عماد الدين أديب
سؤال طرحه علماء السياسة والاقتصاد والاجتماع السياسى منذ مئات السنين، محاولين فهم كيف يولد الفساد بهدف إمكانية مكافحته.
الفساد هو -ببساطة- الحصول على شىء مادى بطرق غير مشروعة أو الحصول على مكسب مادى غير مستحق!
والفساد هو عمل غير أخلاقى وغير قانونى فيه طمع وجشع لتحقيق مكاسب غير مشروعة.
ومن وسائل شراء الذمم لتحقيق الفساد استخدام المال والنساء والمخدرات والعطايا والمنح أو المناصب بهدف التأثير على الآخر.
والفساد يحتاج إلى طرفين على الأقل كى يتم إنجازه، طرف يتقدم برشوة، والآخر يقبلها (أى راشٍ ومرتشٍ).
وفى هذا الزمن تكون تركيبة الفساد ثلاثية، أى: راشٍ، ومرتشٍ، ووسيط.
وأصبحت وظيفة الوسيط فى عملية الرشوة مهنة ذات أهمية كبرى فى المجتمعات المالية والاقتصادية.
وهناك -للأسف- حالة خلط كبيرة بين «السمسار» القانونى فى حالات «البيزنس» وبين حالة وسيط الفساد.
فالأول يعمل تحت سقف القانون، والثانى يخرق القانون ويتحايل عليه.
وخير وسيلة للقضاء على الفساد أو الحد منه اتباع منهج الشفافية تحت سقف القانون، بحيث لا يكون هناك مجال للوسطاء أو الصفقات التى تتم فى جنح الظلام.
مجتمع الشفافية والفرص المتساوية والعدل فى المعاملات يجعل الجميع سواسية أمام أى «بيزنس» له علاقة بالملكية العامة.
إن تداخل المال الخاص فى التعامل مع ما هو مملوك للمجتمع يفتح دائماً أبواب الشيطان، ويجعل الفساد أسلوب الإنجاز الوحيد الممكن والمتاح.