بقلم - عماد الدين أديب
منذ أن أوجد الله سبحانه وتعالى بيته الحرام فى هذه البقعة بمكة عند بدء الخليقة، وهذا البيت المقدس فى مكانه لا يتغير.
ومنذ الجاهلية تشرفت قبيلة قريش بوفادة وسقاية الحج وحماية الحجيج.
ومنذ الأسرة السعودية الأولى وآل سعود يحكمون نجد ثم الحجاز، وبعد رحيل الأشراف أصبحت مسئولية الأسرة السعودية الحاكمة رعاية الحج والحجيج فى مكة المكرمة والمدينة المنورة وأماكن المناسك والمشاعر.
وحينما أكرم الله المملكة العربية السعودية باكتشاف النفط ما بين عامى 1936 و1937 أصبح لدى الحكومات المتعاقبة فى الرياض من الخير والثروات ما يكفل لها توسعة الحرمين الشريفين، وإقامة الطرق والأنفاق والكبارى والمطارات والموانئ التى تستطيع أن تستقبل ملايين المعتمرين والحجاج سنوياً.
ووصل عدد الذين يقومون على خدمة الحجيج كل موسم نحو 350 ألفاً من الجيش والشرطة والحرس الوطنى والإداريين والأطباء والمتطوعين المدنيين لتأمين وإدارة هذا الموسم بكفاءة وأمن وأمان، وهو أمر شهد به كل من زار واعتمر أو أكرمه الله بأداء فريضة الحج.
المذهل، والمؤلم، أن تأتى الدوحة وتتقدم ولأول مرة فى التاريخ المعاصر بشكوى رسمية ضد الرياض تتهم فيها المملكة بتسييس الحج، وتُلقى اتهامات ظالمة بعدم جدارة المملكة بهذه المسئولية العظمى وكأنها تطالب بتدويل الإشراف على الحج.
إنه الجنون المطبق، إنه فقدان الرؤية الصحيحة بين الخصومة السياسية، والتطاول الظالم على دولة شهد لها التاريخ أنها تؤمّن وترعى وتخدم الملايين بكفاءة ونزاهة على مر التاريخ.
عيب! وحرام!
والأمر الثابت أن كل ما فعلته المملكة أنها شاركت مع مصر والإمارات والبحرين فى مقاطعة قطر بعدما فاض وطفح بها الكيل من تخبط ومخاطر سياسات الدوحة.
وفيما يختص بالحج لم تمنع الرياض حاجاً واحداً، بل إنها أعلنت فى بيان رسمى صادر من هيئة الطيران المدنى أنه سوف يتم الترحيب واستقبال أى حاج قطرى مسجل رسمياً فى قوائم الحج وأنه يمكن له أن يأتى مباشرة من الدوحة إلى جدة أو المدينة بأى طائرة شريطة ألا تكون الطيران القطرية التى ينطبق عليها قرار المقاطعة.
رغم ذلك تكذب قطر وتدّعى منع الحجاج.