«الحـــــرب المـنـســـيّــة»
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

«الحـــــرب المـنـســـيّــة»

المغرب اليوم -

«الحـــــرب المـنـســـيّــة»

عريب الرنتاوي

لا أحد يمتلك تقديرات دقيقة عن خسائر مختلف الأطراف في الحرب الدائرة في اليمن وعليه ... نعرف أن ما بين 5-6 آلاف يمني فقدوا حيواتهم في الأشهر السبعة (+أسبوع) الأخيرة، ونعرف أن ما بين 25 إلى 30 ألفاً قد أصيبوا إصابات بليغة ... لا نعرف كم تبلغ أعداد العسكريين والمسلحين من هؤلاء ... ونعرف أيضاً أن هناك مليون ونصف المليون، نزحوا عن قراهم وبلداتهم جراء الحرب، وأن ربع مليون يمني اتجهوا للخارج في رحلة لجوءعربية جديدة ... نعرف أن البنية التحتية، الفقيرة أصلاً، قد تم الإجهاز عليها، يشتمل ذلك على الطرق والجسور والموانئ والمطارات والمدارس والجامعات والمستشفيات ... نعرف هذا، وتعرفون ما هو أكثر منه.

بيد أننا لا نعرف، وقد لا نعرف أبداً، كلفة هذه الحرب على دول التحالف... كم فقدت من الضحايا البشرية بين قتيل وجريح، مدنيين وعسكريين ... المؤكد أن الخسائر الفعلية، أكثر من تلك المعلنة وفقاً لمصادر عديدة ... لا نعرف كلفة الحرب المالية، وقد لا نعرفها أبداً، والكلفة هنا لا تقتصر على مصاريف العمليات الحربية الباهظة في مطلق الأحوال، وإنما تتعدى ذلك، إلى نقل عشرات ألوف المواطنين من المناطق الحدودية مع اليمن، و”الأعطيات” الهائلة، التي اتخذت شكل المساعدات المباشرة والعقود والتسليفات، التي دفعت إلى دول التحالف ... البعض يقدر الكلفة بما بتراوح ما بين 80 إلى 100 مليار دولار، تشتمل على عقود وأسلحة وتكاليف استدعاء القوات و”المتطوعين” من كولومبيا إلى السودان، تكاليف لم يكن يتعين على أحدٍ أن يتحملها لولا اندلاع الحرب. ولو أن ربع هذه المبالغ، قد صرف على مشاريع تنمية اليمن والنهوض بمستوه وسويته الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية، لكان الحال تغير على غير هذا المنوال، ولما وجد “خطاب المظلومية” الذي بنى عليه “الحوثيون” دعايتهم السياسية، من يشتريه، حتى في أوساط الزيديين أنفسهم ... لو أن جزءاً من هذه التكاليف، قد أنفقت على مشاريع بناء دولة يمنية، قوية وعادلة وممثلة لمختلف الأطراف، لما كنا بحاجة لكل هذه العداوات والانقسامات والتوترات بين المذاهب والجيران وأبناء البلد الواحد وشعوب الإقليم الواحد.

ولا أدري إن كان في اليمن، من يعتقد بأن ما مرحلة ما بعد الحرب ستشهد رخاء، يذكر بما عاشته ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية ... لا أدري إن كان هناك من يراهن على “مشروع مارشال خليجي لليمن”، سيما بعد تآكل أسعار النفط وعائداته، واضطرار عدد من دول الخليج لرفع الدعم عن المحروقات وضبط الإنفاق والحديث عن تنويع مصادر الدخل والثروة، إلى غير ما هناك من سياسات وإجراءات، تشي جميعها باشتداد الضائقة الاقتصادية والمالية، واحتمالات استمرارها بل وتفاقهما في قادمات الأيام. هي “الحرب المنسية”، لا تذكرنا بها، سوى أنباء القصف الجوي العنيف، والمعارك المتنقلة بين “الإخوة الأعداء” وتصريحات الموفد الأممي إسماعيل ولد الشيخ المتفائلة على الدوام، وغالباً من دون أساس تستند إليه ... هي “الحرب المنسية”، عن سبق الترصد والإصرار، تنتقل من مرحلة إلى أخرى، وتتجاوز حدودها ومهلها الزمنية، المرحلة تلو الأخرى، والمهلة تتبعها ثانية، لكأننا في حرب مفتوحة حتى آخر يمني.

آخر تصريحات الموفد الأممي، تحدثت عن مسعى جدي، محمّل بالتفاؤل، في الوصول إلى “وقف لإطلاق” قبل الخامس عشر من الشهر الجاري، أي في غضون الأيام العشرة القادمة فقط، قبل أن يحل موعد الاستحقاق الأهم، وتلتئم الوفود في “جنيف 2” أو “مسقط 1”. والواضح تماماً، ان تأجيل “مؤتمر السلام” لأكثر من أسابيع ثلاثة، قد جاء استجابة لطلب التحالف بالحصول على مهلة إضافية، لحسم بعض المعارك الكبرى على الأرض، وتحديداً في مدينة تعز ومحافظتها، مما يقلب موازين القوى، ويمكن من الجلوس بارتياح على مقاعد المفاوضات الوثيرة. تسقط تعز في أيدي قوات التحالف أو لا تسقط، فإن الأسئلة التي تطرح نفسها بإلحاح: وهل ستكون تعز خاتمة أحزان اليمنيين ونهاية درب الجلجلة خاصتهم؟ ... هل ستلتحق تعز بركب المدن الجنوبية المحررة، وهل هي محررة أصلاً، وإن كانت كذلك، فلماذا لم تستطع “الحكومة الشرعية” البقاء فيها لأكثر من عدة أيام؟ ... وما صحة التقارير والمعلومات التي تتحدث عن “فوضى وفلتان” في عدن ومدن الجنوب، وتسلل القاعدة وداعش والسلفية الجهادية إلى مناطق واسعة وأحياء استراتيجية ومدن كاملة في محافظات الجنوب، من حضرموت وحتى إبين مروراً بـ”العاصمة المؤقتة” عدن؟ هي “الحرب المنسية”، وقد دخلت في “النفق المظلم”، وأحالت اليمن إلى مستنقع يصعب الخروج منه، و”بالوعة” تمتص فائض المليارات وصناديق الاحتياط والأجيال القادمة ... هي الحرب التي لن تنتهي حتى وإن “صمتت المدافع”، فثمة صولات وجولات يتعين خوضها ضد المليشيات والعصابات والجماعات الإرهابية، وقد تستمر وتتوسع، لسنوات عديدة قادمة... هي الحرب التي خلّفت جروحاً غائرة في جسد العلاقات بين اليمن وجواره، يصعب شفاؤها ... هي “الحرب المنسية”، التي ستدخل كتاب تاريخ اليمن الحديث، في فصله الثاني، بعد فصل الحرب المصرية – اليمنية زمن الراحل جمال عبد الناصر. لسنا على بينة من “مصادر تفاؤل” الموفد الأممي، لكننا نأمل أن يكون محقاً في تفاؤله هذه المرة، فالرجل يكاد يفقد صورته وصدقيته، كوسيط دولي نزيه ... وتحت ظلال مهمته المستمرة منذ أشهر، جرى تمديد الحرب شهراً تلو آخر، ومهلة تلو أخرى ... المؤكد أن إنهاء الحرب من دون هزيمة للحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح، وهو أمر تشير كافة التقديرات والمؤشرات إلى صعوبته البالغة، سيكون بمثابة إعلان عن “نصف هزيمة”، وسيتبدد هباءً، ركام المقالات والتصريحات والمواقف التي صوّرت الحرب، كما لو كانت حرب الاستقلال العربية الثانية، ونقطة التحوّل في تاريخ “العروبة الجديدة” مقابل التوسعية الفارسية، والإسلام السنّي في مواجهة “الهلال الشيعي” والجعفرية الاثني عشرية وولاية الفقيه. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الحـــــرب المـنـســـيّــة» «الحـــــرب المـنـســـيّــة»



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib