بقلم - عماد الدين أديب
هناك عمل رائع كتبه الأستاذ توفيق الحكيم يُغنى عن قراءة ألف كتاب عن قيمة الحرية فى حياة الشعوب.
هذا العمل هو مسرحية «السلطان الحائر»، وتدور الرواية حول اكتشاف قاضى القضاة أن السلطان الحاكم الذى كان عبداً رقيقاً مملوكاً للحاكم السابق لم يتم تحريره من الرق.
من هنا أفتى قاضى القضاة أنه قانوناً وشرعاً لا يجوز للعبد أن يحكم أحراراً.
وللخروج من هذا المأزق أفتى قاضى القضاة أن الحاكم فى هذه الحالة أصبح ملكاً لبيت المال وأن الحل الوحيد هو طرحه للبيع فى مزاد علنى حتى تنتقل ملكيته من بيت المال إلى أحد أبناء الشعب الذى -بدوره- يطلق سراحه ويحرره من العبودية.
الفكرة العبقرية تريد أن تؤكد لنا قيمتين:
الأولى: قيمة إعمال حكم القانون حتى لو كان على السلطان، أى أن حكم القانون يعلو حكم السلطان، وأن قوة القانون أقوى من قوة السيف.
الثانية: أنه لا يمكن لمن هو فى حالة عبودية أن يحكم أحراراً.
وفى حوار صحفى له قال الأستاذ توفيق الحكيم إنه خلال حياته فى فرنسا تأثر بأفكار وقيم الثورة الفرنسية التى أعلت من قيم الحرية وسيادة دولة القانون التى يجب أن تسود فوق قوة أى سلاح آخر، سواء كان سلطة أو مالاً أو سيفاً.