إلى محمود درويش في حضرة الغياب
نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات إدارة بايدن تُحذر ترامب من كارثة إنسانية في غزة حال دخول قانون حظر الأونروا حيز النفاذ وزارة الخارجية السورية تدعو إلى رفع العقوبات بشكل كامل بعد زوال السبب الذي وجدت من أجله الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة الأسير يوسف الزيادنة في رفح بقطاع غزة وأعادتها إلى تل أبيب الإمارات تُدرج 19 فرداً وكياناً على قوائم الإرهاب المحلية وذلك لارتباطهم بتنظيم الإخوان المسلمين مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة جراء انفجار عبوة ناسفة شمال قطاع غزة
أخر الأخبار

إلى محمود درويش.. في حضرة الغياب

المغرب اليوم -

إلى محمود درويش في حضرة الغياب

بقلم : طلال سلمان

أيها الصديق، قاهر النسيان، المشع أملا في أفق الغياب،

استذكر، اليوم، كلمات وداعك الناضحة بالوجع: «اعرف انني لن أعود، ولا يحزنني الغياب. ولكن حطام احلامي ينتشر على طريقي فيوجعني ان أمشي عليه رحلتي الأخيرة، ومعي فلسطين...».

لقد اخترت موعد مغادرتك، فارتحت... أما نحن، الذين ننتظر، فنخجل من كوننا نعيش الهزيمة ألف مرة، في اليوم، من دون ان نستطيع لها مقاومة!

لم نعد نعرف أنفسنا، يا محمود، أضعنا الهوية عندما اضعنا القضية فضاعت الأمة مزقا مزقا. التهمت الطائفية الدين، والتهم الطغيان الشعب، والتهمت الهزيمة بالتحالف مع الدكتاتورية إرادة الأمة فصارت إسرائيل صديقا في بعض عواصمنا وحليفا في عواصم أخرى، وغاب المقاومون إلا قليلا، في لبنان..

أيها الذي لا يطويه الموت ويقيم في الوجدان شاهدا علينا، يحاسبنا فيجلدنا جميعا ليس عن تقصيرنا، فهذا خارج الحساب، بل عن خيانتنا التي هدرت نضال الأمة على امتداد أجيال، فضيعت ما كان قد تحقق على طريق التحرر والتحرير..

لقد قتلنا الحاضر بالماضي، يا محمود، وقتلنا المستقبل بالحاضر، فإذا نحن بلا هوية جامعة، وقتلنا القضية التي كانت مقدسة بالصراع بها وعليها من أجل السلطة في عواصم العز، فإذا نحن لا أحد..

كانت أهداف النضال تبدأ بفلسطين فتعبر العواصم، تخلع أنظمة العجز والهزيمة... فإذا نحن الآن نكاد نكون بلا دول: مصر مرتهنة برغيفها، وسوريا غارقة في دمها مدمرة عواصم التاريخ، والعراق يأخذه الفساد ببغداده وموصله وبصراه، إلى كانتونات طائفية مزروعة بالفتنة والجوع، والمملكة المذهبة تتصدى لبناء مستقبلنا بأمسها الغارق في العتمة، واليمن السعيد تمزقه غارات الطيران الشقيق الذي لم نعرف بوجوده الا عبر حطام صنعاء وتعز وحوض ومأرب وعدن التي لم تكن جنة في أي يوم.

محمود درويش: أيها الغائب المزروع في الوجدان لا يغادره فيعذبنا حتى الوجع، اعرف انك لم تنسَ يوما ذلك الفتى الأسمر في «مكتب الكفاح المسلح» على الحدود اللبنانية ـ السورية، الذي استقبلك وأخذ منك بطاقتك فتأملها مليا قبل ان يلتفت إليك فينبر بلهجة تنضح غضباً: محمود درويش.. الشاعر؟!

فلما اجبت مغتبطاً: نعم!. بادرك على الفور: أنت خائن!

ومن قلب شعورك بالإحباط قلت له: أنا؟. الله يسامحك.

حاولت ان اتدخل فقمعني بحدة، وعاد يخاطبك، فقال: الله لا يسامحك.. نحن نموت من اجل ان نفوت إلى فلسطين، وأنت تغادرها لتعيش خارجها.. كيف يمكن ان تسمي هذه الفعلة الا باسمها الصريح؟!

رأيت فيك، عندها، محمود درويش الآخر، الذي يسكنه الشعور بالذنب... وطلبت إليه ان يسمعك فقد يجد لك العذر.. وبعد تردد خرج من وراء حاجزه الخشبي فجاء يشاركنا الجلوس على «البنك» وهو يقول ساخراً: تفضل! ماذا يمكنك ان تقول؟ بماذا يمكن ان تبرر فعلتك؟!

واندفعت، يا محمود، تروي له بصوت راجف «اعترافك».. قلت:

ـ كانت حياتي في الداخل قد غدت بلا معنى. فكل يوم عليّ ان أمر على شرطة الاحتلال، وبين الحين والآخر قد يسجنونني يوما او ثلاثة أيام أو اسبوعاً... صار ذلك «روتينا»، لا تستطيع ان تسميها مقاومة، حتى لو كانت رفضا للاحتلال.. واحسست انني انضب لم اعد املك ما أقوله.. وكدت اختنق، وتهاوى ادعائي انني بذلك انما اقاوم الاحتلال. وهكذا خرجت بأمل ان استمد من المحيط العربي ما يجدد فيّ الأمل.. ان ارفع راية قضيتي المقدسة، ان اخدم فلسطين الأمة بسلاحي الوحيد الذي املك: شعري..

ولقد استمع إليك ذاك المقاتل بصبر.. فلما انتهيت قال لك بنبرة يختلط فيها الغضب بشيء من خيبة الامل: لقد خرجت الآن من أرضنا المقدسة التي نقاتل ونستشهد من أجل العودة إليها. هذا قرارك، ولكنني لن اغفر لك.. هيا اكمل طريقك، مع السلامة!

المحزن، يا محمود، ان هذا المقاتل ربما كان بين الذين عادوا إلى «الداخل»، بموجب اتفاق أوسلو.. وربما كان الآن شرطياً للسلطة!

والمحزن أكثر اننا نسمع شعرك وكأنه البديل من فلسطين وليس الدليل إليها.. هي التي ضاعت في غياهب التيه العربي الذي ذهب بـ «دول الطوق»، بل لعله ذهب بالدول العربية جميعا، التي تقتتل في ما بينها وتقتل رعاياها مع «القضية» وعلى حسابها..

لا وقت للشعر الآن.. الوقت للقتل: قتل الاخوة، قتل الأوطان، قتل الدين، قتل الهوية، قتل الأمل، بل قتل الأحلام.

هنيئا لك انك غادرت... وعلينا ان نخترع الأمل، كما قال صديقنا سعدالله ونوس وسلام عليكما حيث انتما، بعيداً عن واقعنا الذي صار مسلسلاً من الكوابيس الذاهبة بهويتنا والاسماء الحسنى جميعاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى محمود درويش في حضرة الغياب إلى محمود درويش في حضرة الغياب



GMT 00:27 2022 السبت ,23 إبريل / نيسان

في وداع لبنان

GMT 09:30 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

كيف الخلاص من .. الشيكل ؟

GMT 03:30 2017 الإثنين ,10 تموز / يوليو

عن العرب المحاصرين بحرب النفط والغاز

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة توتنهام ضد ليفربول في الدوري الإنكليزي

GMT 21:17 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 02:19 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يواصل نزيف النقاط بالتعادل مع ديبورتيفو ألافيس

GMT 17:49 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

بشرى بوشارب تُعلن عن رواية "المهاجرة" في القاهرة

GMT 22:17 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد لاستخدام العشب الصناعي في حديقة منزلك

GMT 17:54 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

سون هيونغ مين يفوز بجائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي

GMT 15:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

آن هاثاواي تفتخر برشاقتها بعد الولادة في فستان أسود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib