بقلم ـ عماد الدين أديب
لو استأجرنا شركة علاقات عامة وتسويق سياسى وأعطيناها مليار دولار أمريكى من أجل تحويل مشاعر الأمل التى بدأت تشرق على مصر مؤخراً إلى مشاعر إحباط وطنى لما نجحت فيما نجحت فيه تداعيات عملية الواحات الأخيرة. مع شديد احترامى لدم الشهداء، وتقديرى لهول خسارة أرواحهم الزكية، فإننى أعتقد أن الخسارة الأكبر هى تصدير حالة اليأس والشك والعدمية مرة أخرى إلى نفوس الرأى العام المصرى الصبور.
جميعنا اشتركنا فى هذا المشروع: الإرهابيون، الإعلام، الرأى العام، وسائل التواصل الاجتماعى، قلة المعلومات المتاحة، الجهل بحقائق الأمور، جنرالات المقاهى الذين يُفتون فى أى شىء وكل شىء.
ابتلعنا الطعم الذى حذرت منه أمس الأول فى مقالى، وأصبحنا أداة تنفيذية لمشروع شيطانى الغرض منه تدمير رصيد الأمل الذى بدأ يتصاعد تدريجياً فى نفوس المصريين.
من حقنا جميعاً أن نتكلم عن شئون وشجون الوطن، لكن من واجبنا أن نفكر قبل أن نتكلم، وأن نعرف قبل أن نفكر، وألا نتورط فى أحكام نهائية ومواقف حادة قبل أن تكون لدينا قاعدة بيانات صحيحة ودقيقة.
للأسف، كل شىء أدى إلى تحويل معزوفة الفرح الإنسانى إلى نشيد جنائزى محزن ومحبط.
لقد سقطنا بإرادتنا فى هوة اليأس والشك والتشكيك، وابتلعنا الطُّعم وأصبحنا جميعنا أداة لليأس والتيئيس ولم ندرك أن هدف العملية ليس عسكرياً ولكن معنوى بامتياز.. «لقد وقعنا فى الفخ».