بقلم - عماد الدين أديب
«هو فيه فى مصر إنسان كويس وصالح ونظيف وبيفهم ومحترم؟».
هذا هو سؤال جائزة المليون دولار المطروح الآن على ضمائر وعقول المصريين، بعدما أقسموا جميعاً على المصحف والإنجيل والتوراة ثلاثة أن يستيقظوا كل صباح كى ينفذوا مشروعهم التدميرى للاغتيال المعنوى لكل شخصية عامة فى السياسة، والبيزنس، والفن، والرياضة، والإعلام، والدين والفتوى!
إنه القسَم العظيم: «نقسم بالله العظيم، نحن أعضاء نادى التواصل الاجتماعى وشاشات التليفزيون والإذاعة والمقاهى والجلسات الخاصة، أن نلعن، ليل نهار، كل عمل، وكل مشروع، وكل شخص يتقدم بأى نوع من أنواع الإنجازات».
وبناء على ما سبق، فإن كل شخص فى حياتنا العامة إما مذنب أو متهم أو «على وشك» أن يكون كذلك.
وبناء على ما سبق، فإن رجال الأعمال لصوص وتجار مخدرات وعلى علاقات آثمة بسكرتيراتهم، ورجال السياسة خونة يتعاملون مع دول أجنبية، والأزهر هو نموذج لشيوخ السلطان، والكنيسة القبطية خائفة ولا تواجه السلطة، ولاعبى الكرة يبيعون المباريات، والفنانات «دايماً سكرانين» والفنانين «يتعاطون بلابيع»، ورجال الإعلام يتلقون تعليمات يومية من الأجهزة، وأجهزة الأمن بلا قلب ولا تحترم أى قانون، والمحامى يبيع القضية للخصم، والعدالة فى بلادنا ضائعة، والجيش مسيطر على البلد، والشرطة بتعذب فى الناس، والأمن القومى مُخترَق، والبنوك حرامية، وتقارير البنك المركزى مفبركة، وقناة السويس الجديدة فاشلة، ومفيش حد اتعالج خالص من فيروس «سى»، والمدارس اليابانية أُغلقت، والمزارع السمكية «جايبة سمك من بره»، والعاصمة الجديدة ستتوقف علشان مفيش فلوس، ومصر على أعتاب الإفلاس رغم تقارير صندوق النقد الدولى، والانتخابات الجاية مزورة، والسيسى قاتل!
إننى أطالب القراء الكرام بالاطلاع على دراسة حديثة تقول إن مصر شهدت 60 ألف شائعة كاذبة خلال 90 يوماً.
إننى أطالب الكرام بالدخول على موقع مركز المعلومات فى مجلس الوزراء والاطلاع على الحجم الأسطورى من بيانات النفى للأكاذيب الصارخة.
كل الناس، سواء من الموالاة أو المعارضة، سواء كانوا مع «يناير» أو «يونيو»، مع الجيش أو ضده، مع الإخوان أو ضدهم، مع الدولة المدنية أو الدولة الدينية، مع اليمين أو اليسار، مع التحديث أو المحافظة، مع العقل أو الجنون، مع النزاهة أو مع الفساد، كل هؤلاء بمنطق الاغتيال المعنوى لا يصلحون.
إذا كنا جميعاً مذنبين، فمن غير المذنب؟
اتقوا الله فى هذه البلد.