عماد الدين أديب
أكثر طرف متضرر سياسيا وأمنيا من احتمال سقوط نظام الدكتور بشار الأسد، هو حزب الله اللبناني.
هذا الحزب، قام في تأسيسه وميلاده وتدريبه وتسليحه وتمويله عبر قناة رئيسية أساسية هي سوريا والنظام الأمني السوري.
وإذا كانت «قم» هي المرجعية الدينية لحزب الله، فإن دمشق هي المرجعية السياسية والأمنية للحزب.
وفي لقاء لي مع سماحة السيد حسن نصر الله عام 2004، أكد لي أن كل قطعة سلاح وقطعة ذخيرة تأتي برقم مسلسل عبر الحدود من إيران بواسطة سوريا وهي التي تقوم بعمليات التسليم والتسلم لهذا السلاح.
ويقال أيضا إن جزءا كبيرا من التمويل يأتي عبر القناة السورية.
هذه العلاقة الارتباطية بين دمشق وآل الأسد من ناحية وحزب الله وقيادته من ناحية أخرى، تدخل في مثلث مع القيادة الروحية السياسية للمرشد الأعلى والحرس الثوري الإيراني من ناحية ثالثة.
دمشق، الحزب، طهران، مثلث يهدده عقد الانفراط في حال سقوط الأسد ونظامه.
من هنا، يصبح على المراقب المحايد للأحداث أن يطرح الأسئلة التالية:
1- ما موقف حزب الله السياسي من الأوضاع السياسية الجديدة والقوى السياسية الصاعدة في دمشق عقب سقوط الأسد؟
2 - ما دور وتوجهات حزب الله داخل المعادلة السياسية اللبنانية عقب سقوط النظام السوري؟
3 - ما قاعدة الدعم اللوجيستية، وما الظهير الجغرافي الأمني لقوات حزب الله في حال نشوب قتال بين رجال الحزب وإسرائيل؟
4 - ما حقيقة نقل صواريخ روسية وكورية شمالية وصينية أرض - أرض متوسطة وبعيدة المدى من سوريا إلى أماكن تخزين ومنصات إطلاق في جنوب لبنان؟
5 - ما حقيقة نقل رؤوس كيماوية من قبل مخازن الجيش السوري إلى مخازن حزب الله في لبنان؟
هذه الأسئلة تفرض نفسها بقوة على عقل أي طرف من الأطراف المتأثرة سلبا أو إيجابا بالملف السوري.
إن الذي يعرف «العقل التجاري» للاعب الإيراني والحسابات الدقيقة لقيادة حزب الله، لا يمكن أن يتخيل استمرار الرهان الفاشل على نظام الأسد.
وقد يكون كلامي مفاجئا إذا توقعت أن الشهور القليلة المقبلة قد تشهد تحولا نوعيا من قبل حزب الله من استمرار الدعم لنظام الأسد، وذلك بناء على الموقف الإيراني من ناحية وبناء على نتائج العمليات العسكرية على الأرض.
نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"