مصر تتصدر العرب فى الحرب على الفتنة المصنعة
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

مصر تتصدر العرب فى الحرب على الفتنة.. المصنعة!

المغرب اليوم -

مصر تتصدر العرب فى الحرب على الفتنة المصنعة

بقلم : طلال سلمان

هى الفتنة: أخطر أسلحة الدمار الشامل، ضد الأمة العربية، طائفة طائفة، عرقا عرقا، بلدا بلدا، من المحيط إلى الخليج وبالعكس.

والفتنة أخطر أشكال الحروب الأهلية وأشدها تدميرا: إنها تدمر الأخوة ووحدة المصير، تغتال الأوطان، تقتل الدين وتنشر الفرقة وتسمم المناخ العام.

ولقد وجدت الفتنة من يشعل نارها بداية فى العراق، مع اجتياح القوات الأمريكية له، فى مثل هذه الأيام من العام 2003، حين قرر الاحتلال ــ وبقصد مقصود ــ أن يسلم الطاغية صدام حسيين إلى الشيعة، الذين كانوا قد عانوا من ظلمه وتجبره واتخذهم معبرا فى الذهاب إلى إيران ثم فى العودة منها، وبعد ذلك فى العبور إلى الكويت وعودته فى ظلال الهزيمة وانسحاق الجيش فيها.

ومع تفجر الأوضاع فى سوريا، لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى وسياسية من بعد، حاولت جهات كثيرة، عربية بالأساس، ومنها تركيا أن تحولها إلى فتنة طائفية، تحت عنوان «انتفاضة السنة ضد الحكم العلوى»، خصوصا وأن إيران اندفعت تسابق روسيا على مساندة النظام، يتقدمها «حزب الله» اللبنانى.

وكان طبيعيا أن تطاول ألسنة النار لبنان بوضعه الهش، وهو الخارج من حرب أهلية ــ عربية ــ دولية امتدت لأكثر من خمسة عشر عاما وتركت جراحا غائرة فى هذا الوطن الصغير الذى تتسع مساحته الضيقة لأكثر من خمس عشرة طائفة، بعضها جاءته لاجئة من العراق ــ الفتنة (الكلدان) وبعضهم من أقباط مصر (فى الستينيات) وبعضهم من أثرياء سوريا (مسيحيين ومسلمين) بعد عمليات التأميم فى أيام دولة الوحدة.

وفى السنوات الأخيرة، تم تحويل الصراع السياسى فى اليمن إلى فتنة طائفية حين تدخلت السعودية عسكريا لمساعدة «الشوافع» من السنة، بينما اتهمت إيران بمساندة «الزيود»، بمذهبهم الذى يعتبر الأقرب إلى الشيعة. 

كذلك تم تزوير طبيعة الصراع بين الحكم الملكى فى البحرين والمعارضة التى صنفت «شيعية» مع أنها كانت تضم طلائع متقدمة من شباب هذه الجزيرة التى يختلط فى شعبها السنة والشيعة بالمصاهرة وصلات الرحم وأفكار التقدم حتى لتمحى الفروق المذهبية.
***
ولطالما شهدت مصر، لاسيما عند محطات مفصلية، محاولات لإثارة الفتنة بين أبنائها الذين كانوا ابناءها على امتداد تاريخها.. ولكنها كانت دائما أقوى من الفتنة بوحدتها الوطنية التى أكدت صلابتها دائما، وها هى تجدد التزامها بموجباتها بعد تفجير الكنيستين فى طنطا والإسكندرية.. خصوصا وأنها شهدت، عبر تاريخها، موجات ومحاولات متعددة لإثارة الفتنة، وهى التى عرفت أنماطا متعددة من التدخل الاستعمارى فى شئونها الداخلية منذ حملة نابليون فى نهاية القرن الثامن عشر وحتى ثورة 23 يوليو (تموز) 1952.
وليست مبالغة أن الوطن العربى، بمختلف أقطاره، يعيش أخطر مرحلة فى تاريخه الطويل، سياسيا واجتماعيا، وأكثرها دموية، نتيجة ضرب السياسة بالفتنة وتحويل الصراع السياسى إلى مشاريع اقتتال أهلى، طائفى كما فى المشرق العربى وصولا إلى مصر، قبلية وجهوية كما فى ليبيا، وعرقية أو «قومية» ــ عرب وبربر ــ كما فى الجزائر.

لقد ضربت الحركة القومية ــ التقدمية التى احتلت المسرح السياسى مبشرة بمستقبل أفضل فى الثلاثينيات والأربعينيات وحتى السبعينيات من القرن الماضى، وهى هى التى كانت العاصم من الفتنة، خصوصا وأنها قادت النضال الوطنى ضد الاستعمار الأجنبى (الفرنسى فى لبنان وسوريا، والمغرب العربى بأقطاره تونس والجزائر والمغرب، والإيطالى مع البريطانى والفرنسى فى ليبيا).

ولم تكن مصادفة أن يقود مسيحى أرثوذكسى لبنانى (أنطون سعادة) الحزب السورى القومى الاجتماعى فى لبنان وسوريا وفلسطين، وأن يبشر مسيحى أرثوذكسى سورى (ميشال عفلق) بحزب البعث العربى الاشتراكى بشعار الوحدة، ثم أن يبشر مسيحى أرثوذكسى فلسطينى (الدكتور جورج حبش) بالعروبة (حركة القوميين العرب).

وكان المسيحيون فى مصر قد شاركوا فى قيادة ثورة 1919 فى مصر، واحتل بعضهم مناصب قيادية فى حزب الوفد بقيادة سعد زغلول..

ليست هذه صفحات مقتطعة من تاريخ هذه الأرض بأهلها الذين كانوا أهلها على امتداد ماضيها وحاضرهم، وبرغم التركة الثقيلة للحقبة الاستعمارية الطويلة التى بدأت مع الحروب الصليبية واحتدت عبر السلطنة العثمانية حتى الحرب العالمية الأولى ليحل محلها البريطانيون أساسا ومعهم الفرنسيون فى سوريا ولبنان.. وهى المرحلة التى شهدت التأسيس للكيان الصهيونى فى فلسطين.

وطبيعى أن تهز الضربتان الاجراميتان اللتان استهدفتا الكنيستين فى كل من مدينتى طنطا والإسكندرية الشعب المصرى، بل والعرب جميعا، خصوصا وأن ثلاثا بل أربعا من الدول العربية تعيش فى ظلال الفتنة الطائفية، بين المسلمين والمسلمين، أساسا، مع مخاطر الاستثمار فى فتنة إسلامية ــ مسيحية جديدة فى مصر.

أخطر ما فى هذا الواقع أن بعض الفتن التى تضرب المشرق العربى، من اليمن حتى سوريا، إنما تغذيها أنظمة عربية مذهبة ليس فى نهجها السياسى ما يشد الجمهور العربى لذلك تعمد إلى محاولة إثارة الفتنة، بين السنة والشيعة أساسا، كما فى العراق، أو بين السنة والعلويين، كما فى سوريا، أو بين الزيود والشوافع كما فى اليمن.'

بعض هذه الدول العربية تتواطأ مع تركيا أردوغان، الطامح إلى استعادة أمجاد سلاطين بنى عثمان، والذى يحتل عسكره بعض أنحاء الشمال العراقى بالتواطؤ مع الملا البرازانى، والذى لا يتعب من محاولة احتلال بعض المناطق فى الشمال السورى للمساومة عليها مع الروس، فضلا عن النظام فى دمشق، وبذريعة طائفية بل مذهبية فاقعة.
***
أخطر ما فى الواقع العربى أن الأنظمة قد تجرأت على شعوبها باستخدام الإقليمية أو الكيانية لتموه الطائفية والمذهبية، فتقضى بذلك ليس فقط على المشاعر الوطنية بل ولتسفه أيضا القول بالعروبة بوصفها الرابط القومى، بل المصيرى بين العرب، مشرقا ومغربا.
إن ضرب الكنيستين فى كل من طنطا والإسكندرية بمصر قد هز أمة العرب فى مشرقها والمغرب بقدر ما هزها اجتياح «داعش» لبعض أنحاء العراق وصولا إلى الموصل التى يسعى جيشها الآن لتحريرها، ولو بكلفة عالية، وكذلك بقدر ما تهزها مأساة سوريا عبر الحرب فيها وعليها والتى يحاول السفاحون تصويرها حربا طائفية، وبقدر ما تهزها ضربات التفجير التى تستهدف إثارة الفتنة فى لبنان، فضلا عن الحرب ــ الفتنة التى يديرها السعوديون ومن معهم ضد شعب اليمن تحت الشعار المذهبى.

إن المطلوب فى هذه الأقطار جميعها إثارة الفتنة الطائفية التى يمكن لنارها أن تلتهم العروبة والوطنية والدين وتحول الشعب الواحد إلى طوائف ومذاهب مقتتلة إلى يوم الدين.

إن المطلوب ضرب الهوية الجامعة لكل شعب من شعوب هذه المنطقة التى طالما وحدتها، فى ماضيها كما فى حاضرها، العروبة، بما هى رابطة جامعة تعلو على الدين من دون أن تلغيه، وتتجاوز الطائفيات والمذهبيات بما هى عودة إلى الأصل، أى إلى التاريخ والجغرافيا، إلى الحاضر بكل اشكالاته تطلعا إلى مستقبل الاستقلال الحقيقى والسيادة الفعلية بعيدا عن مناطق النفوذ الأجنبى والذى يمكن اعتبار إسرائيل العنوان الحقيقى للمستقبل الذى يراد أن «يعتقل» العرب فيه، كأسرى حرب.
إن الفتنة أخطر ما يهدد المستقبل العربى فى مختلف الأقطار التى تكاد تفقد هويتها الجامعة.'

ودور مصر أساسى فى وأد الفتنة وحماية المستقبل العربى، خصوصا وأقطار المشرق، من اليمن حتى الشاطئ اللبنانى، مرورا بالعراق وسوريا، غارقة فى دماء أبنائها تتطلع إلى مصر بوحدتها الوطنية الصلبة، لتكون الرائدة فى ضرب الفتنة وحماية النسيج الوطني ــ القومى للأرض العربية بكاملها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر تتصدر العرب فى الحرب على الفتنة المصنعة مصر تتصدر العرب فى الحرب على الفتنة المصنعة



GMT 00:27 2022 السبت ,23 إبريل / نيسان

في وداع لبنان

GMT 09:30 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

كيف الخلاص من .. الشيكل ؟

GMT 03:30 2017 الإثنين ,10 تموز / يوليو

عن العرب المحاصرين بحرب النفط والغاز

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib