ما لا يعرفه «ترامب» عن الملف القطرى

ما لا يعرفه «ترامب» عن الملف القطرى

المغرب اليوم -

ما لا يعرفه «ترامب» عن الملف القطرى

بقلم - عماد الدين أديب

كنت وما زلت لا أخفى -كتابة وتصريحاً- قلقى وخوفى ورفضى التام للسياسة الخارجية القطرية ومخاطرها على الأمن القومى العربى وعلى تأثيرها السلبى على استقرار الكثير من دول المنطقة.

والمراقب للأحداث، الذى يسعى إلى حسن التقدير، والإقدام على التحليل السياسى العلمى البعيد عن مشاعر الحب أو الكراهية هو ذلك الذى يقرأ عناصر القوة والضعف لأصدقائه وخصومه، كما يقرأ الطبيب الجراح صورة الأشعة الطبية على «اللايت بوكس»، بمنتهى التجرد.

والإنسان العاقل هو الذى يطرح الأسئلة المنهجية الدقيقة بصرف النظر عن مخاطر الإجابة عنها. وفى الحالة القطرية، يتعين علينا -وبمنتهى التجرد- أن نطرح السؤال الأعظم والأكثر منطقية، وهو: «علام تستند السياسة القطرية، وهى تلعب هذه الأدوار الخطرة، وتعادى محيطها الخليجى ومنطقتها العربية دون خوف من أى رد فعل، وهى الدولة الصغيرة فى الجغرافيا والديموجرافيا؟!».

سؤال منطقى وصريح، يحتاج -أيضاً- إلى إجابة منطقية وصريحة ومباشرة بشكل متجرد.

نستطيع أن نقول إن قطر فى سلوكها «المنفلت» الخارج عن السيطرة تعتمد على العناصر التالية:

1 - احتواء أراضيها على أكبر قاعدة أمريكية خارج الأراضى الأمريكية فى الشرق الأوسط يستطيع فيها 15 ألف جندى وضابط أمريكى أن يمارسوا كل عناصر القرار العسكرى بمنتهى الحرية، بدءاً من تحريك القوات إلى إطلاق الصواريخ الباليستية، إلى إقلاع مئات الطائرات عبر 4 ممرات عملاقة.

2 - وجود صندوق سيادى قطرى تبلغ قيمته 600 مليار دولار أمريكى يتردّد أنه تناقص إلى ما بين 400 و450 ملياراً عقب الأزمة مع دول الخليج العربى.

3 - وجود قطر بالاشتراك مع روسيا وإيران فى مثلث الصدارة فى إنتاج واحتياطى الغاز الطبيعى، مما جعل دخل المواطن القطرى هو الأعلى فى العالم، حسب آخر إحصاء صدر منذ عدة أيام.

4 - وجود أكبر معامل للغاز المسال فى العالم داخل قطر، ويعد هذا هو الاستثمار الأكبر فى تاريخ هذه الصناعة.

5 - توقيع قطر ثلاث اتفاقيات أمنية مع تركيا وإيران وفرنسا لحماية حدودها وتأمين النظام.

6 - وجود تعاون استخبارى فوق العادى وتنسيق أمنى على أرفع مستوى بين السلطات القطرية وجهازى الموساد والـ«سى. آى. إيه».

7 - وجود استثمارات قطرية فى شركات وعقارات ومشروعات رئيسية فى الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وماليزيا وعدة دول أفريقية وأمريكية لاتينية، فيها ارتباطات سياسية مع أصحاب المصالح والنفوذ.

8 - وجود ارتباط قوى بين «الدوحة» ومجموعة من أكبر مراكز البحث السياسى والجامعات الدولية، بالإضافة إلى تمويل قطر المباشر لأهم شركات التسويق السياسى والإعلامى فى مراكز صناعة القرار العالمية.

يضاف إلى ذلك كله القدرة القطرية على الإنفاق بسخاء عبر المال السياسى، على شراء شخصيات، ووسائل، وأدوات مهمة فى مراكز التأثير العالمى.

السر المفضوح الذى يعرفه 7 مليارات مواطن فى العالم أن «الدوحة» متورطة فى ملفات مخيفة فى عدة أماكن توتر فى العالم، بعلم ورضا مراكز استخبارات دولية.

الجميع يعلم أن «الدوحة» تقوم بما لا يجرؤ غيرها على القيام به، أو الإقدام عليه لأنه يخالف أنظمتهم الداخلية، ويضعهم فى مواضع محرجة للغاية.

هذا كله يفسر حالة إفلات قطر بما تفعله، وبما فعلته، دون حساب حقيقى من المجتمع الدولى والنظام العالمى.

وهذا كله يفسر الحرص الأمريكى على إيجاد صيغة «للمصالحة» مع قطر، بدلاً من إقرارها وإرغامها على القبول بالثلاثة عشر مطلباً التى تقدمت بها الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، لها منذ أكثر من عام.

من الآن حتى ديسمبر سوف تزداد وتيرة الجهود الأمريكية لإعادة تأهيل قطر ومحاولة إدخالها مرة أخرى فى البيت الخليجى عبر وساطة من دونالد ترامب شخصياً.

سوف يفعل «ترامب» ذلك، لكنه -ولجهله الشديد بحقائق الأمور- سوف يصطدم بحوائط كثيرة وعقبات مخيفة.

الذى لا يعرفه «ترامب» أن ملف قطر أكثر تعقيداً من كوريا الشمالية أو حتى إيران.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لا يعرفه «ترامب» عن الملف القطرى ما لا يعرفه «ترامب» عن الملف القطرى



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 18:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"
المغرب اليوم - أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال

GMT 06:44 2024 الأحد ,04 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 04 فبراير / شباط 2024

GMT 12:48 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يتلقي حصة تدريبية خفيفة بعد هزم الأردن

GMT 04:10 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الروسي حبيب نورمحمدوف يوجه رسالة للمسلمين

GMT 16:57 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاح كورونا سيكون مجانًا للجميع في المغرب تحت إشراف "الصحة"

GMT 23:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظر التجول في جميع الولايات التونسية ابتداء من الثلاثاء

GMT 12:59 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

العلماء يكتشفون آثار ماء على سطح كويكب "بينو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib