عام 2017 ربما أفضل

عام 2017 ربما أفضل

المغرب اليوم -

عام 2017 ربما أفضل

بقلم : عبد الرحمن الراشد

هذا أول يوم من العام الجديد٬ سيكون مثله مثل كل يوم من العام الذي مضى٬ فيه سيقضي مئات الآلاف٬ ربما ملايين٬ من السوريين ليالي الشتاء الحزينة في البرد٬ بالقليل من الطعام والألحفة. وهناك آخرون٬ ملايين منهم يبيتون تحت أسقف مؤقتة داخل سوريا٬ أو في الملاجئ في أنحاء العالم٬ في أوضاع صعبة ومستقبل مجهول. وحال السوريين هو حال الليبيين وس ّكان المناطق المضطربة في اليمن والعراق.

من الحل في سوريا٬ ومشروع حل في اليمن٬ وكذلك نسمع دعوة للمصالحة مع هذا٬ ووسط الدموع والدمار واستمرار القتل٬ نرى بصيص ضوء مع بداية العام٬ شيئًا في ليبيا٬ وربما يختتم اقتحام مدينة الموصل العراقية المحتلة٬ الذي طال انتظاره٬ بالقضاء على «داعش»٬ بعد عامين من الخوف والفوضى والإرهاب. بصيص أمل أم سراب خادع؟ لا ندري٬ فالإشارات إيجابية٬ والوعود مشجعة٬ وما علينا سوى أن ننتظر راجين أن يكون عام 2017 خي ًرا من الأعوام الخمسة الدامية التي سبقته.

للإيرانيين والروس ونظام دمشق٬ ولأن لماذا يستحق العام الجديد أن تعلق به كل هذه الأماني؟ لأن الرئيس الأميركي باراك أوباما يغادر البيت الأبيض بعد أن كان عونً نصف الانتصارات الروسية الإيرانية هي في الحقيقة نصف هزائم٬ ولأن بدايات ترتيبات مفاوضات الحل توحي بأن العام المقبل أفضل من العام المدبر؟ والرغبة في إنهاء النزاعات هي السمة المشتركة في أخبار سوريا واليمن والعراق وليبيا في بداية العام الجديد٬ ولعل هذا الشعور يكون حقيقًيا٬ فالصراع أنهك المتقاتلين واكتشف الجميع أن التدمير والتشريد والتخريب لا يحقق انتصارات. ففي سوريا ومنذ أربع سنوات والنظام مع حلفائه لم يمر عليهم يوم واحد دون إلقاء براميل متفجرة واستهداف مدنيين على أمل تفريغ مناطق بأكملها من أهلها في حملة بشعة. وبعد كل حملة التطهير لم يتحقق للنظام الهيمنة الديموغرافية التي ارتكب كل هذه المجازر في سبيل إنجازها؛ حيث لا يزال النظام أقلية وقواته تقلصت كثي ًرا٬ وقد تخلى عنه أبناء طائفته٬ الذين فضلوا الهروب مع بقية السوريين إلى أوروبا وبقية المنافي على السماح لأبنائهم الصغار أن يجروا إلى ساحات المعارك باسم التجنيد الإجباري٬ كما حدثني أحد الآباء في نيويورك. قال «الكثير من العائلات العلوية أصبحت تهّرب أولادها رافضة أن يقتلوا في سبيل النظام٬ لم يعد هناك ما يستحق أن يقتل الإنسان من أجله».

والذي يرسل أولاده للموت في سبيل نظام الأسد هم ميليشيات مستأجرة مثل «حزب الله» اللبناني وعصائب الحق العراقي٬ ويتباهى النظام الإيراني بأنه يقاتل بعدد أقل من الإيرانيين مستخدًما لبنانيين وعراقيين وأفغانيين وباكستانيين.

وِفي اليمن؛ الحرب لم تتوقف سوى بضعة أيام في امتحان فاشل للهدنة قبل شهر٬ لكن مشروع السلام الذي اقترحه المبعوث الدولي لا يزال الشيء الوحيد الذي يمكن أن من
يلتقي حوله المتحاربون. والأمل كبير أن يعود إليه الجميع في العام الجديد ومع الإدارة الأميركية الجديدة. خروج أوباما بنهاية فترته الرئاسية الثانية يحمل معه شيئًا من القلق. فقد تبنى أوباما سياسة فعل لا شيء حيال الأزمات المتعددة والمتزامنة والخطيرة٬ حتى أصبحت تشكل أخطا ًرا عابرة للقارات٬ وبخروجه ربما الفرح وشيئًا

تتبنى إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب سياسة أكثر التزمًا وإصرا ًرا ضد الفوضى. وربما تعيد إيران إلى القمقم الذي أخرجها أوباما منه وتسببت في المآسي الموجعة التي نراها اليوم بما فيها الإرهاب.

في كل الأحوال كان عام 2016 قاسًيا جًدا وعسى العام الجديد يأتي ومعه الانفراجات التي يتطلع إليها ملايين المشردين والمفجوعين واليتامى.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عام 2017 ربما أفضل عام 2017 ربما أفضل



GMT 06:06 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل لا تنوي التوقف

GMT 18:44 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

تخريب مشروع إنقاذ لبنان

GMT 07:06 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الصراع الإيراني الإسرائيلي المباشر

GMT 16:02 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

GMT 20:21 2024 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الحرب التالية... إسرائيل وإيران

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 01:29 2023 السبت ,23 أيلول / سبتمبر

فيسبوك يغير شعاره إلى اللون الأزرق الداكن

GMT 20:43 2023 الإثنين ,01 أيار / مايو

المغرب يُنافس في بطولة العالم للملاكمة

GMT 21:54 2023 الجمعة ,17 شباط / فبراير

الليرة تسجل تدهوراً جديداً فى لبنان

GMT 23:47 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أسواق الخليج تتباين ومؤشر "تداول" يتراجع 0.2%

GMT 20:22 2022 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة "بيتكوين" تخسر أكثر من عشر قيمتها في 24 ساعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib