عماد الدين أديب
نحن شىء مذهل لا سابقة له فى تاريخ البشرية.
لسنا أول دولة فى العالم تفقد طائرة مدنية، لكننا أكثر بلد فى العالم لدينا القدرة على التكهن وإطلاق الشائعات وكأنها حقائق مؤكدة.
الجميع، بعد دقائق من إعلان فقدان طائرة مصر للطيران الرحلة 804 الآتية من مطار شارل ديجول إلى مطار القاهرة، أصبح «جنرالاً» فى شئون الطيران.
الجميع يفتى ويحلل وكأنه أعظم خبير فنى يفهم بدقة العمل الميكانيكى فى طائرات الإيرباص.
كل الاحتمالات تكون مفتوحة فى حال سقوط طائرة بدءاً من العطل الفنى إلى خلل فى القيادة حتى وجود عمل إرهابى، لا يستطيع أحد أن يجزم قبل حدوث 3 أشياء:
1- وجود حطام الطائرة.
2- وجود الصندوق الأسود.
3- التحليل الجنائى لكل ما يعثر عليه من بقايا الطائرة والركاب.
هناك أيضاً جانب التحقيقات الأمنية التى ستقوم بها السلطات الفرنسية وهى جهة الأمن للدولة التى غادرت منها الطائرة إلى القاهرة.
سيتم بالتأكيد الكشف على هويات الركاب من كل الجنسيات والعودة إلى صور الأشعة للحقائب وكل ما تم شحنه فى الطائرة.
قبل حدوث ذلك لا يمكن لوزير الطيران المصرى، ولا أى وزير طيران فى العالم، عقب حدوث الحادث بأقل من عشر ساعات، إعطاء إجابات قاطعة فى أسباب سقوط الطائرة.
إننى أشفق على وزير الطيران المصرى الذى عانى من أسئلة الإعلام فى مؤتمره الصحفى لأن الجميع يريد منه إجابات قاطعة ونهائية لواقعة لا توجد لديه أى حقائق مؤكدة عنها يستطيع الحديث فيها.
إننى أتعجب من حالة اللاعقل واللامنطق التى تسيطر علينا فى حال حدوث كارثة الطيران.
إنه جنون مطبق وحالة من الهستيريا فى حادث إنسانى مروع يحتاج من الجميع أكبر قدر من التعامل بضبط النفس وأكبر قدر من المسئولية.
إنه شىء مخجل.