بقلم - عماد الدين أديب
لا بد أن نعطى الناس حقوقهم، خاصة الذين يخدمون الوطن فى صمت وشجاعة.
من ضمن هؤلاء الرجال الذين عرفتهم الفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة حتى أمس الأول.
بعد خدمة مصر وجيشها منذ عام 1977، أى لمدة 40 سنة، انتقل الفريق محمود حجازى من منصب رئيس الأركان إلى منصب مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط الاستراتيجى وإدارة الأزمات.
طوال 40 عاماً خدم الفريق محمود حجازى وطنه فى سلاح المدرعات، وانتقل للعمل فى عدة مناطق على خارطة البلاد بطولها وعرضها، وتلقى دراسات عليا فى شئون الحرب والتكتيك والاستراتيجية من مصر ومن الولايات المتحدة. وفى فترة دقيقة من تاريخ مصر تحمّل الفريق حجازى مسئولية إدارة المخابرات الحربية واستطاع فى صبر وصمت شديدين إدارة تبعات هذا المنصب باقتدار.
ومنذ عام 2014 وحتى الأسبوع الماضى تولى رئاسة أركان القوات المسلحة، وهو منصب عسكرى تنفيذى له علاقة مباشرة بمثلث التسليح والتدريب والقتال فى ظل دور متصاعد فيه عدة مسئوليات هى:
1- مواجهة الإرهاب فى سيناء وتأمين الحدود.
2- رفع كفاءة القتال لكافة الأسلحة، وكانت السنوات الثلاث الأخيرة من أكثر الفترات التى قامت فيها القوات المسلحة بمناورات منفردة أو مشتركة مع دول أخرى.
3- استيعاب أكبر عملية تحديث لكافة أنواع التسليح للجيش المصرى مما جعله ينتقل فى تلك الفترة من الترتيب الخامس عشر إلى الترتيب العاشر فى أداء جيوش العالم.
4- دور الجيش الداخلى فى عملية التنمية وتأمين البلاد فى انتخابات البرلمان والرئاسة والاستفتاء على الدستور.
ولعل أهم الملفات التى برز فيها الدور الشخصى للفريق حجازى هو ملف ليبيا، حيث إنه استفاد من خبرته كقائد سابق للمنطقة الغربية العسكرية ومعرفته الوثيقة بطبيعة الجغرافيا وأصول القبائل فى تلك المنطقة.
واتضح من خلال هذا الدور القدرة على ضبط وتأمين هذه المنطقة بكل تحدياتها ومشاكلها واحتمالات اختراقها.
الذين عرفوا الفريق محمود حجازى يدركون الآن أن الرجل الذى خدم بلاده بكل كفاءة وإخلاص وتفانٍ على مدى 40 عاماً سوف يشكل إضافة فى منصبه الجديد داخل مؤسسة الرئاسة وبجوار الرئيس.