أيهما أفضل فى الحكم.. أن يكون الرئيس فى أى دولة صاحب سلطة مطلقة تماماً أو سلطة مقيدة تماماً؟
السلطة المطلقة تماماً تؤدى بأصحابها إلى الاستبداد الكامل فى الحكم.
وكما يقولون «السلطة المطلقة مَفسدة مطلقة».
فساد الشىء يحدث لأنه لا يوجد ما يحافظ عليه من الفساد.
والذين استبدوا فى التاريخ كانت نهايتهم مأساوية.
وصل هتلر إلى الحكم عن طريق انتخابات ولكنه استبد بالسلطة واعتقد أنه يحكم بمباركة من عند الله، وأنه يملك الأرض، كل الأرض، ومَن عليها، كل من عليها!
صدام حسين كانت نهايته تراجيدية، فقد أنهى حكمه بحرب مع إيران، وغزو من الأمريكان وتمت محاكمته وإعدامه شنقاً ليلة عيد الأضحى.
معمر القذافى تصرف على أنه صاحب النظرية الثالثة فى الحكم وملك ملوك أفريقيا، وقائد ثورة عالمية، فانتهى به الأمر أن اختبأ فى ماسورة وتم التمثيل به بشكل وحشى غير إنسانى.
أما أصحاب السلطة المقيدة تماماً فقد وصلوا إلى طريق مسدود.
الحاكم يريد المساحة التى تهيئ له السلطة لإنجاز سلس دون بيروقراطية السلطة ومناصب التشريع وقيود القضاء.
ولهذا نجح لى كوان فى سنغافورة ومهاتير فى ماليزيا و«لولا» فى البرازيل والشيخ محمد بن راشد فى دبى.
سلطة الإنجاز العظيم هى التى بررت لهؤلاء تجاوز قيود السلطة.
أفضل أنواع السلطة، ليست المطلقة، وليست المقيدة تماماً، ولكن السلطة المتوازنة التى تتوحد بها سلطة الرئيس مع قيود للرقابة بالتشريع.
سلطة الرقابة بالتشريع تؤدى إلى منع فساد الرئيس فى سلطاته ولكن أيضاً دون تجميد حركته، ولا تعطيل سلطة الإنجاز لديه.
منذ أيام شاهدنا قيام قاض فيدرالى فى ولاية واشنطن (ليست العاصمة) بتجميد قرار الرئيس دونالد ترامب بمنع دخول المهاجرين من 7 دول إسلامية.
هنا سلطة القضاء صدت أى جموح أو خروج للرئيس عن قواعد المنطق والعدالة.
إدارة ترامب والبيت الأبيض سوف تستأنف وتطعن فى هذا القرار، وقد تفوز، الأهم فى تلك التجربة أن ترامب أيقن بالتجربة أن سلطته ليست المطلقة إذ هناك دور مهم للقضاء فى نظام أى حكم!
المصدر: جريدة الوطن