ما الذي تغير من الذي تغير
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

ما الذي تغير؟.. من الذي تغير؟

المغرب اليوم -

ما الذي تغير من الذي تغير

بقلم - عريب الرنتاوي

فجأة ومن دون سابق إنذار، يعلن الرئيس الأمريكي بنبرة «تهديدية» أن قطر دعمت «تاريخياً» الإرهاب، و»على أرفع المستويات، ملوحاً باتخاذ «موقف ضروري» إن لم ترتدع القيادة القطرية، وتعود إلى رشدها ... الموقف ذاته، عبّر عنه وزير خارجيته ريكس تيلرسون، وإن بنبرة دبلوماسية أكثر هدوءً.

السؤال الذي يقفز إلى الذهن ومن دون استئذان: أين كانت واشنطن بأجهزتها الاستخبارية والأمنية والعسكرية والسياسية والمدنية عن قطر طوال هذا الوقت، طالما أن صلاتها بالجماعات الإرهابية «تاريخية» و»على أرفع المستويات»؟ ... وهل يعقل أن تكون الإمارة الصغيرة، التي تربض فوق أرضها، قاعدتان عسكريتان، إحداهما «العيديد» من أكبر القواعد العسكرية خارج الأراضي الأمريكية، والثانية، «السيلية»، وهي قاعدة ذات شأن كذلك، قد تصرفت من تلقاء ذاتها، ومن دون تنسيق أو تشاور مع واشنطن؟ ...

هل كان الرئيس الأمريكي بحاجة لمن يخبره بأن قطر ترعى الإرهاب، من قادة الدول الذين التقوا به في القمة العربية – الإسلامية – الأمريكية؟
إن كانت واشنطن لا تعلم شئياً عن الدور القطري في دعم الإرهاب، فتلك مصيبة بكل ما للكلمة من أبعاد، وإن كانت تعرف مسبقاً، وتشيح بوجهها عن ذلك الدور، فالمصيبة أعظم، وبكل المقاييس كذلك ... في كلتا الحالتين، ليس من تفسير للتحول في الموقف الأمريكي حيال قطر، أو بالأحرى، مساعي تبريره، سوى أنه عملية «استغفال» منظمة، يراد بها التغطية على التورط الأمريكي في دعم جماعات، تعتبرها اليوم إرهابية، وهي التي كانت بالأمس، موضع اهتمام ورهان من قبلها.
ما الذي تغير؟ أو من الذي تغير؟

أجزم بأن ما قامت به قطر من قبل وما تقوم به حتى يومنا هذا، لم يكن بعيداً عن أعين واشنطن، بل وما كان لهذه الإمارة الصغيرة، أن تضطلع بأدوار من دون ضوء أخضر أمريكي، حتى لا نقول من دون رضى أو توجيه أمريكيين مباشرين.

الذي تغير هو الموقف الأمريكي، تأسيساً على نتائج الانتخابات الأمريكية ومجيء إدارة دونالد ترامب إلى سدة البيت الأبيض، حيث بات يتضح أكثر من ذي قبل، أن الولايات المتحدة في عهد الإدارة الجديدة، لم تعد تتبنى المواقف ذاتها، من جماعات الإسلام السياسي، ومن بينهم جماعة الإخوان المسلمين وحركة طالبان وحركة حماس وغيرها عموماً.

قبل ترامب، وطوال سنوات الربيع العربي وقبلها، أي طيلة الفترة التي قضاها باراك أوباما في البيت الأبيض، كان للإدارة الأمريكية موقفاً مشجعا على إدماج حركات الإسلام السياسي في العمليات والنظم السياسية الجارية في المنطقة، وكانت واشنطن تعتمد على «وكلاء» عديدين، للقيام بمهمة تكييف هذه الحركات وتهيئتها لهذا الدور، ولقد لعبت قطر دورها بكفاءة عالية، فهي نجحت في استقطاب قيادات الإخوان المسلمين، وفتحت ذراعيها لقيادات حماس، وتمتعت طالبان بمكاتب ذات طبيعة دبلوماسية، فوق العادة، في الدوحة... واشنطن لم تكن بعيدة عن هذا المسعى، بل هي من شجعه وحض عليه وحاول توظيفه، فعلاقة الإخوان بواشنطن  شهدت ثلاث سنوات «عسل» قبل الإطاحة بنظام الرئيس محمد مرسي، والحوارات الأمريكية –الطالبانية، كانت تجري في الدوحة.

أما علاقات قطر بحماس، فكانت تتم تحت أنظار إسرائيل وأسماعها كذلك، وكل شاحنة مساعدات أو مبلغ من المال، او زيارة كانت تقوم شخصية قطرية لغزة، بما في ذلك زيارة أمير البلاد السابق للقطاع في 2012، كانت تتم بالتنسيق مع إسرائيل، وليس بالضد من إرادتها، وقد اعترفت قطر بذلك مرات عدة... وكان المطلوب من قطر، امريكياً على الأقل، «تدوير الزوايا» الحادة في مواقف هذه الجماعات، والعمل على إدماجها في العمليات والنظم السياسية الجارية في بلدانها.

اليوم، يبدو المشهد من واشنطن مختلفاً تماماً ... نحن أمام إدارة لطالما باحت بمواقف مناهضة للإسلام والمسلمين جميعاً لا على التعيين، وهي لا تحتفظ بأي ود ظاهر تجاه أي من الحركات الإسلامية، بل وتعتبرها حركات إرهابية بامتياز ... واشنطن هي التي تغيرت، وهي التي اقتربت من الرياض والقاهرة وأبو ظبي والمنامة، وليس العكس... وربما تكون الصفقات الفلكية التي أبرمها ترامب في أولى جولاته الخارجية، قد سرّعت انتقاله ويسرت قبولهلروايات محدثيه ومضيفيه، لكن المؤكد أن مقاربة الرجل تختلف عن مقاربات أسلافه، وتحديداً باراك أوباما ... وسيتعين الآن على قطر دفع أثمان هذا «الانقلاب» الكبير في المقاربات الأمريكية، وسيأتي الثمن باهظاً بالقدر الذي كانت فيه الحماسة القطرية متأججة للقيام بأدوار كهذه، ظناً منها أن هذا سيوسع مظلة دورها الإقليمي، وبحماية أمريكية سياسية وعسكرية.

لتنتهي قطر إلى مآلات لطالما حذرنا منها، عندما كنا نقول ونكرر أن القول: إن صداقة واشنطن الفائضة عن الحاجة، ربما تكون أكثر كلفة من عداوتها الفائضة عن الحاجة كذلك ... قطر ضحية الشق الأول من المعادلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذي تغير من الذي تغير ما الذي تغير من الذي تغير



GMT 09:12 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

الخضرة والماء والوجه الحسن

GMT 00:09 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الأوروبي ... أوهام ديغولية

GMT 04:42 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

عن التيار المدني، بشقية المحافظ والعلماني

GMT 04:40 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اليمن بين الإنسانية والسياسة

GMT 11:28 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن الإقليمى و«مصالح أهل المنطقة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 08:46 2014 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

افتتاح مطعم للفلافل في شارع محمد السادس في مراكش

GMT 08:59 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

12 مغربيًا في وضعية صعبة محتجزون لدى عصابة ليبية

GMT 10:29 2015 الأربعاء ,06 أيار / مايو

الضّعف الجنسي عند الرّجل سببه المرأة

GMT 19:17 2017 السبت ,10 حزيران / يونيو

زكرياء حدراف يصرّ على مغادرة الدفاع الجديدي

GMT 10:25 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

عمر هو عمر

GMT 16:22 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حكاية غريبة لـ"رحى" تساعد النساء على إيجاد العرسان بسرعة

GMT 14:49 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الجنية المصري مقابل الجنية الاسترليني الاثنين

GMT 01:56 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

التشكيلة الأساسية للوداد امام الراسينغ البيضاوي

GMT 13:01 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تليفون مطلي بالذهب الخالص هدية للفنانة دنيا بطمة

GMT 08:49 2017 الأربعاء ,08 شباط / فبراير

لمسات بسيطة تحوّل أريكتك إلى قطعة فنية هائلة

GMT 09:50 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى شعبان يتألق بإطلالة كلاسيكية وتفضيل للكاجوال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib