عماد الدين أديب
العام الذي ينتهي اليوم، ويلفظ أنفاسه الأخيرة، هو واحد من أسوأ أعوام العالم العربي من ناحية العمل العربي الجماعي.
هذا العام، هو عام فشل النظام العربي على الحركة والحسم والتصدي للمشكلات.
وما زلت أعتقد أن النظام الداخلي لجامعة الدول العربية القائم على مبدأ الإجماع وليس الأغلبية في التصويت هو عائق حقيقي تجاه تحقيق إرادة عربية حقيقية في فرض التحالف الإقليمي العربي إزاء أي دولة عضو أو أي مسألة إقليمية أو دولية.
نحن ما زلنا نعيش على قواعد نظام عقيم لا معنى لاستمراره بالأسلوب والطريقة البالية العتيقة التي يجب التخلص منها.
إن إصلاح العمل الجماعي العربي لم يعد أمرا من أمور الرفاهية الفكرية أو من تلك القضايا التي تتشدق بها النخبة المثقفة في عالمنا العربي.
إصلاح العمل الجماعي العربي، بدءا من منظمة الجامعة العربية، أصبح قضية حياة أو موت.
ولا يمكن لنا كلما اختلفنا مع نظام عربي قمنا بتجميد عضويته، مثلما حدث مع مصر وليبيا وسوريا.
نحن نريد من نختلف معهم داخل الجامعة ولكن تحت إرادة وانصياع للإرادة العربية من خلال تعهد بقبول تلك الإرادة بواسطة عملية اقتراع قائم على الأغلبية.
إن أفضل شيء يحدث لنظام مارق يتحدى إرادة شعبه وأمته العربية هو تجميد العضوية لأنه في هذه الحالة أصبح خارج مظلة التأثير والتأثر بالإرادة العربية.
استمر القذافي في حربه الأهلية وفي عمليات التصعيد الدموي ضد المدنيين العزل وهو خارج الجامعة.
ويستمر نظام الأسد في تحديه المطلق للعالم كله ومقعده في جامعة الدول العربية خال من التمثيل القانوني لبلاده.
وكأننا نعطي تأشيرة قتل بلا محاسبة للنظام العربي الذي نجمد عضويته.
إن إصلاح جامعة الدول العربية لا يحتاج لخبراء ونصوص وجلسات شبيهة بتلك التي عقدت في مصر لمناقشة الدستور المصري، إننا فقط بحاجة إلى الاطلاع على لوائح وأنظمة منظمات إقليمية محترمة مثل منظمة دول الاتحاد الأوروبي، أو مجموعة دول الآسيان، أو دول «النافتا» أو حتى منظمة الوحدة الأفريقية التي وصلت إلى مراحل متقدمة من أساليب المراجعة والمحاسبة لسلوك أعضائها ومراجعة تصرفاتهم.
المنطقة مقبلة على صراعات وحروب أهلية وإقليمية ولا يمكن مواجهتها دون إصلاح الجامعة.