صنعاء والرياض الخلل والحل
وفاة الموسيقار المغربي محمد بن عبد السلام عن عمر يناهز 94 عاماً الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران تُحذر من مخاطر كبيرة تواجهها الطائرات عند التحليق في الأجواء الروسية المحكمة العليا الأميركية ترفض تأجيل نطق الحكم الجنائي ضد الرئيس المنتخب دونالد ترامب البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي
أخر الأخبار

صنعاء والرياض.. الخلل والحل

المغرب اليوم -

صنعاء والرياض الخلل والحل

عبد الرحمن الراشد


"الجغرافيا هي الحقيقة الثابتة في السياسة"، وهي العامل الثابت في علاقة اليمن بالسعودية لثلاثة قرون، ومستمرة. ولهذا لا يمكن لمن يحكم اليمن اليوم، أو غدًا، صديقًا أو عدوًا، إلا أن يتعامل مع الرياض. فبعد توقف الحرب الأهلية في الستينات سرعان ما أصبح ثوار الجمهورية الجديدة حلفاء للسعودية.

اليمن بلد كبير، حدوده الشمالية طويلة 1600 كلم منها 1300 كلم مع السعودية، وخلفه البحران العربي والأحمر جنوبًا وغربًا أيضا طويلة 1900 كلم. العلاقة الجغرافية مهيمنة على علاقة البلدين. مع هذا أنا لا أتفق مع من يقول إن اليمن قد يمثل خطرًا وجوديًا على السعودية، لأنه بعيد جدًا عن مواقعه الحيوية، أكثر من ثمانمائة كيلومتر عن مكة المكرمة، وألف وثلاثمائة كيلومتر عن مناطق البترول في شمال شرقي السعودية.

إنما أتفق معهم في أنه لا تستطيع الحكومة السعودية أن تقبل للجار الكبير اليمن، وهو أكبر من سوريا ثلاث مرات، أمرين، الفوضى، وهيمنة الأجنبي عليه، مثل إيران.

وللعلاقة الخاصة بين البلدين قصة طويلة. فخلال العقود الماضية، بعد نهاية الحرب الأهلية، كان لليمن خصوصية في السعودية بحكم التاريخ والجغرافيا، فاليمنيون أكبر جالية عربية فيها، وصارت هناك علاقة سياسية خاصة انتظمت ضمن لجنة أسستها حكومتا البلدين، لمعالجة متطلبات اليمن. وكان للمملكة علاقة مباشرة مع قبائل اليمن، خاصة شمالها، تحيطهم برعايتها. السبب أن حكومة صنعاء لم تكن تستطيع أن تفرض سلطتها على أكثر من ثلث البلاد، العاصمة وبضع مدن معها، أما خارجها فقد كان دائمًا تحت سلطة القبائل، وبالتالي اعتادت الرياض على أن تتعامل مع الجميع، وعندما تحدث خروقات حدودية كانت حكومة علي عبد الله صالح دائمًا تبرر ذلك بأنه لا سلطة لها على القبائل. ووفق هذا الترتيب دامت العلاقة الثلاثية جيدة لأربعين عامًا، إلا من بضع مفاجآت موجعة من أفعال الرئيس حينها صالح. فقد تحالف مع الرئيس العراقي صدام في غزوه للكويت صادمًا للسعوديين، لأنه خان العهد بينهم. بعد سنوات من الجفاء عادت العلاقة جيدة، وتوجت باتفاقية حدود مهمة جدًا في عام 2000. وقد اختارت السعودية القبول بمعظم التفسير اليمني للنزاع الحدودي، أو ما كان يسمى بـ«الخط البريطاني»، وهو ما اعتبره صالح حينها إنجازا عظيمًا. بذلك نزعت السعودية أي مبررات محتملة لأي خلاف مستقبلي، لكن صالح نقض عهوده وترك جماعات يمنية تتحالف مع أنظمة معادية للسعودية مثل قذافي ليبيا، تنفذ أعمالاً مسلحة ضدها. ثم ظهر تنظيم «القاعدة في شبه جزيرة العرب» وصار اليمن مصدر تهديد أمني للسعودية، ورغم إنكار صالح للمشكلة وتلكؤه، فإنه تعاون لاحقًا، خاصة بعد دخول الحكومة الأميركية على الخط التي اعتبرت محاربته للتنظيم واجبًا عليه.

الفصل الأخير بدأ بُعيد الربيع اليمني، فقد سعت السعودية مع الدول الخليجية لنزع فتيل المواجهات حتى لا يتحول اليمن إلى سوريا أو ليبيا أخرى. وزاد الوضع خطورة عندما تعرض الرئيس صالح لمحاولة اغتيال، نجا منها محروقًا جزئيًا. طرح الخليجيون فكرة حل ترضي الطرفين، أن يترك صالح الرئاسة التي جلس عليها أكثر من ثلاثة عقود، ويسمح له بالعمل السياسي العام من خلال حزبه. وتقوم مكانه حكومة انتقالية مؤقتة يتم خلالها ترتيب انتخابات يقرر من خلالها اليمنيون من يريدون بإشراف الأمم المتحدة. صالح تمت معالجته في المستشفى العسكري في الرياض، لكن بعد تعافيه وعودته إلى بلاده خطط متآمرًا للاستيلاء على الحكم بالقوة، بالشراكة مع الحوثيين حلفاء إيران! وبقية الحكاية معروفة، حيث استولى صالح مع الحوثيين على المدن والعاصمة ثم قاموا بحبس الرئيس الانتقالي الشرعي وعندما تم تهريبه إلى عدن لاحقوه إلى هناك لقتله.

وكما ذكرت في البداية، أمران لا تستطيع السعودية السكوت عنهما في الجار اليمن، الفوضى، والخصم الخارجي. نذر الفوضى بدأت مع المواجهات بين القوى اليمنية في الشمال، ومع إعلان الجنوبيين عزمهم على الانفصال، ثم بان دور إيران الخطير عبر الأقلية الحوثية التي تحكم العاصمة صنعاء لأول مرة في تاريخها! وكان هذا سيعني أن إيران ستطوق السعودية في سوريا والعراق شمالاً، ومن اليمن جنوبًا.

هذه قصة مختصرة للإشكال اليمني. الآن، لا شك في أن السعودية ستحتاج إلى تجديد علاقتها بالقوى والقبائل اليمنية، كما كانت تفعل في الماضي، لأنه لا توجد سلطة مركزية تحكم كل البلاد، وعندما توجد ستحتاج هي الأخرى إلى دعم سياسي واقتصادي استثنائي. ولا يوجد ما يمنع انتصار السعودية، فغالبية اليمنيين، من شيوخ قبائل، وحتى المواطنين العاديين، مرتبطون بجارتهم السعودية أكثر من أي دولة أخرى، ولا تستطيع إيران وغيرها أن تحل محلها مهما سعت لذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صنعاء والرياض الخلل والحل صنعاء والرياض الخلل والحل



GMT 20:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 20:14 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 20:08 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ترمب وإحياء مبدأ مونرو ثانية

GMT 20:06 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 20:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 20:01 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

GMT 19:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

في انتظار ترمب!

GMT 19:54 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة ساركوزي!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا
المغرب اليوم - المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا

GMT 08:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا
المغرب اليوم - ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا

GMT 21:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يقيل مدربه باراخا بعد التراجع للمركز قبل الأخير

GMT 11:01 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

اكتنز ثواب وفضل ليلة النصف من شهر شعبان

GMT 20:16 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الهدف الأول لليفربول عن طريق ساديو مانيه

GMT 12:05 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

"ديور" تطلق مجموعة جديدة ومميزة من الساعات

GMT 00:12 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إنتر يواصل ملاحقة الصدارة بثنائية في كومو

GMT 23:47 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيكولاس غونزاليس سعيد باللعب في غير مركزه مع يوفنتوس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib