المهمة الصعبة اقتلاع المالكي

المهمة الصعبة: اقتلاع المالكي

المغرب اليوم -

المهمة الصعبة اقتلاع المالكي

عبد الرحمن الراشد

عندما سئل نوري المالكي، رئيس الوزراء، عندما خرجت مظاهرة احتجاجية ضده في بغداد العام الماضي، أجاب: «نحن في العراق من بدأنا الربيع العربي». ويذكرنا ذلك بما قاله بشار الأسد لصحيفة «وول ستريت» قبل أسابيع من بداية الثورة السورية: «نحن لا نخشى من ربيع في سوريا لأننا جبهة الممانعة ضد العدو الإسرائيلي». لا العراق بدأ ربيعا، ولا بشار ممانعة، ولا يهم حتى لو كان الرأيان صحيحين.. السؤال: ما الذي يظنه الناس هناك؟ المالكي همه الوحيد البقاء في الحكم، لكنه يواجه جملة أزمات؛ أولاها أن هذه رئاسته الثانية والأخيرة، وقد سعى لتعديل الدستور للسماح لنفسه برئاسة ثالثة ولم يفلح بعد، وقد لا يكمل رئاسته الحالية، لهذا يسعى الآن لمخرج مختلف مثل حل البرلمان قبل أن يصوت ضده، ويجري انتخابات قبل موعدها. اليوم الأحد قد يكون بداية المعركة الأولى، فالمالكي الذي فشل في جمع أصوات كافية في الانتخابات تم تنصيبه ضمن ائتلاف فأعطته الأحزاب الشيعية أصواتها والأكراد السُنة أيضا. هذه الخريطة تغيرت تحالفاتها، ومن أجل ذلك فإنه مستعد للتحالف مع خصومه سواء الصدريون الشيعة أو السُنة العرب، وهم يتكتلون ضده في المظاهرات والبيانات التي اشتعلت في الأيام الماضية في أعقاب ملاحقته لزعيم سني آخر، هو وزير المالية رافع العيساوي، بعد أن أقصى تقريبا كل قيادات السُنة، ودخل في مواجهات مع الأكراد في شمال العراق لسبب يبدو مرتبطا برغبة إيران في فتح طريق إلى سوريا لإنقاذ نظام الأسد المحاصر. المالكي همه الوحيد الحكم، وقد أبعد قيادات شيعية مثل إبراهيم الجعفري الأحق منه برئاسة الحكومة، وقطع الطريق على سياسي عاقل هو عادل عبد المهدي، والآن ملتصق بالإيرانيين ومستعد لفعل أي شيء لهم من أجل البقاء في منصبه. ومنصب المالكي لا يماثله ملك أو رئيس، ربما في العالم، فصلاحياته مباشرة على كل الوزارات السيادية، الأمن والاستخبارات والقوات المسلحة والمالية والبنك المركزي والإعلام والقضاء وتصفية «البعث»، ويحاول الهيمنة على الجهة المسؤولة عن مكافحة الفساد، والقائمة تطول. وعندما قال نائب رئيس الوزراء إن المالكي ديكتاتور في لقائه بمحطة «سي إن إن» طرده على الفور من منصبه، وعندما اختلف مع الهاشمي، نائب الرئيس، أيضا، لاحقه بتهم التآمر والإرهاب وسجن حراسه الشخصيين! لن يكون سهلا اقتلاع المالكي من منصبه سواء بالطرق الدستورية، عبر البرلمان، أو من خلال المظاهرات والعصيان، ونحن في بداية طريق طويل لن يكون سهلا على كل العراقيين، وسيعيد العراق إلى المربع الأول، حيث صدام حسين ديكتاتور العراق الذي كلف الولايات المتحدة نحو تريليون دولار وأربعة آلاف قتيل منها في سبيل التخلص منه ومن تركته. سيخرج المالكي لكن بعد أن يدمر البلد كما فعل الأسد. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المهمة الصعبة اقتلاع المالكي المهمة الصعبة اقتلاع المالكي



GMT 19:20 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 19:17 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 19:15 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 19:13 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 19:10 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 19:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

مسمار جحا

GMT 18:58 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

جمال بدوي محارب قديم!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يكشف أمنيته في العام الجديد
المغرب اليوم - رامي صبري يكشف أمنيته في العام الجديد

GMT 02:13 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

قائمة المنتخب المغربي لمواجهة الغابون وليسوتو

GMT 01:48 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونيخ يسحق رازن في ختام رائع لعام 2024

GMT 01:27 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

برشلونة وأتلتيكو يستعدان لحسم معركة القمة

GMT 01:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يعيد سكة الانتصارات بهدف تيجاني

GMT 01:17 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يخوض منعطفاً صعباً في حملته أمام توتنهام

GMT 03:37 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

أتلتيكو مدريد يراهن على الفوز بلقب الدوري الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib