بقلم - عماد الدين أديب
حينما كتبت مقالى أمس بعنوان «نحن قتلة» (الجزء الأول) لم أكن قد عرفت بجريمة محاولة تشويه عم صلاح الموجى، ذلك البطل الذى نُزعت منه سمعته وبطولته باتهامه بأنه مسجّل خطر.
ولم يسأل أحد من الذين انساقوا خلف القطيع فى السخرية منه والتهجّم عليه فى وسائل التواصل الاجتماعى هو مسجل خطر ضد من؟ ضدنا أم ضد الإرهاب التكفيرى؟
وفى ذات اليوم شيّعنا جنازة الأستاذ إبراهيم نافع، نقيبنا الأسبق، ورئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير «الأهرام»، بعدما عاش 7 سنوات فى المنفى، بعد «ظلم وجبروت تحالف من الإخوان والثوار المخدرين» للثأر مما سمّوه النظام القديم، وكأنهم هبطوا على الأرض فى يناير 2011، ولم يكونوا قبل ذلك شركاء فى هذا الوطن، وهذا العهد.
الجميع بمنطق العدمية والشك هو فاسد ولص وقاتل ومتآمر، ولم يستدل بعد على رجل واحد ولا على امرأة شريفة، ولا حزب وطنى، ولا جهة غير متآمرة.
هذا الجنون العدمى الهيستيرى الشكّاك، المكذب، الغاضب، الرافض، العبثى، الفاقد للمعقولية، صاحب ذاكرة السمكة وضمير البعوضة، والمتحجر القلب، المريض المزمن فى نفسيته، هو آفة الآفات، وخطر الأخطار الذى يهدد أى جهود مخلصة لإصلاح البلاد والعباد.
إن هذا النوع من البشر مضاد وغير قابل للقبول أو الاقتناع بأن هناك شيئاً جاداً يحدث فى هذا الوطن.
مهما بنيتم من حجر عظيم، فإن ذلك لن يلقى أى أثر إيجابى فى ظل نفسِ مريضٍ.
أنقذوا الإنسان المصرى من جنون هيستيريا ما بعد الثورات، وإلا سوف نظل ندفع فاتورة لا نهائية من الانتحار الجماعى.