عماد الدين أديب
نحن شعب ضعيف الإنتاجية شديد الرغبة الاستهلاكية.
نحن شعب يريد ولكن لا يفعل ما يجب كى يحقق ما يريد.
نحن نعشق الشكوى والأنين من صعوبات الحياة، ولكن لا نقدم تصورات أو رؤى مبدعة لمواجهة تحديات الحياة.
ونحن أيضاً من أكثر شعوب الدنيا التى لا تعترف بمسئوليتها عن الأخطاء والخطايا.
نحن ننفق 140 مليار جنيه سنوياً على المزاج، أى السجائر، الشاى، القهوة، الشيشة، المعسل، السكر.
نحن ننفق قرابة 97 مليار جنيه على أنواع المخدرات المختلفة بدءاً من الحشيش إلى الهروين وصولاً إلى حبوب «الترامادول».
باختصار، نحن نستهلك ولا ننتج، وننتقد ونشكو ولا نقدم حلولاً، فى مناخ من الغياب العقلى الذى يكاد يصل إلى الغيبوبة.
نحن فى وطن يقال عنه إن فيه أكثر من مليونى مكتئب بشكل رسمى تحت العلاج. وما خفى من حالات الاكتئاب كان أغلب وأعظم.
هذه «الحالة» التى نحياها تجعل هذا الشعب غير قابل لمواجهة حقائق الحياة بعقل مفتوح وفكر مبدع ونفسية متزنة.
كل الحلول تصطدم بحالة رفض الحل، وكل الأفكار الإبداعية تتكسر على صخرة اليأس من النجاح فى قهر الفشل.
حدث لهذا الشعب حالة إنهاك سياسى من كثرة الانتقال الحاد من حلم إلى كابوس، ومن استقرار إلى فوضى، ومن انفلات إلى قبضة حديدية، ومن وعود بالرخاء إلى أزمات اقتصادية ضاغطة وطاحنة.
هذا «الإنهاك السياسى» جعل الناس تكفر بالوعود والأحلام والخطط المعلن عنها.
إننا باختصار فى مواجهة مجتمع يحتاج إلى إعادة تأهيل نفسى، قبل إعادة هيكلة إدارية.
سوف تفشل كل الخطط والأحلام طالما أننا نتعامل مع حالات مليونية من الشك المرضى، والاكتئاب الجماعى، والتفكير العبثى العدمى.
إذن متى ننجح؟
الإجابة ببساطة هى أننا ننجح حينما نؤمن بأن الشعوب لا تتقدم بفرد واحد أو حكومة أو حزب، ولكن تتقدم حينما يدرك كل فرد أنه مسئول مسئولية كاملة عن النجاح أو الفشل.