غزة والتَّخيّلات الستة الخاطئة
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

غزة والتَّخيّلات الستة الخاطئة

المغرب اليوم -

غزة والتَّخيّلات الستة الخاطئة

عبد الرحمن الراشد
بقلم - عبد الرحمن الراشد

أعقبَ هجومَ «حماس» الدامي في السابعِ من أكتوبر (تشرين الأول) كثيرٌ من التَّوقعات والتَّخيُّلاتِ الخاطئة. تخيُّلات مثل أحلامِ اليقظة، حيث كانَ يقود المشهدَ في الأسابيع الأولى شعراء وخطباء وحديثو عهدٍ بالسياسة، من المؤثرين على الإعلام الاجتماعي. أمَّا لماذا «حماس» نفسها استبعدت الغزوَ الكاسح؟ فالقيادي أبو مرزوق قال: «لم نتوقَّع أن تردَّ إسرائيلُ بهذه الهمجية!».

أولُ التقديراتِ الخاطئة: لن تتجرَّأَ إسرائيلُ وتغزو غزةَ برياً، وتورّط آلافاً من جنودها بدخول عرينِ «حماس». وإن فعلَها نتنياهو فسيكون القطاعُ مقبرةً لجيشه. ستثور عليهم الضفةُ الغربية، وستُدمّر عشراتُ الآلافِ من صواريخ «حزب الله» تلَّ أبيب، وسيضطر العدوُّ للجلوسِ والتنازل، أو تنهارُ إسرائيل، ويفرُّ سكانُها عائدينَ إلى نيويورك وموسكو.

التَّخيّل الثاني: العالم لن يسمحَ أو يسكتَ عن الغزو. الحقيقة هي أنَّ نتنياهو لم يستأذن، والقوى الكبرى لم تعترض. قبيل الغزو وزَّع نتنياهو على حكوماتٍ وقياديين إعلاميين، وشخصياتٍ مؤثرة، مثل إيلون ماسك، فيديو من 45 دقيقة عما وصفه بجرائم «حماس» في 7 أكتوبر ليمهّد للغزو المدمّر. ورداً على اتّهامه بالهمجية والعنفِ المفرط، حاضرَ رئيس الوزراء الإسرائيلي في الإعلام الأميركي قائلاً: «ما حدثَ لنا في السابع من أكتوبر أعظمُ ممَّا حدث لكم في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) بمائة مرة».

الثالث: الرهائن ردعٌ وضمانة! 253 رهينة في قبضة «حماس» اتَّضح لاحقاً أنَّها لم توقف الدبابات الغازية. لماذا عندما خطفت «حماس» جندياً واحداً (شاليط)، استخدمته في المساومة خمسَ سنوات، وهذه المرة أخذت مئات الرهائن ولم تهتم إسرائيلُ بإنقاذهم؟ الاعتبار الإنساني لرهائنِها لم يكن بذي أولويةٍ لإسرائيل، التي قالت: وجودُها وأمنُها هما الأهم. بوصفها «دولة صغيرة في بحر من الأعداء»، تعتمد إسرائيلُ على تفوُّقها العسكري بوصفه سياسة ردع، حتى يدركَ خصومُها أنَّها قادرةٌ على تدميرهم. اتخذت إسرائيلُ هجومَ «حماس» في أكتوبر وخطف مواطنيها تبريراً لغزوها، وشنّت عملية عسكرية، هي الكبرى منذ حرب 1973.

التَّصور الخاطئ الرابع: أوكرانيا والتوازنات الدولية لصالح «حماس». كان يقال إنَّ انشغال دول أوروبا والولايات المتحدة بحرب أوكرانيا، ذات البعد الاستراتيجي، سيحدّ من دعمها لإسرائيل سياسياً وعسكرياً. في الواقع، لدى هذه الدول من فائض القوة ما يكفي لخوض حروب متعددة، وقد حصلت إسرائيل على مدد عسكري مضاعف، لدعمها وتهديد خصومها.

التخيل الخاطئ الخامس: وحدة الساحات. بشكل كبير تردد الحديث والمراهنة على دخول «حزب الله» في الحرب. لم يأخذ هذا التَّحليل في الاعتبار حساباتِ طهران المختلفة عن «حماس». إيران تخطّط لإثارة الأزمات ضمنَ المساومة السياسية مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وليس لمحاربتها أو تحرير فلسطين. وتفعيل، ما سُمي وحدةَ الساحات، قد يعني تعريضَ وكلائِها للتدمير، وتحديداً «حزب الله». المتخيلون، في بداية الأزمة، كانوا ينتظرون من هذه القوى الممانعة أن تهبَّ وتشاركَ في الحرب، وتمنعَ إسرائيل من الاستفراد بـ«حماس»، وتضطرها لقبول وقف إطلاق النار.

كما شهدنا، تُركت «حماس» لمصيرها. لم يخطئ المتخيّلون في تقدير أهميةِ مشاركة «حزب الله» في معادلة تقليص مدةِ القتال والخسائر، إنَّما أخطأوا في قراءة استراتيجية إيران الإقليمية وحساباتها. فقد نبهت إسرائيلُ «حزب الله» في بداية الحرب، إلى أن ما فعلته به في عام 2006 كان مجردَ نزهة. بالفعل، «حرب تموز» كانت محدودةً مقارنةً بما تفعله إسرائيلُ بغزةَ هذه المرة. والحزب، بدوره، كرَّر علانية تأكيده للإسرائيليين أنَّه لا يرغب في خوض الحرب.

الفريق الوحيد، المحسوب على إيران، الذي دخل المعركة، كانَ الحوثي في اليمن باستهدافِه الملاحةَ التجاريةَ في البحر الأحمر وبحر العرب. فهو أقلُّ كلفةً سياسية ومادية على إيران، وأتوقّع أن يحققَ للإيرانيين مبتغاهم، حيث قد يضطر تحالف «الازدهار» إلى التواصل مع طهران للجم الحوثي.

إسرائيل، التي لم تتضرّر كثيراً، حقق لها هجوم الحوثي رغبتها في أن ترى تحالفاً عسكرياً يتشكّل بقيادة واشنطن لخوض حرب موازية. ولا نستطيع أن نغفل أنَّ السعودية في هذا الجانب، التي رفضت مشاركة التحالف، عزَّزت مكاسبَها والتأكيد على صحة موقفها القديم في حرب اليمن. إسرائيل لم تخسر و«حماس» لم تستفد من أزمة البحر الأحمر.

السادس: المراهنة على التعاطف الشعبي الدولي الذي سيضغط على الغرب وإسرائيل ويوقف الحرب.

كما نرى، أربعةُ أشهر مرَّت وفشلت المظاهرات والاحتجاجات الشعبية في وقف الحرب أو تغيير المواقف السياسية. في حرب غزة، جاء حجم التعاطف الشعبي الدولي، حتى في الولايات المتحدة وبريطانيا، ضخماً. التيار المعادي للحروب دائماً موجود في الغرب، ولم يسبق أن غيّر كثيراً. الوضع اليوم يشبه الأشهر التي سبقت غزو العراق في 2003، عندما غصَّت ميادين العواصم الغربية بالمظاهرات، وفشلت في أن تثنيَ قادةَ الدول عن قراراتهم. وأتذكَّر في غزو شارون لبيروت عام 1982، الخيامَ التي نصبت للمحتجين على جادة بنسلفانيا أمام البيت الأبيض، شارك فيها نواب، وناشطون، وتغطيات تلفزيونية حية. شارون دخل بيروت ودمَّر من كان في طريقه وأخرج عرفات ورجاله.

هل تجعل «حماس» غزة مقديشو أو أنَّها خرجت من اللعبة؟ موضوع مقالي المقبل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة والتَّخيّلات الستة الخاطئة غزة والتَّخيّلات الستة الخاطئة



GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 06:54 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر

GMT 17:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل مطاعم العاصمة الأردنية "عمان"

GMT 23:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الفرنسي يسخّر من ترامب بعد رفضه زيارة المقبرة التذكارية

GMT 05:40 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الأميركية كيتي أونيل أسرع امرأة في العالم عن 72 عامًا

GMT 22:39 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيدات طائرة الأهلي" يواجه الطيران الأربعاء

GMT 05:29 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موقف المدارس الخصوصية من التوقيت الجديد في المغرب

GMT 08:33 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي تصاميم غرف معيشة عصرية وأنيقة إعتمديها في منزلك

GMT 11:38 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملكة جمال المغرب العربي تستعد لكشف مجموعة من المفاجآت

GMT 21:31 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

روايات عسكرية تكشف تفاصيل استخدام الجيش الأميركي للفياغرا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib