بقلم - عماد الدين اديب
من هم الرابحون؟ ومن هم الخاسرون فى رحيل ريك تيلرسون من منصب وزارة الخارجية الأمريكية وتعيين «بومبيو» (الرئيس الحالى للمخابرات الأمريكية) بدلاً منه؟
الرابح الأول هو الرئيس دونالد ترامب شخصياً؛ لأنه سوف يرتاح من صداع تيلرسون الذى كان يعبر عن مصالح متضاربة ورؤى مختلفة مع الرئيس نفسه.
ولأن الرئيس الأمريكى، أى رئيس فى واشنطن، وهذا الرئيس بالذات هو التنفيذى الأول فى نظام حكم رئاسى بامتياز، فإن دونالد ترامب يحتاج إلى «مدير مكتب» لتسيير شئون سياسته الخارجية، وليس لوزير ووزارة وخبراء يتحركون فى اتجاه مخالف له مهما كانت الدوافع أو المصالح.
الرابح الثانى هو معسكر الاعتدال العربى؛ أى السعودية ومصر والإمارات والبحرين والأردن، الذين يرون أن تيلرسون كان ينتهج 4 سياسات إقليمية مضادة لهم:
1- موقف مؤيد تماماً لقطر فى خلافها معهم بسبب مصالحه وتاريخه العميق مع إكسون موبيل، وتشابك المصالح الشخصية والمالية مع قطر.
2- اختلاف تيلرسون مع ترامب فى ضرورة التشدد مع إيران وأهمية تعديل الاتفاق النووى معها.
3- ضرورة اتخاذ موقف أكثر تشدداً فى اليمن وسوريا والعراق بعدما تمكنت إيران وروسيا مع التحرك بشكل أفضل.
4- ضرورة تحجيم الدور التركى المنفلت، وفى هذا المجال كان الخلاف بين الخارجية والمخابرات الأمريكية، أى بين تيلرسون وبومبيو، واضحاً.
الرابح الثالث من رحيل تيلرسون هو «بوتين»، الذى يعتقد أن قناة الاستخبارات الأمريكية فى الآونة الأخيرة كانت أفضل فى التعامل مع موسكو من قناة خارجية «تيلرسون».
الرابح الرابع هو كوريا الشمالية التى كانت ترى فى تيلرسون طرفاً رافضاً تماماً للقاء المقترح بين زعيمى كوريا الشمالية والولايات المتحدة.
فى الخارجية يأتى رجل يمينى جمهورى من حزب «الشاى»، محامٍ، خريج هارفارد مؤيد لترامب، وفى المخابرات الأمريكية تأتى لأول مرة فى التاريخ سيدة «ذات قلب ميت» أشرفت على الاعترافات فى تايلاند وجوانتامو، تؤمن بالتشدد وموالية للرئيس.
إنها دولة الرئيس ترامب (مؤقتاً)!