هل تخشى المعارضة خسارة الانتخابات أمام الأسد

هل تخشى المعارضة خسارة الانتخابات أمام الأسد؟

المغرب اليوم -

هل تخشى المعارضة خسارة الانتخابات أمام الأسد

بقلم عريب الرنتاوي

تضمنت مرجعيات الحل السياسي قواعد “الانتقال السياسي” لسورية ... وعلى “طريقة الناسخ والمنسوخ”، فقد جبّ بيان فيينا وقرار 2254 ما قبلهما، وبالأخص “جنيف 1” الذي لم يعد يؤتى على ذكره، إلا في ديباجة الوثائق والبيانات الجديدة، ومن باب استرضاء بعض أكثر الأطراف السورية والإقليمية تشدداً في موقفها حيال الأسد ... بعد “تدمر”، وبالأخص، إذا ما أمكن لقوات الجيش السوري، التقدم على جبهتي دير الزور والرقة، فإن من المؤكد أن معاني ومضامين جديدة، سوف تُعطَى لهذه المرجعيات، تعكس التطور الحاصل في موازين القوى.

المرجعيات المذكورة، تركت للشعب السوري تحديد مستقبل نظامه السياسي، ووضعت لذلك آلية، تبدأ بحكومة موسعة وذات صدقية، وتمر بإعداد دستور جديد توافقي للبلاد، ولا تنتهي بانتخابات رئاسية وبرلمانية .... المعارضة، ليست مرتاحة أبداً للتوصيف الجديد للحكومة المنتظرة، فهي تريدها “هيئة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة تشتمل على صلاحيات وسلطات الرئيس”، فيما النظام، ينظر إليها بوصفها مجرد “تعديل وزاري” لا أكثر ولا أقل ... هنا الفجوة ما زالت قائمة.

النظام حاول التملص من الانتخابات الرئاسية، وصدر عن غير مسؤول رفيع فيه، تأكيدات متعاقبة تذهب جميعها نحو التشديد على عدم المساس بـ “مقام الرئاسة” ... مؤخراً، وتحت ضغط الموقف الروسي، وفي ضوء ارتفاع الروح المعنوية للجيش والنظام وحلفائه، تراجع النظام خطوة للوراء، ولم يعد يمانع أبداً في إجراء انتخابات رئاسية، “إذا كانت الإرادة الشعبية تطالب بذلك”، والمعروف أنه “حيثما يكون النظام، تكون الإرادة الشعبية” في العرف السياسي السوري.

الانتخابات، وفقاً لمرجعيات الحل السياسي، سيجري تنظيمها تحت إشراف الأمم المتحدة ورعايتها؛ ما يعني وجود شبكة أمان إقليمية – دولية، تضمن نزاهتها وشفافيتها ... لا ندري هنا إلى أي حد سيتجاوب النظام مع فكرة “الرقابة الدولية” على الانتخابات، وهل سيجري النظر إليها بوصفها “انتهاكاً للسيادة الوطنية” أم لا؟ ... لكن الانتخابات الرئاسية ليست مشكلة النظام وحده، فالمعارضة بدورها، تخشى الانتخابات، ولا تريدها من دون ضمان عدم مشاركة الأسد فيها.

والحقيقة التي تتأكد يوماً بعد آخر، أن المعارضة في إصرارها على استبعاد الأسد، لا تنطلق من موقف أخلاقي نابع من “عدم أهليته” لخوض غمار المنافسة، ولكن من موقع الخشية من نجاح الأسد في كسب الانتخابات أمام منافسيه من المعارضة السورية المختلفة ... مثل هذا السيناريو الذي يبدو مرجحا، سيتحول إلى كابوس يقض مضاجع المعارضة وداعميها، ويقضي بضربة واحدة، على أعمدة خطابها السياسي والفكري الذي انتشر وتفاعل على امتداد سنوات الأزمة الخمس العجاف.

فشلت المعارضة في توحيد صفوفها ... وفشلت في انتاج قيادات وطنية وازنة، تحظى بثقة السوريين وتأييدهم ... وأحسب أن كثيرا من الرموز الذين ذاع صيتهم في فضائيات “الرعاة” و”الداعمين”، لن يتمكنوا في أحسن الأحوال من الحصول على مقعد في البرلمان الجديد، بعد أن رقص كثيرٌ منهم على حبال عديدة، ويمموا وجوههم شطر عواصم عدة، ليست دمشق من بينها، وكانت بوصلتهم عند كل انقلاب: حساباتهم الشخصية والأنانية الضيقة.

لهذا كله، تعرف المعارضة، أن بارقة الأمل المتبقية لديها، في حال كتب لمسار فيينا – جنيف أن يبلغ خواتيمه، هي الضغط لإخراج الأسد من دائرة الصراع الانتخابي على الرئاسة ... والمؤكد أنها ستجد دعماً من بين بعض العواصم العربية والإقليمية والدولية في مسعاها هذا، وللأسباب ذاتها، لكن للأسد -أيضاً- حلفاء أظهروا أنهم مستمسكون بمصالحهم في سوريا، فإن كان وجود الأسد على رأس هرم السلطة، يخدم هذه المصالح، فسيستبسلون في الدفاع عن “حق الشعب السوري في تقرير مستقبل نظامه”، وإن وجدوا أنه “حمولة فائضة”، فلن يعدَموا وسيلة للتخلص منها، والتبريرات جاهزة في أي لحظة، لخدمة مختلف السيناريوهات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تخشى المعارضة خسارة الانتخابات أمام الأسد هل تخشى المعارضة خسارة الانتخابات أمام الأسد



GMT 07:14 2021 الجمعة ,24 كانون الأول / ديسمبر

"العالم المتحضر" إذ يشتري البضاعة القديمة ذاتها

GMT 06:17 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

"فتح" و"حماس" ولبنان بينهما

GMT 06:13 2021 الأربعاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

أزمة قراءة أم أزمة خيارات؟

GMT 06:18 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

أزمة قراءة أم أزمة خيارات؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"
المغرب اليوم - أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال

GMT 06:44 2024 الأحد ,04 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 04 فبراير / شباط 2024

GMT 12:48 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يتلقي حصة تدريبية خفيفة بعد هزم الأردن

GMT 04:10 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الروسي حبيب نورمحمدوف يوجه رسالة للمسلمين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib