بقلم : عماد الدين أديب
كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى جلسة افتتاح المؤتمر الإسلامى الأمريكى كانت تصحيحية لكل ما كان يجب أن يقال من قبل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
كلمة الرئيس السيسى فيها عناصر عملية للتحرك ضد مخططات الإرهاب التكفيرى التى تحيط بالمنطقة كلها.
لم تكن كلمة الرئيس قائمة على العاطفة أو الشعارات، مثل الكلمة الأمريكية، ولكن حددت أربعة عناصر رئيسية عملية للتحرك الفعال تجاه قوى الإرهاب.
ويبدو -بما لا يدع مجالاً للشك- أن الرئيس يدرك بما توفر له من معلومات أن إدارة الرئيس ترامب التى تواجه ضغوطاً وإشكاليات سياسية فى مجلسى الشيوخ والنواب مترددة فى حسم موضوع إدراج جماعة الإخوان المسلمين فى قائمة الإرهاب الأمريكية.
لذلك نفهم جيداً ما حذر منه الرئيس بأن حصر قوى الإرهاب لا يجب أن يكون انتقائياً، ولكن يجب أن يشمل كل القوى التى تستغل الدين بشكل مغلوط لممارسة أعمال إرهابية.
وتغافل الرئيس ترامب عن ربط أهمية القضية الفلسطينية والتهاون الدولى فى إيجاد حلول عادلة وشاملة لها بعدم الاستقرار وزيادة منسوب العنف والتوتر فى المنطقة.
من هنا كان تشديد الرئيس السيسى على إغلاق ملف القضية الفلسطينية إلى الأبد من خلال إيجاد تسوية نهائية.
ويبدو أن تكرار اسم حركة حماس ضمن القوى الإرهابية من المنظور الأمريكى هو تأكيد من جانب ترامب لطمأنة الجانب الإسرائيلى قبيل زيارته «للأصدقاء» الإسرائيليين!
لقد قدم الرئيس ترامب فى خطابه تشخيصاً للداء فى المنطقة، وهو حالة التطرف الشيعى التى تتبناها إيران والتطرف السنى التى تتبناها داعش لكنه -أبداً- لم يقدم لنا «الدواء» الأمريكى لهذا الداء.
إنه خطاب يسعى لإرضاء جمهوره فى واشنطن وإسرائيل، لكنه لا يرضى العرب والمسلمين.
نفى الإرهاب عن الإسلام شىء عظيم، لكن عدم تأكيد موقف ضده ضحك على الذقون.