بقلم - عماد الدين أديب
هناك ظاهرة تستحق التأمل فى النظام العالمى الحالى وهى البعد عن الالتزام الأيديولوجى واللجوء إلى المنهج العملى البراجماتى فى إدارة شئون البلاد والعباد حتى لو كان ذلك مخالفاً لكثير من المبادئ أو المناهج المستقرة.
واليوم، ونحن نكتب هذه السطور، يوافق المجلس الوطنى -أى البرلمان الصينى- على تعديل دستور البلاد بحيث يتم إلغاء المواد التى تحظر على رئيس الجمهورية ألا يترشح إلا لمدتين فقط وترك مدة الرئاسة مفتوحة.
وينص النظام الذى سوف يتم الاستفتاء على تعديله أن يتم انتخاب رئيس الجمهورية ونائبه لمدتين فقط كل واحدة منهما خمس سنوات.
والرئيس الحالى هو «شى جين بينج» هو سابع رؤساء الجمهورية فى تاريخ الصين المعاصرة بعد أن كان الزعيم ماوتسى تونج هو أول من شغل هذا المنصب عام 1949.
ورئيس الصين هو رئيس أكبر دولة فى العالم يبلغ تعداد سكانها ملياراً و450 مليون نسمة وهى صاحبة أكبر جيش من الناحية العددية فى العالم، وإجمالى الناتج المحلى 9 تريليونات و325 مليون دولار ومتوسط دخل الفرد فيها 6500 دولار سنوياً.
هذه الدولة، وهذا الشعب بسلطته التشريعية التى تمثل أكبر مجلس تشريعى فى العالم يمثل فيه الحزب الشيوعى الواحد القائد للحياة السياسية، قررت أن تترك سقف الرئاسة فيها -الآن- مفتوحاً لأن إنجازات القيادة السياسية والرئيس الحالى تحتم الإبقاء عليه لاستمرار نجاح التجربة.
لم يتحدث أحد عن الاستبداد أو عن ضرورة تداول السلطة ولكن الحديث عن الإنجاز.