بقلم - عماد الدين أديب
أحد أحلام حياتى التى أتمنى أن أراها تتحقق فى بلادنا قبل أن أموت هو أن يتوقف بعض الناس عن إطلاق فتاوى فى كل الاتجاهات!
تحول المجتمع كله إلى خبراء فى كل شىء وأى شىء، وأصبح الجميع «يرسل» ولكن «لا يستقبل»، و«يتكلم» ولكن لا «ينصت» ويتمسك بالرأى حتى لو أدرك أنه الخطأ، ولا يعتذر أو يُصحح نفسه!
لدينا مفتٍ فى السياسة يكلمك عن كيفية صناعة القرار، وكيفية إدارة الحكم والحكومة.
لدينا مفتٍ فى الاقتصاد لديه الحل الأمثل لسعر الجنيه مقابل الدولار وطريقة ضبط أسعار السلع والخدمات بالطريقة العبقرية للقضاء على البطالة والحلول الفعالة للقضاء على الفساد.
لدينا المفتى الاستراتيجى والعسكرى الذى لديه روشتة القضاء على الإرهاب التكفيرى فى غضون ساعات، وعنده الخطط العسكرية لدخول مصر حروباً فى اليمن وسوريا والعراق، ويمتلك التصور النهائى لإدارة معركة تدمير سد النهضة فى إثيوبيا!
ولدينا المفتى الكروى الذى يرى أن «كوبر» غير متمكن فى إدارة المنتخب القومى لكرة القدم، وأنه -أى هذا المفتى- يعرف طريقة لعب جديدة وفلسفة خططية حديثة يمكن أن تجعل مصر تفوز بكأس العالم فى روسيا!
إنها «فتاوى القهاوى» المرتبطة باختراعات جمهور «النت» المرتبطة أحياناً بالثأر الشخصى المغلف بأجندات لا يعلم أحد من هو المحرك الحقيقى لها.
كان حكماء الصين ينصحون تلامذتهم منذ 4 آلاف سنة 3 نصائح رئيسية:
1 - لا تتكلم فى ما تجهل.
2 - لا تحكم على الأشياء من الظاهر.
3 - لا تخلط بين رأيك والحقائق!