بقلم - عماد الدين أديب
للأسف الشديد، هناك قبول حالى من الجميع ببقاء نظام بشار الأسد فى سوريا.
المؤيدون مثل روسيا وإيران والعراق وحزب الله والتحالف الشعبى وجيش النظام وكبار تجار دمشق معه.
المعارضون السابقون مثل الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج وصلوا إلى قناعة مؤقتة أنه من الأفضل للجميع الخروج من المستنقع السورى الذى يشكل نزيفاً مالياً وسياسياً، وقناعتهم فى أن يبقى النظام.
واقتنعت الأمم المتحدة ومبعوثها «دى ميستورا» بأن العمل العسكرى لن يهدأ إلا بفوز واضح للأسد.
ووصلت أنقرة إلى أن الضمان لعدم قيام دولة كردية تؤثر على الوضع الإقليمى والتوازنات الداخلية فى تركيا فى الوقت الراهن يكمن فى البقاء المؤقت للأسد.
ووصلت روسيا إلى أن الضمان لبقاء قاعدتها البحرية فى البحر المتوسط الموجودة فى «طرطوس» لن يضمنه سوى بقاء نظام بشار الأسد.
واقتنعت مافيا المال فى روسيا أن ضمان الحصول على امتيازات الغاز والبترول قبالة سواحل سوريا -وأيضاً لبنان- لن يحدث إلا بنفوذ الأسد وحزب الله.
واقتنع الجميع -سُنة وشيعة وموارنة ودروز فى لبنان- بضرورة شن عمليات عسكرية ضد «داعش» و«النصرة» بواسطة الجيش النظامى اللبنانى فى منطقة «جرود عرسال» الملاصقة والمشتركة مع الحدود اللبنانية السورية.
ووصل وزير الخارجية الأمريكى تيلرسون إلى أن المطالبة بنهاية الأسد لا تعنى بالضرورة نهايته الآن، أو نهاية النظام نفسه، على أساس أنه من الممكن أن يذهب الرجل ذات يوم ولكن يستمر حكم «البعث العلوى» للبلاد.
أصبح المهم والأهم هو هزيمة داعش والنصرة وليس هزيمة نظام الأسد.
وكأنك مخيّر كمواطن سورى أن تموت بسم نظام الأسد أو برصاص داعش.