بقلم - عماد الدين أديب
ما حال مصر الآن؟
يمكن «وصف مصر» فى نوفمبر 2017 فى كلمات موجزة معبرة على النحو التالى: «مصر الآن صاعدة فى البنية التحتية منخفضة فى البنية النفسية»!
صعود فى بناء الحجر، وهبوط وتدنٍ فى أحوال عقول وضمائر البشر!
إنها حقاً معضلة محيرة ولغز عجيب!
عادة يتلازم التطور الاقتصادى والإصلاح الاجتماعى مع تطور واضح فى شخوص ونفوس البشر القائمين عليهما.
المذهل أننا نبنى فى الحجر بشكل فيه إعجاز، ونهدم فى البشر بشكل فيه هيستريا!
كيف يمكن لنخبة أن تكون مقامرة على نفسها، قاتلة لكل الأحلام والتطلعات، رافضة لأى وعد من وعود الإصلاح، مشككة فى إنجاز حالى أو مقبل؟؟
كيف يمكن أن تكون النخبة مشاركة وبقوة فى مشروع الإحباط الوطنى بدلاً من أن تكون قاطرة تقود قطار الأمل فى غد أفضل؟
كيف يمكن أن تكون النخبة هى القوة الأساسية الداعمة لفكر اليأس والتشكيك والغضب الدائم والرفض المستمر والهيستريا اللانهائية.
مصر تحتاج إلى تغيير البنية النفسية قبل البنية التحتية.
مصر تحتاج إلى إصلاح العقول والضمائر قبل إصلاح الطرق والكبارى.
مصر تحتاج إلى تشييد جسور من الثقة بين جميع تقاطعات المجتمع وبين الحاكم والمحكوم قبل أن تشيد الجسور بين الطرق والأنهار والشوارع.
مصر بحاجة إلى إصلاح البشر حتى تنجح فى إصلاح الاقتصاد.