كشف حساب زيارة أمير قطر

كشف حساب زيارة أمير قطر

المغرب اليوم -

كشف حساب زيارة أمير قطر

معتز بالله عبد الفتاح

أى حد متجوز هيفهمنى أكتر فى الموضوع ده.. كم مرة اتخانقت مع «زوجتك» أو هى اتخنقت منك، كم مرة حدثت خلافات وزعل ومع ذلك لا بد أن يتحدث الزوج مع الزوجة إما للتهدئة ثم استئناف العلاقة أو إدارة عملية الانفصال: «إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان».

المشكلة فى المنطقة العربية أننا متزوجون زيجة أبدية تجعل بديل «التسريح» غير قائم، والموضوع له أبعاد كثيرة متداخلة. وفى النهاية أعتقد أننا كسبنا كثيراً كمصر وكعرب من هذه القمة ومن زيارة الأمير القطرى تحديداً.

أولاً، قناة «الجزيرة» تتحدث عن الرئيس عبدالفتاح السيسى باعتباره «قائد الانقلاب»، ولكن مع وجود الأمير القطرى فى القمة العربية وبعد حفاوة الاستقبال من الرئيس المصرى ثم فى شكره العلنى خلال كلمته فى القمة لمصر، رئاسة وشعباً، انتقل العبء الآن إلى محررى قناة «الجزيرة» لكى يصلحوا تناقضهم، لأن مالكها أعلن قولاً وفعلاً أن موقفه الرسمى هو الاعتراف برئيس مصر رئيساً لمصر، وهو أمر لن يغير كثيراً بالنسبة لنا كمصريين، ولكنه يجسد الخطأ الكبير الذى وقعت فيه قطر، وإكسسواراتها الإعلامية بما فيها «الجزيرة»، من البداية حين اختارت شُعب الإخوان على حساب الشعب المصرى، وحين اختارت التنظيم الإخوانى على حساب النظام المصرى.

ثانياً: مهما بعدت دولة عربية ما عن مصر فى مواقفها السياسية فإنها ستعود إلى مصر، إما لتغيير الموقف المصرى أو للتكيف مع الموقف المصرى، هذا لا يعنى أننا لا نخطئ فى بعض مواقفنا الخارجية كمصريين، ولكن الوضع التوازنى للكيان العربى الأشمل هو أن تكون جميع الدول العربية على وفاق (أو على الأقل عدم صراع) مع جيرانها المباشرين، ومع مصر. وربما لا يحمل التشبيه التالى كل ما أقصد، لكن الخلاف مع مصر مثل خلاف الإنسان مع أخيه الأكبر أو حتى أمه، يخلق مرارة فى الحلق وإحساساً بالتوتر لا يزول إلا بإزالة الخلاف. ومهما فعل الأمير «تميم» أو أى من أنصاره، فسيعودون يوماً إلى مصر، ولكن بتكلفة باهظة كان يمكن تجنبها، لكنهم يدفعونها وندفعها بسبب سوء تقديرهم للأمور.

ثالثاً: الرئيس السيسى يتبنى سياسة «تصفير» المشكلات مع الدول المختلفة.. والتصفير من الصفر، أى الوصول إلى «صفر» مشكلات مع الدول المختلفة، لأن المشكلات لها تكلفة، والبلاد أمامها تحد واحد وأساسى وهو التنمية الاقتصادية الشاملة، واستنزاف القدرات المصرية فى معارك جانبية لن يخدم مصر فى شىء.

رابعاً: فى العلاقات الدولية هناك خمسة أنماط أساسية لعلاقات الدول، تبدأ من: أولاً التحالف (مثل أمريكا وإنجلترا)، ثانياً: شراكة / الصداقة (علاقة مصر بأمريكا)، ثالثاً: الحياد أو حتى عدم الاكتراث (مثل علاقة مصر بجزر المالديف)، رابعاً: التنافس بين الدول (مثل علاقة روسيا بألمانيا)، خامساً: العداء (مثل علاقة أمريكا مع كوريا الشمالية). زيارة أمير قطر إلى شرم الشيخ جعلت العلاقة تخطت خطوة معقولة فى اتجاه التحول من علاقة عداء (أو تنافس) إلى حياد (أو صداقة) مثلها مثل مقابلات الرئيس السيسى مع المسئولين الإثيوبيين التى حولت العلاقة من عداء إلى شراكة / صداقة، وهذا مكسب لا يمكن إنكاره.

خامساً: فى كل الأحوال، أدرك العرب، أو هكذا يبدو، أن ما يحدث فى المنطقة العربية هو فيلم واحد له مخرج واحد (أو مجموعة مخرجين متحالفين) ليكتبوا مشاهد تؤدى إلى النتيجة التى يريدونها للمنطقة العربية، وأنها ليست مجموع أفلام متناثرة وكل دولة «تشيل شيلتها»، لهذا ينبغى أن تختفى التناقضات البينية (أى التى بين العرب) لصالح التناقضات الأكبر مع من يريدون بالعرب شراً. وإنشاء قوات تدخل سريع عربية مسألة مهمة، ولو كانت موجودة فى فترات سابقة لربما ما سقطت الكثير من الدول العربية فى وهدة الحروب الأهلية ثم الانفصال.

أخيراً، نجح الرئيس السيسى وفريق عمله، وهم يعملون باجتهاد فعلاً حتى لو بدا أحياناً غير ذلك، فى أن يعيد مصر إلى مقعد القيادة الجماعية عربياً وأفريقياً. مصر لن تقود وحدها أى عمل عربى أو أفريقى، لكنها لا يمكن أن تكون بعيدة عن القرارات الكبرى فى منطقتها.

اللهم أعزنا بعز من عندك، وأفض علينا من فضلك الذى لا يعطيه غيرك، ووفقنا لما فيه الخير.

تحيا مصر، تحيا الأمة العربية، يحيا المصريون، يحيا العرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كشف حساب زيارة أمير قطر كشف حساب زيارة أمير قطر



GMT 06:10 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:07 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 05:06 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 05:04 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

GMT 05:01 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

خنادق الآيديولوجيا وأقفاصها

GMT 04:35 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تتهدّد الحربُ الأهليّة لبنان؟

GMT 04:33 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منطقتنا واليوم التالي

GMT 04:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب الساعات الأربع!

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:38 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
المغرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 06:17 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 06:27 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل إطلالات نجوى كرم باللون الزهري بدرجاته المختلفة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib