بقلم - عماد الدين أديب
ما هو الدور المصرى فى مسألة أزمة الحكم فى لبنان المعروفة بـ«استقالة سعد الحريرى»؟
دون مجاملة أو تضخيم ما لا يمكن تضخيمه، يمكن القول إن التدخل المصرى أوقف، أو بالأصح أجّل، تنفيذ «الحريرى» استقالته.
ومَن تابَع كلمة الحريرى فى احتفال يوم الاستقلال الوطنى فى بيروت، أمس، سوف يجد أنه أعلن أنه استجاب لطلب الرئيس ميشيل عون بالتريث فى الاستقالة وإعطاء مهلة 15 يوماً لمحادثات سياسية موسعة لإيجاد صيغة توافق وطنى لبنانية.
إذاً، الرئيس سعد الحريرى هو رئيس حكومة حتى الآن، واستقالته مؤجلة وهى بمثابة ورقة ضغط سياسى على محور إيران، سوريا، حزب الله فى لبنان.
تعالوا نستعرض وقائع الشهر الماضى ونتابعها لنعرف دور مصر فى هذه الأزمة:
1- اتصال هاتفى من الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس السيسى حول مسألة إطلاق الحوثيين صاروخاً إيرانى الصنع على مطار الملك خالد بالرياض وزيادة التحركات الإيرانية فى لبنان من خلال حزب الله.
2- اتصالات مصرية فرنسية على مستوى الرئيس السيسى والرئيس ماكرون حول هذا الملف.
3- دعوة ماكرون لسعد الحريرى لزيارة باريس.
4- اتصال آخر بين ماكرون والسيسى.
5- زيارة سعد الحريرى للقاهرة أمس الأول واجتماع خاص منفرد مع الرئيس السيسى وعشاء خاص له بدعوة من الرئيس.
6- زيارة مفاجئة لسعد الحريرى لقبرص فى طريقه إلى بيروت بترتيب شاركت فيه مصر.
7- اتصال هاتفى من الرئيس عون بالرئيس السيسى.
هذا كله يأتى على خلفية زيارة قام بها وزير الخارجية لعمان، وأبوظبى والكويت والبحرين والرياض، كان ملفا سوريا ولبنان يحتلان مكانة كبرى فيها.
إن تأمين سعد الحريرى كشخص وكرئيس وزراء للبنان، وسلامة تياره السياسى المعتدل، كان محصلة جهود مصرية فرنسية شاركت فيها الرياض بدور كبير وأبوظبى بدور مساند.
إن تعاون مؤسسة الرئاسة والمخابرات العامة ووزارة الخارجية فى ملفات المصالحة الفلسطينية، والسلام فى جنوب السودان، وأخيراً الملف اللبنانى، هى خطوات إيجابية تؤكد عودة مصر للعب دورها الإقليمى بقوة.
مصر عادت للمنطقة ولن ترجع.