كيف نتعامل مع «طالبان»
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

كيف نتعامل مع «طالبان»؟

المغرب اليوم -

كيف نتعامل مع «طالبان»

عبد الرحمن الراشد
بقلم : عبد الرحمن الراشد

يقول أحدُ المسؤولين في حكومةِ حركة «طالبان»، حتى لو ألقيتم قنبلةً نوويةً علينا لن نسمحَ للمرأة بالدراسة والعمل. وعلينا أن نصدّقَه حرفياً، فالرجلُ يعني ما يقول. سبقَ وفشلَ قصفُها وإعادتها للعصر الحجري، لأنَّ «طالبان»، نفسَها، تحب أن تعيشَ في العصر الحجري.
عالمياً، يتصاعد الغضبُ والاستنكار من تصرفات «طالبان»، وعبّرت عنه دولٌ إسلامية، مثل السعودية، التي شجبت قرارَ منع الفتيات من الدراسة والعمل. وغلبت على المحافل الدولية دعواتٌ تطالب بأقسى التدابير ضد الحركة.
في رأيي، لن تُفلحَ كل المعالجات المقترحة، من وقف المساعدات إلى القوة العسكرية، لأنَّ «طالبان» لن تنصاع. هذه هي «طالبان» سابقاً وحالياً. الحل هو في الاهتمام بتوعية «طالبان»، قياداتها ومنسوبيها، بالإسلام المعتدل.
«طالبان» مشكلةٌ بذاتها، وستحتاج إلى علاجٍ ثقافي طويل يؤهلها. أمَّا الآن، على العالم أن يتعايشَ معها، ويتعرَّف عليها بشكل جيد. هذه الجماعة ليست حكومةً بالمفهوم الحديث، وليست إرهابية مثل «القاعدة» التي تتشكَّل من جنسيات متعددة ولا تعترف بالحدود. «طالبان» ليس لها مشروعٌ خارجيٌّ ولا تطمح لتغيير العالم. معظمها من قبيلةٍ واحدة تعيش خارج العصر ولا تبالي كثيراً بما هو خارج حدودها، على الأقل حتى الآن. عاشت زواجاً كان قصيراً مع «القاعدة» عرَّفها على تجارب عسكرية ومفاهيم سياسية مختلفة، وجلب لها متاعب جمة.
«طالبان» تحمل أفكاراً محليةً قبليةً قديمة. اكتشف الأميركيون الأمرَ بعد عقدين من محاولات استئناس الجماعة وفشلوا. فقد سعت الولاياتُ المتحدةُ لإقامةِ نظامٍ أفغانيٍّ مدنيٍّ حديث، وكلَّفها الكثير، لكنَّها عجزت عن حمايته. اقتنعت، بعد عشرين سنة، بأنَّها قادرةٌ على هزيمة تنظيم مثل «القاعدة» و«داعش» في أي مواجهة، لكنَّها لن تستطيعَ إنهاء «طالبان». لهذا جعلَ الأميركيون أولَ بندٍ في اتفاق الدوحة، أن تتعهَّدَ «طالبان» بعدم السماح لأي جماعةٍ معاديةٍ للولايات المتحدة، بما فيها «القاعدة»، بالعمل على أراضي أفغانستان. لم يتضمَّن الاتفاق صيغةَ الحكم أو إدارة المجتمع.
قوة «طالبان» من قوة قبيلتها، البشتون، في وجهِ منافسيها من المكونات المحلية الأخرى، الطاجيك والهزارة والأوزبك. وهذا لا ينفي الدعمَ الخارجي لـ«طالبان»، الذي يصل لكل القوى المتقاتلة في أوقات الحروب. وتكفي نظرةٌ سريعة على الخريطة لنفهم جذورَ وتعقيداتِ الجغرافيا السياسية هناك، نتيجة لها كانت أفغانستان ممر الجيوش، وساحة صراع القوى والإمبراطوريات، تاريخياً. لها حدود مع الصين، وإيران، وباكستان، ومع دول الاتحاد السوفياتي السابق. بلدٌ مغلقٌ من دون ممر على البحر، وفقير الموارد، سكانُه أربعون مليون نسمة، ومساحته ضعف دولة مثل ألمانيا.
لن ينفعَ مع «طالبان» سلاحُ التجويع الاقتصادي، ولن يردعَها سلاحُ المارينز، ولا السلاح النووي. «طالبان» حركة متشددة دينياً واجتماعياً، وأمضى سلاح قادر على تغييرها هو التثقيف ونشر مفهوم الإسلام المعتدل، بكل الوسائل التي يمكن أن تصلَ إلى عيونهم وأسماعهم.
قادتهم من جيلٍ قديم وعسكرهم من جيل صغير، يعيشون في عزلة عن العالم، وعلى قناعة بأنَّهم على حق والعالم على باطل. الكثير من المجتمعات الإسلامية كانت منغلقة وتطورت مع برامج التوعية والانخراط التدريجي في العالم الحديث. بقيت «طالبان» حالةً عسيرة نتيجة للحروب الماضية. أول حاكم لها الملا عمر، سمعنا به ولم يشاهده إلا قلة. كانت له صورة واحدة باهتة، تم تصويره فيها خلسة، لأنَّه يعدُّ التصويرَ حراماً ويعاقب عليه فاعله.
ونلاحظ اليوم لـ«طالبان» مواقف تعبّر عن اختلافات داخلها، ويبدو أن المتشددين انتصروا أخيراً. بعض قياداتها، الذين عاشوا في الخارج، في باكستان وقطر، وعادوا إلى كابل، أقلَّ تشدداً، ومن بينهم المتحدث باسم الإمارة الذي لم يجد رداً مقنعاً على محاور الـ«سي إن إن»، عندما سأله مستنكراً: كيف يمنع الأفغانياتِ من الدراسة في حين يترك بناته يدرسن في الدوحة؟
مواجهة الفكر المتطرف والمتشدد في أفغانستان تتطلب التعاون مع أصحاب البرامج الناجحة في التوعية الإسلامية. وهذا لا يعني أن تكونَ تذكرة مجانية للاستعانة بجماعات سياسية، مثل «الإخوان المسلمين» التي تبدو للحكومات الغربية جماعة متمدنة. و«الإخوان» في واقع الأمر كذلك إلى حد ما، لكن الخطورة في مشروعها السياسي، فهي التي أسست فكر الدولة الدينية التي ظهرت منها تنظيمات مثل «القاعدة» و«داعش»، وقادرة على تحويل «طالبان» إلى «قاعدة» آخر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نتعامل مع «طالبان» كيف نتعامل مع «طالبان»



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط

GMT 05:25 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

جنيفر لورانس تعرض شقتها الفاخرة للإيجار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib