بقلم - عماد الدين أديب
إذا استمر بعضنا يرى أن «كله زفت»، ولا أمل فى أى شىء، ويشكك فى نوايا كل مسئول، ويراهن على فشل أى مشروع، ويطعن فى نزاهة كل صاحب قرار، ويسب ويقذف كل صاحب رأى مؤيد أو مخالف، فإننا نكون قد حكمنا على أنفسنا جميعاً «بالانتحار الجماعى المجانى»، دون أى منطق أو سبب.
إننا الآن على أعتاب شهر يناير جديد، وبذلك نكون قد أنهينا 7 سنوات على يناير 2011، بحلوه ومره، بإنجازاته وإخفاقاته، بأبطاله وخونته، بإيجابياته وسلبياته، بخيره وشره.
الشىء الوحيد المؤكد فى تلك التجربة هو أن العقل السياسى الجمعى للمصريين حينما تمرد انتقل من ثورة الفكر إلى فوضى التفكير، وانتهى به الأمر إلى حالة من العدمية والعبثية السوداء.
من حقك أن تخالف وتختلف، ومن حقك أن ترفض وتثور، وأن تؤيد وأن تعارض، وأن تعطى صوتك لهذا أو لذاك أو تحجب الصوت، من حقك كل شىء وأى شىء ما دام تحت مظلة القانون والدولة الوطنية.
اختلف مع أى نظام، وكل نظام كما شئت، لكن كن مشاركاً إيجابياً فى طرح فكرتك، اطرح حلولاً، اطرح بدائل، ولا تكتفِ بالرفض والثورة والسباب والقذف واليأس والتيئيس.
نحن أحوج ما يكون إلى طاقة إيجابية مجددة متطورة إبداعية تقوم بتحصين العقل ضد الجنون والخرافات والأفكار الظلامية، ومحاولات الشراء من الخارج.
نحن بحاجة إلى فكر إبداعى لا يكتفى بتحديد المشكلة، لكن يفكر بطريقة خلاقة فى البحث خارج الصندوق عن رؤى جديدة متوافقة مع أحدث ما وصل إليه الفكر الإنسانى للدول المحترمة المتقدمة.
نحن بحاجة إلى أن نفكر بطريقة جديدة تماماً.