والاتزان للعلاقات العراقية – الإيرانية من خلال الانفتاح على الجوار القومي والإقليمي للعراق.
الزيارة لافتة في توقيتها كذلك، فهي تأتي في ذروة احتدام الحرب على اليمن، كجزء من الانقسام الأعمق والأوسع إقليمياً بين معسكرين، واحد تقوده السعودية وآخر تقوده إيران ... وربما لهذا السبب بالذات، استُقبلت الزيارة بترحيب واسع من السعودية وحلفائها، وانتقادات متفاوتة من داخل إيران وفي أوساط حلفائها ... البعض نظر للمسألة بوصفها “إنزالاً خلف الخطوط الدفاعية لإيران”، كما لو أن الزعيم الشيعي العراقي قد نقل بندقيته من كتف إلى كتف، أو كما لم من قام الزيارة هو “عقاب صقر” وليس مقتدى الصدر ... والبعض الآخر، أدرجها في عداد الحرب على “محور المقاومة والممانعة”، ومن ضمن مخطط مدروس ومعد سلفاً لهذه الغاية.
أما السؤال حول أهداف السعودية من مسعاها هذا، فظل بدوره عرضة لتباين التقديرات والتأويلات ... منهم من رأى أنها مدخل لدرء شبهة “الطائفية” عن الخطاب السعودية، ومنهم من رأى فيها محاولة للعب على التناقضات العراقية، واختراق المنزل الشيعي من داخله، ومنهم من أدرجها في سياق الاستعداد – ربما – لاستدارة في المقاربات السعودية حيال عدد من ملفات المنطقة، ومن بينها العلاقة مع إيران، بعد الاستعصاء اليمني وتراجع دور اللاعب السعودي في الملفين السوري والعراقي إثر التدخل الأمريكي – الروسي المباشر في الأزمتين معاً.
في ظني أن زيارة الصدر للرياض، تأتي من ضمن تفاعلات أوسع، تجري علناً وخلف الأنظار داخل “المكون الشيعي” بمختلف كياناته ... فالدعوة أقدم الأحزاب وأوسعها تمثيلاً داخل البرلمان العراقي، يُقاد اليوم برأسين: حيدر العبادي على رأس الحكومة، ونوري المالكي على رأس الحشد الشعبي ومن موقعه في الحزب وكنائب لرئيس الجمهورية ... الأول، أولى بالرعاية الأمريكية وأكثر انفتاحاً على البعد العربي، والثاني، بات ركناً ركيناً من “محور المقاومة” بتقربه الشديد من إيران وانفتاحه على دمشق والضاحية الجنوبية، وقيامه بدور الأب الروحي للحشد الشعبي.
كذا الحال بالنسبة للمجلس الأعلى الذي يواجه تحدي انشقاق رئيسه عمار الحكيم عنه، وتوجهه لتأسيس حزب جديد، بمرجعية مدنية لا دينية، وطنية لا طائفية، أقله كما يقال، وبالضد من مواقف وتوجهات كثرة من أقطاب الحزب وآبائه المؤسسين، وبالتضاد – ربما – مع الإرث الروحي - التاريخي لعائلة الحكيم.
هذه التحولات، تثير حفيظة إيران وقلقها، فإن استمرت الحال على هذا المنوال، فإن النفوذ الإيراني في العراق سيصبح مهدداً في أدواته، ولذلك استحقت هذه الأطراف أشد الحملات الانتقادية من قبل طهران وحلفائها، واستقبلت بحفاوة بالغة ومبالغ فيها، لدى عواصم المحور الإقليمي الآخر ... والأرجح أن إيران ستعمل على تعزيز أذرعتها وأدوات نفوذها الأخرى في العراق بدءاً بالحشد والأجنحة الأقرب إليها في المعادلة الشيعية العراقية في قادمات الأيام.
كثيرة هي محركات الرياح الجديدة التي تضرب في الكيانات الشيعية العراقية، منها التزاحم والتدافع على السلطة والنفوذ والقيادة (واستتباعاً الثروة)، منها ضيق العراقيين، بمن فيها الشيعة، من “التغول” الإيراني على المشهد العراقي، وهو ضيق له سنده التاريخي والعقيدي في اختلاف مدارس التشيع العربي والفارسي، ومنها الإحساس باستحالة استمرار حال العراق على هذا المنوال، سيما بعد أن آلت تجربة التفرد بالحكم إلى تفاقم النزعات الانفصالية لدى الكرد والسنّة على حد سواء، مدعومين بأطراف عربية وإقليمية ودولية... ومنها تنامي حركات الاحتجاج المدني والشبابي التي عبرت عن نفسها بالتظاهرات والاعتصامات المنددة بفساد الطبقة السياسية وفشل الأحزاب الدينية وبؤس نظام المحاصصة الطائفية وانهيار الخدمات وتدني مستوى الأداء والكفاءة وتراجع الاقتصاد.
لا ندري أين ستنتهي هذه التحركات ولا كيف، لكن من أخطر ما يمكن أن يواجه الترويكا الشيعية المؤلفة من العبادي، الصدر والحكيم، هو الذهاب بعيداً في الرهان على واشنطن أو التقرب منها، أو الغوص في أوحال “عروبة جديدة”، تضع إسرائيل في مصاف الصديق وإيران في لائحة الأعداء.
الإعلاء من قيمة السيادة والاستقلال والوطنية العراقية أمرٌ بالغ الأهمية في مواجهة الاستتباع والاستباحة و”التطيف” و”التمذهب”، حتى وإن تم ذلك في مواجهة إيران وتركيا ... الانفتاح على العرب والعروبة أمرٌ بالغ الضرورة، ولكن بعيداً عن مدرسة “الحلف الشرق أوسطي الجديد” والعروبة المتساوقة مع إسرائيل وإدارة ترامب ... الخطاب المدني في مواجهة الخطاب الديني الذي أثبت فشله في إدارة الدولة وتدبير شؤون الحكم ... وحدة العراق الفيدرالي القائمة على التنوع والتعدد، في مواجهة نزعات الهيمنة والتفرد والاستئصال والإقصاء... الكيانات الشيعية العراقية أمام تحدي مواجهة هذا الاختبار، بل ويمكن الجزم بأن مختلف الكيانات والمكونات العراقية تجابه التحدي ذاته، سيما مع دخول العراق مرحلة ما بعد داعش.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حراك الكيانات الشيعية العراقية حراك الكيانات الشيعية العراقية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 08:46 2014 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

افتتاح مطعم للفلافل في شارع محمد السادس في مراكش

GMT 08:59 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

12 مغربيًا في وضعية صعبة محتجزون لدى عصابة ليبية

GMT 10:29 2015 الأربعاء ,06 أيار / مايو

الضّعف الجنسي عند الرّجل سببه المرأة

GMT 19:17 2017 السبت ,10 حزيران / يونيو

زكرياء حدراف يصرّ على مغادرة الدفاع الجديدي

GMT 10:25 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

عمر هو عمر

GMT 16:22 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حكاية غريبة لـ"رحى" تساعد النساء على إيجاد العرسان بسرعة

GMT 14:49 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الجنية المصري مقابل الجنية الاسترليني الاثنين

GMT 01:56 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

التشكيلة الأساسية للوداد امام الراسينغ البيضاوي

GMT 13:01 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تليفون مطلي بالذهب الخالص هدية للفنانة دنيا بطمة

GMT 08:49 2017 الأربعاء ,08 شباط / فبراير

لمسات بسيطة تحوّل أريكتك إلى قطعة فنية هائلة

GMT 09:50 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى شعبان يتألق بإطلالة كلاسيكية وتفضيل للكاجوال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib