بقلم - عماد الدين أديب
هل تعرفون أسوأ احتمال يمكن أن تسفر عنه حالة التوتر الحالى مع قطر؟
الأمر الأسوأ ليس أن يستمر ويطول الحال على حاله.
الأمر الأسوأ ليس أن ينتهى -لا قدر الله- إلى مواجهة إقليمية عسكرية تدخل فيها أطراف، مثل تركيا أو إيران أو إسرائيل.
الأمر الأسوأ هو أن ينتهى الأمر بما يشبه التسوية الدبلوماسية على الطريقة العربية المعتادة، التى تقوم على مبدأ «تبويس اللحى» من خلال منطق «يا دار ما دخلك شر»، ثم تعود «ريما إلى عادتها القديمة» ويتكرر سيناريو نقض الاتفاق الموقع والمكتوب بين دول مجلس التعاون وقطر عام 2014 الذى لم يتم الالتزام بأى من تعهداته.
بالطبع، الاحتمال الأفضل هو أن تلتزم قطر بالنقاط التى قدمت لها من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر عبر الوسيط الكويتى الذى تسلم الرد المكتوب من الدوحة منذ 48 ساعة.
باختصار المطلوب من قطر هو الآتى:
1- اتباع سياسة واضحة لا التواء فيها ولا مخادعة بحيث يكون ظاهرها هو باطنها وأن تفعل ما تقول وتقول ما تفعل.
2- أن تتوقف قطر عن أن تتدخل فى شئون دول المنطقة بما يخالف سياسات أشقائها ومصالح شركائها فى دول مجلس التعاون.
هذه الأزمة هى مفترق طرق حاد أمام الدوحة يتعين عليها فيه أن تختار بين امتدادها الطبيعى فى الخليج العربى أو أن تختار ـإلى غير رجعة- تحالفاً جديداً مع إيران وتركيا وحزب الله وطالبان وحماس وجبهة النصرة.
وأزمة قطر بشكل محدد وواضح أن هناك تصادماً فى أماكن صناعة القرار بين أمير البلاد الحالى الابن تميم، وبين الأمير الوالد الشيخ حمد.
هذه الازدواجية فى أماكن صناعة القرار هى التى تبرر ازدواجية القرار ونقيضه فى قطر.
وإن لم يحسم هذا الصراع المحتدم داخلياً بين سمو الأمير تميم وسمو الشيخ حمد، فإن قطر ودول مجلس التعاون والمنطقة كلها مقبلة على صراع مفتوح غير محكوم بضوابط لا أحد يمكن أن يعرف مداه أو عواقبه.
والأيام المقبلة صعبة وحاسمة، فإما أن يحكم تميم أو يحكم والده، وإما أن تكون سياسة واحدة أو أن تكون هناك سياستان.
وبانتظار اجتماع القاهرة غداً لحسم الموقف من الرد القطرى على المطالب.