أين شرف الكلمة يا عرب

أين شرف الكلمة يا عرب؟

المغرب اليوم -

أين شرف الكلمة يا عرب

بقلم : عماد الدين أديب

كان أستاذى الراحل أنيس منصور يكرر على مسامعى عبارة كلها حكمة لا أنساها ما حييت تقول: «أنا لا أعرف قواعد النجاح ولكن أعرف أهم قاعدة للفشل: إرضاء كل الناس».

وكان الإمام على بن أبى طالب (رضى الله عنه وأرضاه) يقول: «رضاء كل الناس غاية لا تدرك».

وكما قال السيد المسيح: «فى البدء كانت الكلمة».

الكلمة هى الفكرة فى العقل التى تنتقل إلى اللسان وتتحول إلى حالة الفعل.

من هنا نقطة بدء البدء هى الكلمة وجوهر الجوهر هو الكلمة.

وأبشع ما نحياه فى هذا العصر هو امتهان معظمنا لشرف وقيمة جوهر الكلمة.

نحن نقول ما لا نعنى، ونعنى ما لا نقول.

نحن أبطال العالم فى هذه المنطقة من العالم فى علم النفاق والكذب وامتهان الحقيقة واغتيال الحق.

ببساطة، نقول لبعضنا كل يوم سواء بشكل شخصى أو على شاشات التواصل الاجتماعى: «صباح الخير».

هنا أتوقف أمام كلمة «الخير»، وأسأل «هل بالفعل نريد لغيرنا (الخير)؟». تأملوا كم مرة قلنا لغيرنا صباح الخير ثم بدأنا فى تدميره تدميراً؟

ببساطة، حينما نقول «تفضلوا بقبول فائق الاحترام» هل نحن بالفعل نحترم من أرسلنا له هذه الرسالة؟

ببساطة، حينما يقول الشباب الآن: «حبيبتى، حياتى، عمرى، باحبك قوى، باموت فيك، باعشقك».

ببساطة: حينما نقول: «يا روحى، يا نور عينى، يا قلبى، وحشتنى موت».. هل حقيقةً نعنى ما يحمله كل حرف من قيم سامية وعواطف جياشة يترتب عليها التزام أخلاقى وموقف إنسانى ومسئولية ملزمة؟

الحروف فى حياتنا مستباحة والكلمات عندنا مثل المرأة الساقطة تذهب إلى الفراش لمن يدفع أو من يدفع أكثر.

وتعريف الكلمة اللغوى هو: «اللفظ الدال على معنى مفرد والمعنى الذى تدل عليه الكلمة ينحصر فى 3 دلالات:

1- «ذات» وهى ما يدرك بالحس.

2- حدث وهو فعل الفاعل.

3- ما يربط الذات بالحدث.

والكلمة هى التى ساعدت الأنبياء على إيصال رسائلهم، والكلمة هى التى ساعدت أباطرة فى خداع شعوبهم، والكلمة هى التى جعلت أبوموسى الأشعرى يتلاعب فى يوم الفتنة الكبرى، والكلمة هى التى جعلت «بروتس» ينجح فى بيع «يوليوس قيصر»، والكلمة هى التى جعلت أبوالطيب المتنبى يقاتل حتى الموت، والكلمة هى التى جعلت أعتى الرجال يسلمون أنفسهم لأدنى النساء.

الكلمة هى شرف الله على الأرض. وخير من وصف أهمية الكلمة فى رأيى المتواضع هو الأستاذ عبدالرحمن الشرقاوى فى مسرحيته الخالدة «الحسين شهيداً» حينما قال:

«أتعرف معنى الكلمة؟

مفتاح الجنة فى كلمة

دخول النار فى كلمة».

ويعود ويقول:

«الكلمة نور

وبعض الكلمات قبور

وبعض الكلمات قلاع

شامخة يعتصم بها النبل البشرى

الكلمة فرقان بين نبى وبغى».

ويختتم شاعرنا قوله:

«إن الكلمة مسئولية

إن الرجل هو كلمة

شرف الله هو الكلمة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين شرف الكلمة يا عرب أين شرف الكلمة يا عرب



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 18:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"
المغرب اليوم - أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 10:12 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أسعار الذهب تتراجع بأكثر من 30 دولاراً وسط ارتفاع الدولار

GMT 12:40 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 18:38 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

وفاة معتقل داخل محكمة الاستئناف في طنجة

GMT 12:37 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

محاولات لإقناع الواعد باسي بتمثيل المغرب

GMT 13:31 2018 الأحد ,08 تموز / يوليو

محمد الشناوي يوضح أنه لم يلتفت إلى أي عروض

GMT 00:51 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

كهف مظلم في نيوزيلندا تضيئه الديدان المتوهجة

GMT 08:28 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نحو 60% من الصينيين يتعرضون لفقدان شعر مبكر وزيادة الصلع

GMT 09:39 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

روائح خلابة وبريق الذهب في "جيل" الجسم الجديد من "شانيل"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib