بقلم :عماد الدين أديب
قبل أن نتحدث عن الذين يتآمرون علينا من خارج الوطن، تعالوا نتصارح بشجاعة ونتحدث عن الذين يتآمرون ضد أبناء وطنهم.
حديثى اليوم ليس عن الإرهاب أو السياسة أو جماعات حقوق الإنسان، ولكن عن فريق أكثر خطورة يحارب شعب مصر الصبور فى صميم مصالحه الحياتية.
منذ أيام والصحف تنشر أخباراً عن حملات تقوم بها مباحث التموين وهيئة الرقابة على السلع التموينية.
ويصاب المرء بذعر حقيقى حينما يعرف محتويات المضبوطات.
تعالوا نستعرض بعضاً مما جاء فى هذه المضبوطات.
أطنان من الدجاج الفاسد المنتهى الصلاحية، أطنان من معجون قمر الدين المصنوع من عجين ضد الاستخدام الآدمى، أرز مسوس، دقيق فاسد، أدوية علاج كبد مغشوشة ومضرة بالصحة، لحوم كلاب وقطط، لحوم مذبوحة دون مراعاة الشروط الصحية، جبن أبيض داخله حشرات.
فى الوقت ذاته تم بالصدفة اكتشاف أسلحة فى مخازن بعض التجار منها مدافع رشاشة كلاشينكوف، ومدافع جرينوف، وقاذفات «آر. بى. جى» وعدة مخازن وورش لصناعة السيوف و«السنج» والمطاوى.
يا قوم أين ذمم الناس؟
هل هكذا نستعد لشهر رمضان المبارك؟
هل يكون الاحتفال بالشهر الفضيل بغش الطعام وتقديم المواد الفاسدة وتهريب السلاح وصناعة المطاوى؟
إن انهيار النظام الأخلاقى والمعيار القيمى لكثير من شرائح المجتمع هو أكثر ما يقلقنى هذه الأيام، وفى رأيى المتواضع أنه أكثر خطورة من أى شكل من أشكال الإرهاب.
إن الذى قرر أن يبيع ضميره ويغش الناس حتى لو أدى ذلك إلى إصابتهم بالتسمم أو بالكبد الوبائى، هو عينة مخيفة من البشر؛ لأنها فقدت أى رادع أخلاقى ودينى، وأصبحت على استعداد على أن تفعل أى شىء مقابل أى ثمن.
والذين يستقبلون رمضان أسوأ استقبال، نذكرهم بقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام: «مَنْ غشَّنا فليس منَّا».