بقلم : عماد الدين أديب
3 عناصر تفصل بشكل حاسم بين التقدم والتخلف فى إعمال العقل.
العنصر الأول هو كلما فصلت الشخص عن الموضوع، أصبحت متقدماً. بمعنى أن عليك أن تتعامل مع الموضوع، أى موضوع، بصرف النظر عن الشخص الذى قاله أو فعله.
وحتى أوضح أكثر، أقول لو قال أعدى أعدائك كلاماً مصيباً، فعليك ألا تعارضه، وإذا قال أقرب الناس إليك عنك كلاماً خاطئاً فعليك أن تصوبه.
العنصر الثانى هو الاهتمام بالموضوع وليس الشكل، وتلك المسألة هى قضية جوهرية، لأن العقل الغربى دائماً يقع فى محظور الاهتمام بالشكل قبل الموضوع.
وآخر نماذج هذه الإشكالية هى توقف البعض أمام جلوس الرئيس ترامب فى الصورة الجماعية التى جمعت الوفدين المصرى والأمريكى وعدم التوقف أمام تصريحاته، وما نتج فعلياً وموضوعياً عن الزيارة.
العنصر الثالث الذى يؤثر على العقل السياسى العربى فكرياً وعقلياً هو التعميم المخل الذى يستسهل تفسير الأمور بأحكام تعميمية، مثل قول إن «الأمريكان لا يحبون العرب» أو إن «الفرنسيين شعب عنصرى» أو القول إن «الأحزاب اللبنانية تؤمن بالديمقراطية».
وحقيقة الأمر أنه ليس كل الأمريكان يكرهون العرب، وليس كل الشعب الفرنسى عنصرياً، وليس كل حزب لبنانى يؤمن بالديمقراطية.
هذا التعميم والتسطيح المفرط يصل بنا إلى نهايات محزنة وكوارث سياسية.
البدايات الفكرية الخاطئة تنتهى بنا إلى واقع فعلى تراجيدى.