الأمريكان وإيران يسيطران على العربان

الأمريكان وإيران يسيطران على العربان

المغرب اليوم -

الأمريكان وإيران يسيطران على العربان

معتز بالله عبد الفتاح

تعالوا نبدأ بالمعلومات. بعد مفاوضات استمرت من 2006 توصلت القوى الدولية بقيادة الولايات المتحدة إلى اتفاق مع إيران يقضى بتقليص الأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة عليها.

الاتفاق لم ينزل إلى حيز الواقع بعد لأنه ينبغى أن يوافق عليه البرلمان فى إيران، والأهم أن يوافق عليه المرشد الأعلى، كما ينبغى أن يوافق عليه الكونجرس الأمريكى خلال 60 يوماً. ولتوضيح حجم الجدل المثار يكفى الإشارة إلى قول رئيس مجلس النواب الأمريكى، النائب الجمهورى جون بينر، إن الصفقة لن تؤدى إلى شىء سوى أن «تشجع» طهران. كما قال السيناتور ليندساى غراهام الذى أعلن خوضه سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية إن الاتفاق «مريع» وسيؤدى إلى أن تتحول الأمور إلى «الأسوأ».

وإقليمياً، رفضت الحكومة الإسرائيلية الاتفاق الذى وصفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه «خطأ تاريخى». وقال نتنياهو إن الاتفاق سيمنح إيران «مئات المليارات من الدولارات يمكنها عبرها أن تغذى ماكينة إرهابها وتوسعها وعدوانها فى عموم الشرق الأوسط والعالم».

وقد اتصل الرئيس أوباما بالعاهل السعودى الملك سلمان لبحث الاتفاق النووى الإيرانى. وفى أول رد فعل رسمى، قالت الرياض إنها تؤيد الاتفاق لكنها أكدت أهمية وجود آلية تفتيش صارمة وآلية لإعادة فرض العقوبات.

وفى طهران، خرج الإيرانيون للاحتفال فى شوارع العاصمة وأطلقوا أبواق سياراتهم ورفعوا شارات النصر احتفالاً بعد إعلان الاتفاق الذى سينهى سنوات من العقوبات والعزلة.

وقال الرئيس الإيرانى حسن روحانى فى كلمة متلفزة «اليوم نهاية الطغيان ضد بلدنا وبداية التعاون مع العالم.. هذا اتفاق متبادل. إذا التزموا به سنلتزم به. الدولة الإيرانية التزمت دوماً بوعودها ومعاهداتها».

وأبرز بنود الاتفاق هى:

يسمح الاتفاق لمفتشى الأمم المتحدة بمراقبة وتفتيش المواقع العسكرية الإيرانية، ولكن يمكن لإيران تحدى طلبات دخولهم.

تعاد العقوبات خلال فترة 65 يوماً عند حدوث أى خرق للاتفاق.

استمرار الحظر على توريد الأسلحة لإيران لمدة خمس سنوات.

استمرار الحظر على الصواريخ لمدة ثمانى سنوات بعد الاتفاق.

يسمح الاتفاق لإيران بمواصلة عمليات التخصيب بكميات محدودة لا تسمح بتراكم اليورانيوم المخصب لديها، وكذلك باستخدام أجهزة الطرد المركزى لأغراض البحث والتنمية.

ما نتائج هذا الاتفاق؟

كأى اتفاق: يعطى ويمنع، يعطل ويسمح. يعطل الاتفاق الطموحات النووية الإيرانية ولكنه يمنح لإيران فرصة ذهبية لأن تصبح «شرطى الخليج» كما كانت على عهد شاه إيران. إيران ستكسب على مستويين: ستحصل إيران على المبالغ التى احتجزتها بنوك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى منذ ثورة 1979 حتى الآن.

وثانياً ستكون إيران طرفاً مباشراً فى أى مفاوضات حول مستقبل سوريا ونظام الأسد وحول اليمن والحوثيين وحول العراق ودور الشيعة، وحول لبنان ودور حزب الله. وقد تنتهى إيران إلى أن تحتل خط المواجهة الأول فى مواجهة الدواعش، وهى أكثر جيوش المنطقة استعداداً لهذه المهمة وأكثر دول المنطقة رغبة فى دحر «داعش» لتحل محلها.

الصفقة النووية قد تكون مقدمة لخمس صفقات أخرى فى سوريا والعراق واليمن ولبنان، ثم صفقة الصفقات التى تقضى بتركيع العرب وإدخالهم إلى بيت الطاعة الأمريكى - الإيرانى.

كيف نعرف إن كنا نسير فى هذا الاتجاه؟

إن صدق هذا التحليل، فقد ينجح لبنان فى انتخاب رئيس خلال الأشهر المقبلة عبر سحب حزب الله (الشيعى) لاعتراضاته على الأسماء المطروحة من تيار المستقبل. ربما يتم تثبيت الهدنة فى اليمن عبر التزام الحوثيين (الشيعة) بالمبادرات التى تطلقها الأمم المتحدة. ربما تدعو الحكومة العراقية (التى يغلب عليها الشيعة) إيران لإرسال قوات إيرانية للمساعدة فى الدفاع عن وحدة الأراضى العراقية إعمالاً لمبدأ الاستعانة بالأصدقاء لمقاومة الإرهاب والدفاع الشرعى عن النفس. ربما نجد صفقة كبرى بين نظام الأسد (الشيعى) والمعارضة المتشرذمة ضده يتم بموجبها وقف إطلاق النار والبدء فى مباحثات تقاسم السلطة فى سوريا.

الاتفاق يعنى صراحة أن الجزء الأكبر من سيرة ومسيرة ومستقبل المنطقة سيتقرر عبر تسويات وصفقات واتفاقات بين واشنطن وطهران.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمريكان وإيران يسيطران على العربان الأمريكان وإيران يسيطران على العربان



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 06:44 2024 الأحد ,04 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 04 فبراير / شباط 2024

GMT 12:48 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يتلقي حصة تدريبية خفيفة بعد هزم الأردن

GMT 04:10 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الروسي حبيب نورمحمدوف يوجه رسالة للمسلمين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib