من المؤكد أن هناك -بإذن الله- انتخابات رئاسية فى العام المقبل، ورغم أن الوقت المتبقى قرابة عشرة أشهر، فإننا لا نعرف إجابة قاطعة أو إعلاناً رسمياً حول مَن هم مرشحو انتخابات الرئاسة المقبلة.
وفى دول العالم المتقدمة تبدأ الحملات الرئاسية قبل عامين على الأقل من إجراء الانتخابات.
فى مصر لم يؤكد الرئيس الحالى إذا ما كان سيعيد ترشيح نفسه، رغم أن الجميع يؤكد ذلك، لكن التصريح الرسمى لم يصدر بعد.
ولم يعلن بعد بشكل واضح مجموعة من الشخصيات العامة عزمهم النهائى على الترشّح، نحن فقط نسمع عن أسماء تتردد مثل حمدين صباحى، خالد على، معصوم مرزوق، وآخرين منهم يتردد اسم الفريق أحمد شفيق.
الجميع يتحدث عن الأسماء، ولكن لم يتحدث بعد عن الضرورات الأساسية التى يجب أن تحدث حتى تكون تجربتنا السياسية صحيحة وسليمة. وأهمها:
1- ألا يتعامل الرأى العام -وهذا هو العنصر الأخطر- أن الانتخابات الرئاسية محسومة سلفاً، لذلك لا يذهب الناخبون إلى اللجان بالكثافة اللازمة فيؤثر ذلك سلباً على نسبة التصويت.
2- أننا مع رئيس حالى له أنصار، ولكن ليس له حزب رسمى يقول إنه يعبر عن برنامجه ويدعو إليه.
3- خلو الساحة من برامج سياسية تفصيلية مخالفة تقدم رؤى عملية مغايرة لسياسة حكومة الرئيس الحالية.
التنافس السياسى، أو تنافسية البرامج التى تقدم التصورات والحلول والمضاد لها هى التى تخلق حالة من الحراك والوهج السياسى فى البلاد وبين الجمهور السياسى.
هنا نطرح السؤال الكبير: ما هى المواصفات المطلوبة للمرشح المنافس للرئيس السيسى فى انتخابات عام 2018؟
لعلكم لاحظتم أننى سألت: ما هى المواصفات وليس مَن هو المرشح؟
المواصفات كما أتصورها هى على النحو التالى:
1- أن يكون شخصية تلتزم باستقامة الرأى وحسن السيرة ونزاهة التجربة.
2- أن يكون صاحب برنامج عملى وتفصيلى فيه رؤية إبداعية تقدم حلولاً لمشكلات مصر المزمنة.
3- أن تكون لديه الشجاعة الأدبية والرؤية العلمية لتقديم رؤية تقييمية موضوعية لتجربة الأربع سنوات الماضية بما لها وبما عليها.
4- أن يلتزم بأدب الحوار الموضوعى فى الجدل والمناظرة السياسية لمنهج الحكم.
5- أن يقدم حلولاً واضحة لهموم المواطنين فيما يخص قضايا الحريات، والأسعار، وتحسين الخدمات، وزيادة فرص العمل، وضبط المشكلة السكانية.
6- أن يكون ملمّاً بالوضع الإقليمى الخطر الذى نحياه، وله رؤية بمشروع عربى يواجه تحديات المنطقة، وله بُعد أفريقى قادر على التعامل مع قضية القضايا، وهى مشكلة سد النهضة فى إثيوبيا.
هذا المرشح إن لم يوجد يجب أن نبحث عنه، لأن ذلك فى مصلحة مصر والمصريين وتجربة الرئيس السيسى نفسه.