بقلم - عماد الدين أديب
زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى هى الزيارة الثالثة لفرنسا منذ أن تولى الحكم، وهى من أنجح زياراته من ناحية التأثير والنتائج والاتفاقات على الإطلاق.
ومن الواضح أن هذه الزيارة قد أعد لها بشكل جيد ومتأنٍ على نار هادئة من قبَل الطرفين المصرى والفرنسى على حد سواء.
وأهم ما لفت نظرى أن هذه الزيارة لم تركز فحسب على تدعيم العلاقات الشخصية بين الرئيس السيسى والرئيس الفرنسى الجديد ماكرون، لكنها -وهذا هو الأهم- حرصت على تعميق العلاقات بين كافة مؤسسات البلدين فى السياسة والاقتصاد والبزنس والبرلمان والتعاون القوى فى مجال التسليح والتدريب.
قام الرئيس بزيارة ولقاء كافة القوى الرئيسية فى مراكز التأثير داخل النظام الفرنسى مثل الجمعية الوطنية ووزارة المالية ورجال الأعمال وهيئة التنمية الفرنسية ووزيرة الدفاع ورئيسى شركتى «داسو» و«تافال» للصناعات العسكرية، من كبرى الشركات الصناعية.
حصيلة الزيارة توقيع 16 اتفاقية ثنائية قيمتها 400 مليون يورو.
وجاء لقاء الرئيس مع رئيس مجلس إدارة شركة «داسو»، المنتجة للطائرة المقاتلة القاذفة «رافال»، دعماً لعلاقة استراتيجية لدعم اليد الطولى لسلاح الطيران المصرى، كما جاء لقاء الرئيس مع رئيس شركة «تافال» للصناعات العسكرية البحرية، تتويجاً لكون سلاح البحرية المصرى هو ثانى سلاح بحرى فى العالم يمتلك قطعاً فرنسية بعد سلاح البحرية الفرنسى من إنتاج هذه الشركة.
نتائج الرحلة كثيرة، ولكن أتوقف طويلاً أمام العبارة الحكيمة التى ذكرها الرئيس ماكرون فى المؤتمر الصحفى «إننا لسنا فى مجال إعطاء غيرنا دروساً فى كيفية إدارتهم لشئون حكمهم»، يا ليت زعماء بعض الدول الأخرى يتعلمون معنى هذه العبارة.