نكبة فلسطين الذكرى 68 بعناوين عربية متعددة
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

نكبة فلسطين: الذكرى 68 بعناوين عربية متعددة..

المغرب اليوم -

نكبة فلسطين الذكرى 68 بعناوين عربية متعددة

طلال سلمان

 

سنة بعد سنة تتعاظم آثار "النكبة" في فلسطين على مجمل أقطار الوطن العربي، بينما تكتسب إسرائيل صورة "الدولة العظمى" في الأرض العربية مشرقاً ومغرباً.
تكفي مقارنة سريعة، هذه اللحظة، بين وقائع الحياة اليومية في العديد من الدول العربية وبين ما يجري داخل الكيان الإسرائيلي لنتبين فداحة الفوارق بين الأحوال التي يعيشها "المواطن" العربي وتلك التي ينعم بها الإسرائيليون، وهم بأصول أكثريتهم الساحقة "طارئون" على الأرض الفلسطينية استقدموا بالثمن، فضلاً عن إغراء الدين، إلى "واحة الديموقراطية" في هذا الشرق الذي تخلخل الكيانات السياسية فيه مشاريع حروب أهلية مفتوحة على المجهول.
كمثال فقط: في الفترة بين دعوة الإسرائيليين إلى انتخاب أعضاء الكنيست الجديد ونجاح نتنياهو في تشكيل حكومته الائتلافية الجديدة سقط ألف قتيل عربي أو يزيد في أربعة أقطار عربية هي اليمن وسوريا والعراق وليبيا، فضلاً عن مئات البيوت التي هدمت والمؤسسات الحكومية التي دمرت، والتي احتاج بناؤها إلى عشرات السنين وإلى مئات الملايين من الدولارات، وكل ذلك في ظل أنظمة دكتاتورية لا تعترف بالمواطن وحقه في الاختيار.
وفي ظل هكذا أنظمة لا عجب ان تتعاظم قوة إسرائيل وأن يتهاوى حلم "الدولة الفلسطينية" في ظل انهيار عوامل القوة العربية، وأن تصبح "السلطة" في رام الله مجرد هيكل إداري مفلس يخضع ـ بالضرورة ـ للإرادة الإسرائيلية... خصوصاً وقد خرجت الأنظمة العربية من ميدان بناء دولها التي تفتقد الآن مقومات وجودها، بل ويندفع بعضها سراً أو علناً إلى عقد الاتفاقات مع الكيان الصهيوني بعدما سقط عامل الخوف من "الشعب" وغضبته، في ظل تحول بشائر الثورة الشعبية العربية إلى نذر متلاحقة بتفجر مسلسل من الحروب الأهلية بلا نهاية.
ولقد فقد "الاحتفال" بذكرى "النكبة" دلالاته، بعدما تعددت النكبات العربية من دون ان تكون إسرائيل بالضرورة هي السبب، بل لعل السبب الفعلي يكمن في عجز النظام العربي عن حماية الأرض التي يحكمها وأهلها، وغالباً بالحديد والنار... ثم إن معظم أهل النظام العربي منهمكون في حماية مواقعهم وأسباب تسلطهم على شعوبهم، وهي تشغلهم عن مواجهة "العدو الإسرائيلي"، وإن كان هذا العدو قد تحول إلى ذريعة لتأكيد العجز بتعظيم قوته الأسطورية ورمي تهمة التخاذل على "الآخرين" ممن يتآمرون على أشقائهم ويتناسون عدوهم أو ينسونه فعلاً.
أي فلسطين، والحديث عن تحريرها، بينما النظام في مصر، الذي ورث دولة سلطتها متهالكة ومجتمعها مدمر وهاوية الإفلاس تتهدد اقتصادها؟.. والعهد الجديد سيكون مشغولاً بهمومه الثقيلة لفترة طويلة، وهو يحتاج إلى أموال دول الخليج العربي بالقيادة السعودية، والأموال لا تعطى من خارج السياسة، والحاجة تذهب بالعنفوان وتبرر التسليم بالشروط المجحفة التي تسيء إلى الكرامة". ولكن الرغبة في شراء الوقت من أجل النهوض قد تبرر التساهل في ما هو "معنوي" من أجل ما هو "مادي"، وضروري من أجل تأمين الخبز والماء والكهرباء لعشرات الملايين!
أي فلسطين.. وسوريا غارقة في دمائها بنتيجة الحرب بل الحروب فيها وعليها، ينتشر جيشها على كامل أرضها ليواجه معارضات شتى بعضها سوري المنشأ وبعضها الآخر مستورد، ومن قبل كانت فلسطين عنوان بنائه، وهو قد خاض فيها ومن أجلها ثلاثة حروب كانت تتطلب أكثر من قدراته..
أي فلسطين والعراق الذي دمره الطغيان ومزقه الاحتلال الأميركي يعيش حالة من الحرب الأهلية في قلب الفتنة، يفصل مسعود البرازاني كُردَه في الشمال عن بقية أنحاء العراق تمهيداً لإقامة "دولته المستقلة" تحت الرعاية الأميركية ـ الإسرائيلية واحتضان شيوخ الخليج الذين لم يعرفوا "الدولة"، وإن كانوا حالياً يتحكمون بالدول ذات التاريخ في هذا الوطن العربي المهدد الآن في هويته فضلاً عن حلم توحده ولو بعد حين؟.
أي فلسطين ونيران الحرب الأهلية تجد من ينفخ لتأجيجها في "الدول" التي تحملت في الماضي عبء المواجهة مع العدو الإسرائيلي، بينما دولة الأردن تكاد تتحول إلى حليف رسمي لإسرائيل، فهي ـ عملياً ـ شريكة في قراراته السياسية والاقتصادية، ثم إنها توظفه كجسر عبور (مموه) إلى أقطار الخليج، فضلاً عن العلاقات المفتوحة بين أجهزة المخابرات... هذا قبل الحديث عن "التكامل الاقتصادي"، وآخر انجازاته صفقة الغاز والنفط التي عقدها مع إسرائيل بأرقام فلكية ولمدة مفتوحة.
أي فلسطين وأهم الدول العربية التي كانت الأقوى، والتي استطاعت ذات يوم ان تخوض الحرب، أكثر من مرة، مع هذا العدو القومي الذي يتبدى الآن وكأنه "السيد" في هذه المنطقة هائلة الأهمية، مشغولة بإعادة صياغة دولتها.. ثم إنها مرتهنة (وكذلك الأردن ومنظمة التحرير) لشروط معاهدة كمب ديفيد، وجيشها ممنوع من دخول سيناء لحمايتها كجزء من أرض الوطن المصري، في حين تحتضن "القاعدة" ووريثتها "الدولة الإسلامية" وتحت الرعاية الإسرائيلية مجموعة من العصابات المسلحة التي تشاغل قوات الأمن المصرية، سواء داخل سيناء، وفي داخل المدن المصرية، بالتفجيرات وعمليات تصيد رجال الأمن والجيش وبث الذعر، مفيدة من المناخ المرضي الذي نشره "الإخوان المسلمون" بعد إسقاطهم من سدة السلطة.
... وفي سيناء، وعبرها، أقيمت "الأنفاق" تحت شعار "إيصال السلاح إلى المناضلين في غزة"... لكن هذه الأنفاق سرعان ما تعددت وجوه الإفادة منها، فغدت مرتعاً لشبكات تهريب السلاح وسائر الممنوعات إلى داخل مصر... وهذا ما تسبب في الإساءة إلى العلاقة بين السلطة المصرية ومنظمة "حماس" التي اعتبرت ان إقفال الأنفاق خدمة لإسرائيل، خصوصاً وقد جاء قراره مباشرة بعد الحرب الإسرائيلية الخامسة على المقاومة في قطاع غزة.
وهكذا فإن غزة تعيش منذ شهور طويلة حالة حصار قاس، يمنع عنها مقومات الحياة، ويفرض على أهلها نوعاً من الإقامة الجبرية، ويوفر لإسرائيل فرصة ان تتقدم وكأنها منظمة للإغاثة والنجدة، فتفرج عن بعض الأموال، وتيسر حركة الغزاويين عبرها.

ها هي دولة العدو الإسرائيلي تدخل سنتها الثامنة والستين، في حين يكاد العرب ينسون فلسطين وهم غارقون كلٌ في همومه الثقيلة.
وآخر ما حرر هذه الحرب السعودية الظالمة على اليمن، والتي استخدم فيها "العهد الجديد" في الرياض آلته الحربية جميعاً لدك المدن والقرى والقصبات وخطوط المواصلات والثكن العسكرية في سائر أنحاء اليمن، شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، بعدما فرض عليها حصاراً بحرياً قاسياً. والتهمة ان إيران قد استولت على اليمن، وأنها تستخدم تنظيم "أنصار الله" كأداة للسيطرة"... وواضح ان اليمن ستكون بعد هذه الحرب أرض خراب، وهي التي بالكاد قد عرفت شيئاً من أسباب العمران، وابتنت جيشاً يُتهم الآن بالولاء للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
إن السعودية تحاول، بهذه الحرب، ان تقدم نفسها، كقوة إقليمية كبرى وحيدة في المنطقة العربية، نتيجة غياب مصر في غياهب ضعفها واحتياجاتها التي وجدت فيها السعودية، وسائر دول الخليج، الذريعة لفرض هيمنتها الناعمة على الدولة العربية الكبرى التي كانت الضمانة ومصدر الحماية والدعم بمختلف وجوهه للدول العربية في عصر ما قبل كمب ديفيد.
ومن يذهب إلى اليمن محارباً أهلها الفقراء لا تخطر بباله فلسطين، وإن وجد من يذكِّره بها فإنه سيلبي النداء فينفح سلطتها مدداً بالكاد يكفي لدفع رواتب موظفيها وأجهزتها الأمنية المحكومة بالقرار الإسرائيلي.

اننا محكومون بالأمل..

وستبقى فلسطين، هي عنوان العروبة، عنوان حالة العار والهوان التي يعيشها العرب في مشرق أرضهم كما في مغاربها.
ويشهد التاريخ ان مئتي سنة من الاجتياح الغربي تحت لواء الصليبيين لم تجعل العرب، والفلسطينيين منهم أساساً، ينسون أرض القداسة،.. وهم قد عادوا إلى الميدان فحرروها بكل مقدساتها.
ولن يطول غياب العرب عن عروبتهم التي تعطي وجودهم المعنى، وعنوان العروبة: فلسطين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نكبة فلسطين الذكرى 68 بعناوين عربية متعددة نكبة فلسطين الذكرى 68 بعناوين عربية متعددة



GMT 19:12 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 19:05 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 19:03 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 19:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 18:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 18:57 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 18:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الأفلام القصيرة في قرطاج!

GMT 18:52 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

توفيق الحكيم!

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib