بقلم : عماد الدين أديب
هل يمكن الثقة فى وعود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب؟
سؤال مهم يتعين طرحه بقوة الآن والإجابة عنه بكل موضوعية وصراحة، لأن كثيراً من زعامات المنطقة تراهن على وعوده، وما زالت تتوقع استمراره فى الحكم، رغم الأزمات المتصاعدة من الكونجرس والإعلام والرأى العام عليه.
وأفضل وسيلة للإجابة عن هذا السؤال هى مقارنة وعود «ترامب» الانتخابية أثناء حملة الرئاسة فى العام الماضى، ومدى التزامه بها منذ أن تولى الحكم فى 20 يناير الماضى.
توعد «ترامب» الصين بقواعد جديدة صارمة فى علاقتها التجارية، ثم أعلن عقب لقائه مع الرئيس الصينى أنهما على وفاق عظيم وتفاهم كبير.
هدّد «ترامب» دول «نافتا» أى كندا والمكسيك، بإنهاء العلاقة التجارية وتجميد الاتفاقية لأنها -حسب قوله- مجحفة فى حق المصالح الأمريكية، ثم أعلن عقب محادثاته مع زعماء كندا والمكسيك استمرار الاتفاقية.
ووعد إسرائيل بنقل السفارة فى أول أسبوع من توليه الرئاسة، من تل أبيب إلى القدس، ثم تراجع عن الموضوع.
وتعهد بإلغاء الاتفاق النووى الذى شاركت فيه بلاده مع إيران، والآن يناقش مدى التزام «طهران» بالاتفاق، تمهيداً للتصديق والتمديد له!
وفى رأيى أن وعود «ترامب»، سواء للجانب القطرى أو الجانب السعودى فى أزمة الخليج، لا يمكن الاعتماد عليها فى بناء تقديرات سليمة ودقيقة للمستقبل القريب.
إن سياسة «ترامب» الشعبوية التى تقوم على إعطاء كل طرف ما يريد وإسماع كل جانب ما يحب واستخدام «التهديد الكلامى» كأداة ترهيب لا تصاحبها أى قوى مصاحبة، تُفقد الرئيس الأمريكى مكانته وتضعف الثقة فى السيادة الأمريكية لإدارة شئون العالم.
الشىء الوحيد الذى صدق فيه «ترامب» هو موقفه من الاتفاقية الدولية للبيئة التى أعلن انسحابه منها منذ 3 أسابيع، وعاد أمس أثناء زيارته إلى باريس يتحدث عن إمكانية التراجع عن قراره!!